أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية أهمية دور مجلس التعاون الخليجي وقال في تغريدة على «تويتر»: «من المهم في هذا المفترق أن نؤكد التزام الإمارات بمجلس التعاون الخليجي.» وأضاف أنه من المهم أيضاً أن نثمن إنجازات المجلس على مستوى التكامل الشعبي في الخليج العربي.
وتأتي تغريدات قرقاش بعد أن كشف دبلوماسي إيراني عن نية الدوحة السابقة والمبيتة الانسحاب من مجلس التعاون. إذ كشف السفير الإيراني السابق لدى قطر عبدالله سهرابي، عن نية أمير قطر المبيتة للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، قائلاً إن سحب الدوحة سفيرها من طهران كان على مضض، وإنها حاولت بناء أفضل العلاقات مع طهران منذ 8 سنوات.
واعقبت تصريحات الدبلوماسي الإيراني حملة عنيفة هاجمت فيها وسائل الإعلام القطرية والمنصات الإعلامية التي تمولها مجلس التعاون الخليجي، حيث تركزت الحملة على التشكيك في المجلس وفاعليته، في إطار حملة منسقة بتوجيه من تنظيم الحمدين، تستهدف فيما يبدو تمهيد الرأي العام لخطوة مماثلة، في إطار تقارب الدوحة مع إيران وتركيا.
كما شنت المنصات القطرية المشبوهة على وسائل التواصل الاجتماعي حملات مكثفة على مجلس التعاون الخليجي خلال اليومين الماضيين، داعية الدوحة إلى الانسحاب من المجلس.
وقد لوحظ أن هذه الحملات اتسمت بنوع من التنسيق الممنهج، مع حملها نفس الرسائل، الأمر الذي يشير إلى أنها تأتي بتوجيهات وإشراف من جهات حكومية، في محاولة للتأثير على الرأي العام القطري، الذي يرى مستقبله وأمانه واستقرارة مع أشقائه في دول المجلس وليس في أحضان تركيا وإيران.
وشدد محللون سياسيون خليجيون على أن قطر اذا اقدمت على الانسحاب من مجلس التعاون تعد هي الخاسرة وان محاولات الاعلام القطري للنيل من المجلس هي محاولات يائسة مشيرين إلى ان المجلس قوي بانجازاته وحرص القيادة في دوله عليه،وأكد الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي، ضرار بلهول الفلاسي، أن تصريحات سفير إيران السابق بقطر حول نية تميم الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي ما هى إلا كشف لآخر أوراق قطر ودورها المعلن مع إيران والذى استمر طويلا فى الخفاء.
وأوضح الفلاسي، أن تحركات قطر حاليا مع إيران بدت مكشوفة للجميع بعد ممارستها بث الفتنة ونشر الفوضى من وراء الستار، وأصبح دور الدوحة وطهران واقعا عمليا ليس بجديد.وقال الكاتب الصحفي الكويتي، أحمد الجارالله، إن انسحاب قطر من مجلس التعاون سيوفّر علي المجلس البحث القانوني عن تعليق عضويتها، في تغريدة كتبها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وأشار الجارالله في تغريدة لاحقة، إلى أن “إيران هي التي أعلنت رغبه قطرالانسحاب من مجلس التعاون، وأن الإعلام القطري هلّل بعدها لفكرة الانسحاب”. مُضيفًا أن “قطرهي الخسرانة والدول الباقية هي الأهم والأكبر”.
ولفت مراقبون إلى أن عودة السفير القطري إلى طهران لم تكن خطوة مستغربة لما يجمع البلدين من مواقف مشتركة واتفاقيات سرية وعلنية وهدف موحد ينطلق من مساعي الدوحة وطهران لمد نفوذهما، وبسط سيطرتهما، والتدخل في شؤون دول المنطقة عن طريق زعزعة أمنها واستقرارها بصناعة الجماعات الإرهابية، ودعمها ضد أنظمة الحكم للضغط على قرارها والتحكم بمصير دولها، وما فضح التنسيق القطري الإيراني هو الحملة العنيفة التي دشنها الإعلام القطري على منظومة دول مجلس التعاون الخليجي والسعي للتقليل من شأنه والحديث عن حق قطر في الانسحاب من المجلس لعدم ضمان مصالحها.
