استوقفني حديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، أول من أمس في قصر السلام بجدة عروس البحر الأحمر، المدينة التي أحبها ومقرها نادي الراقي الملكي أهلي جدة. فالعبد لله من عشاق هذا النادي من أيام الأمير الراحل عبد الله الفيصل، رحمه الله، ولهذا فإنني أتابع كل أخبارها الرياضية خاصة حيث تتمتع المدينة بوجود عملاقي الرياضية السعودية الاتحاد والأهلي، حيث يتعرض الأول «الاتي» إلى مشاكل مالية كبيرة، دخلوا أجواء فتح الملفات والتحقيقات التي ستطول، وبالمناسبة إدارات الأندية في الشقيقة الكبرى تأتي بالانتخابات «فهل يمكن أن يتم الاندماج بين الناديين الشقيقين كما حصل بين الجارين المحليين في ساحتنا الرياضية الأهلي والشباب» !!
وما شدني كلمة يكررها دائماً سلمان الحزم «رحم الله من أهدى إليّ عيوبي، إذا رأيتم أو رأى إخواني المواطنون وهم يسمعونني الآن أي شيء فيه مصلحة لدينكم قبل كل شيء، ولبلادكم بلاد الحرمين الشريفين التي نحن كلنا خدام لها، فأهلاً وسهلاً بكم، وأكرر أبوابنا مفتوحة وهواتفنا مفتوحة وآذاننا صاغية لكل مواطن، وشكراً».
كلمات وآراء قيمة من شخصية هامة تخصنا وتهمنا ونحبه جميعا. حفظ الله قادتنا الذين يؤمنون بأهمية دور مشاركة الشعب، ودور كتّاب الرأي، فالصحافة هي السلطة الرابعة المؤثرة في الحياة ولها أبعادها الوطنية لأي فرد بالمجتمع، وحتى لا نذهب بعيداً عن الرياضة نتوقف عند بعض الحالات التي مرت علي كصحفي طيلة الفترة الماضية، شاهدت واقتربت وكنت شاهداً على العصر في كثير من المواقف والمشاهد الرياضية التي كانت تخص واقعنا الرياضي المحلي والخليجي. ولا بد أن نكشف هذه الحقائق الغائبة اليوم عن الكثيرين الذين يرون بأن الإعلام والصحافة تستهدف الأفراد والأشخاص بمزاجية الكاتب دون مراعاة. أقول لهم بأن الكتابة مسؤولية كبيرة يتحملها صاحب المقال والرأي والعمود وكلما زاد الكاتب من العمر زاد في النضج والوعي، ومطالب بأن يقول رأيه طالما هناك مصلحة عامة لا غيرها!
هذه الكلمات نقولها لكل المنتهزين والمتسلقين والمتصيدين في الرياضة، والذين لا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة والفردية ضاربين بالشعارات الرنانة التي يضربونها عرض الحائط، منتهزين الوضع الرياضي بالعمل الفردي بعيدا عن العمل الجماعي أو بما يسمى المؤسسي، وبالتالي تضيع كل القيم والمبادئ في الميثاق الأولمبي الذي نظل نتغنى به كثيرا ولكن عند الجد والعمل الحقيقي نهرب كثيرا ونترك الآخرين يغرقون!!
الرياضيون الانتهازيون.. نعم هناك في «الملعب الرياضي» انتهازيون فهل من سبب آخر كي لا يكونوا كذلك، عندما لم يعطوا مجالاً لأحد كأنه لا يوجد في الساحة غيرهم «ما في في ها البلد غير هذا الولد» لا يقبلون من يريد مشاركتهم لا في النفوذ أو اتخاذ التوصيات والقرارات ولا في الظهور ولا في المنصب والجلوس على الكرسي. فهذه الأزمة لن تقف إلا إذا اتخذنا خطوات صحيحة نبني عليها رياضتنا ومؤسساتها، ونركز على الكفاءات ونترك توزيع المكافآت!!.. والله من وراء القصد.