فقد تنظيم داعش آخر معاقله في سوريا بعدما سيطر الجيش النظامي وحلفاؤه مجدداً، أمس، على كامل مدينة البوكمال الواقعة في شرق البلاد على الحدود مع العراق، في وقت ناشد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، جميع الأطراف المتحاربة لتجنب استهداف المدنيين وفتح ممرات آمنة لخروج الجرحى والمرضى والأطفال في بلدات شرق العاصمة دمشق.
وقال مصدر أمني: «سيطرت قوات النظام السوري والقوات الرديفة والحليفة على كامل مدينة البوكمال»، مشيراً إلى أن العمل يجري حالياً على «إزالة الألغام والمفخخات التي خلفها تنظيم داعش في المدينة».
وتأتي السيطرة على المدينة إثر هجوم بدأه الجيش مع حلفائه، الخميس، بدعم جوي روسي. وأفاد المصدر العسكري بأن التنظيم «أبدى مقاومة عنيفة وحاول استخدام المفخخات والانتحاريين، لكن محاصرة المدينة مكنت قوات الأسد من حسم المعركة والسيطرة عليها بالكامل».
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 31 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها مقابل أكثر من خمسين عنصراً من تنظيم داعش داخل المدينة، وعلى أطرافها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
إلى ذلك، قال منسق الشؤون الإنسانية والتنموية للأمم المتحدة في سوريا، علي الزعتري، في بيان : «نناشد كل الأطراف المتحاربة تجنب استهداف المدنيين، حيث تتوارد التقارير اليومية ومنذ أيام عن حدوث وفيات بين المدنيين وإصابة أعداد أخرى بجروح خطيرة، عدا عن إخراج مخازن ومستشفيات ومدارس عن الخدمة من جراء القذائف المتبادلة خاصة في مدينة دمشق والغوطة الشرقية».
وأكد الزعتري، «رجاء الأمم المتحدة وقف إطلاق النار الفوري وتحديد ممرات إنسانية آمنة لإجلاء الجرحى والمرضى وكبار السن والأطفال من المناطق التي تشهد عمليات حربية في أقرب وقت ممكن، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في كافة مناطق النزاع، وذلك انسجاماً مع مبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف بشأن حماية المدنيين».
وكثفت قوات النظام السوري قصفها على بلدات الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة مخلفة عشرات القتلى والجرحى، كما سقط عشرات القتلى والجرحى من جراء سقوط قذائف هاون وصاروخية على أحياء العاصمة دمشق التي تحت سيطرة النظام، والذي يقول إن مصدر تلك القذائف من مناطق سيطرة المسلحين شرق العاصمة دمشق.
ويتواصل القصف على الغوطة الشرقية لليوم السادس على التوالي، مترافقاً مع عمليات قصف عنيف ومكثف، من قبل قوات النظام والطائرات الحربية، لتوقع كل ضربة منها خسائر بشرية، مضيفة مزيداً من الضحايا والجرحى على الخسائر البشرية في مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 3 مواطنين في القصف الصاروخي على مناطق في مدينة دوما، وإصابة نحو 10 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، ليرتفع إلى 66 بينهم 13 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و17 فوق سن الـ 18.