وهاجمت وسائل إعلام قطرية، مجلس التعاون وقللت من دوره وذكرت أنه لم يقدم شيئاً لقطر ولمصالحها الأمنية، مشيرة إلى أن الدوحة تعتمد في ضمان أمنها على شراكة مع دول خارج المجلس مثل تركيا وأميركا، وأن انسحابها من المجلس خيار وارد.
وأكد تقرير استراتيجي أعده مركز المزماة للدراسات والبحوث أن الجديد في هذه الخطوة ليس سوى التصعيد من جانب قطر التي أصبحت في عزلة دولية بسبب مواقفها الداعمة للإرهاب، فأرادت من ارتمائها بحضن طهران أن تفك شيئاً من العزلة، لكنها أقدمت على خطوة ستدفع ثمنها باهظاً نظراً للتقرب من النظام الإيراني من مخاطر على دويلة قطر، تفسرها مطامع طهران في السيطرة على القرار القطري، واستغلال ميزانيتها المالية لدعم المشروع الفارسي التوسعي، وهو ما يكشفه الترحيب الإيراني بعودة السفير القطري، ووصفه هذه الخطوة بالإيجابية.
ومن المؤكد أن تكون عودة السفير القطري إلى طهران وتصعيدها تجاه مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد جاءت بضغط إيراني على أمير قطر، والهدف منها التأكيد على إصرار الدوحة على عدم تلبية مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لتغيير سياسة النظام القطري، حتى يستمر الدعم الإيراني للأمير القطري، وترى طهران أن هذه الخطوات التصعيدية ستزيد من شق الصف العربي والخليجي، وهو ما تسعى إليه طهران منذ البداية، وتأمل أن تؤدي هذه الخطوة إلى تفكيك مجلس التعاون الخليجي.
وهذه الخطوة تؤكد أن قطر لا ترغب في وضع نهاية للأزمة الراهنة رغم كافة الوساطات والدعوات العربية والعالمية لها بضرورة الاستجابة للمطالب بوقف دعم الإرهاب، ورغم أن المملكة والإمارات طالما أبدتا حسن النية في وضع حد لهذه الأزمة إلا أن الأمير تميم رد على كل ذلك بإعادة سفير بلاده إلى إيران، والإصرار على دعم الإرهاب، وهذا له مؤشر قوي على عدم إمساك النظام القطري بمصير سياساته الخارجية، وخاصة في ما يتعلق بالأزمة الراهنة، وأن القرار أصبح بيد محور إيراني – إخواني لا يجرؤ النظام القطري على مخالفته أو رفضه في الوقت الراهن؛ بسبب ما يعانيه من ضعف سياسي واقتصادي وعسكري وأمني بعد انشقاقه عن المنظومة العربية والخليجية.
هذا التعنت القطري شكل مدخلاً مثالياً لإيران الساعية إلى إضعاف الدول العربية والتحالف المواجه لأطماع نظامها في المنطقة، ومن جهة ثانية يعتبر دعمها للدوحة فرصة لإعادة ترميم العلاقات مع تركيا وتنظيم الإخوان. وتهدف من وراء كل ذلك إلى تشكيل محور جديد إلى جانب ما تسميه «محور المقاومة» المكون من طابورها الخامس في المنطقة، لإضعاف الدول العربية الساعية إلى تطهير المنطقة من الجماعات المسلحة التي أوجدتها طهران وتنظيم الإخوان.
ووصف عدد من الخبراء قرار الدوحة إعادة سفيرها إلى طهران وتصعيد إعلامها تجاه مجلس التعاون بالخطوات العدائية ضد الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وتعبر عن إفلاس النظام القطري في الدفاع عن نفسه أمام التهم الموجهة إليه بدعم الإرهاب، بعد محاولاته الفاشلة للتأثير على المواقف الدولية بلجوئه إلى منظمات ومؤسسات دولية وقانونية وفبركته للأحداث، فخضع للضغوط الإيرانية في اللجوء إلى نظام الملالي والحرس الثوري، وهو كشف لحقائق طالما حاولت الدوحة إنكارها في تبنيها للمشروع الإيراني الصفوي ضد الدول العربية.