أثلج الشاعر عبدالله الهدية قلوب جمهور مسرح دبي الشعبي، أول من أمس، بقصائد فصحى وشعبية، تنوعت ما بين الغزل والهيام بالحبيبة، وأيضا تلك التي عكست مخزون الروح الوطنية والقومية لديه ورهافة حسه، كما استطاع أن يثري أمسيته بفواصل شعرية توجت الأجواء بالسعادة والحماس.

أدارت الشاعرة شيخة المطيري الأمسية، والتي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع مسرح دبي الشعبي، وحضرها عدد من ممثلي وسائل الإعلام ومتذوقي الشعر. إذ تميز خلالها الشاعر عبدالله الهدية في إلقاء قصائده، والتفاعل معها، من خلال التحكم بنبرة صوته ولغة جسده وانفعالاته أثناء الإلقاء، ما وجد صدى لدى الحضور تجسد بتفاعلهم النوعي مع مضامين القصائد.

«جلفار جئتك»

وفي بداية الأمسية، أوضح الهدية حبه الكبير للكتابة عن حضارتنا وجمالياتها، إلى جانب إبراز إرثها الخالد ومنجزاتها الفنية والمعمارية والإنسانية، ومن ثم افتتح الأمسية بقصيدة قال في مطلعها: «جلفار جئتك يا ملاذي ساعياً.. أدعو وقد لبى الحجيج ورائيا / مُطوفاً مُطوفاً حول المآسي.. مرغماً أمشي على وجع الليالي حافيا/ أمشي وقد هد الزمان تصبري.. واستوطن الجرح الندي كيانيا..» وختمها ببيت قال فيه: «هم يحسبوني قد حزمت حقائبي فتقاسموا قبل الغروب عشائيا».

سكنى و »همس الخواطر»

وقبل أن ينطلق الهدية في إلقاء قصيدته الثانية، قال: أقدم محاضرات عن السعادة في العمل وأترنم كثيراً خلالها بالتصالح مع النفس، ولكن عندما تسكنني القصيدة أنسى السعادة، ربما لأن الهم أكبر.

ومن بين قصائد الهدية المميزة خلال الأمسية، تلك التي كان قد ابدعها بالتزامن مع يوم الحب، حيث كان الهدية وحيداً. وأيضاً قصيدة أخرى بعنوان «اذهبي حيث تشائين»، وقال الهدية: كنت أقدم برنامجا إذاعيا ذات مرة اسمه «همس الخواطر»، ويبدو أنني كنت رومانسياً بعض الشيء، فاتصلت مستمعة وقالت «قلبك رهيف تجاه الفتيات». وكانت النتيجة أنني كتبت بعدها قصيدة تتكون من 56 بيتاً. وأقول فيها: «أعلني حربك ضدي واستعدي ها أنا جردت سيفي للتصدي/ ثرثري زيدي عناداً وغروراً اهجريني أشعلي النيران ضدي/ اذهبي حيث تشائين فإني سوف لا أبكي على من باع ودي».