«أمان يا بلادي» مظلة عمل المواطن سالم سلطان القايدي في محله الصغير الواقع على طريق عام، إذ إنه يسوّق سلعه من دون بائع أو رقابة، ليثبت أن رأس ماله هو ثقته في المجتمع وربحه من ضمير المشتري الذي يتسوّق من منتجات مشتله الزراعي، في مشهد متكامل منبعه قيم المجتمع الإماراتي وأخلاقه النبيلة التي تنتقل بمحبة لكل من يعيش على أرض الإمارات.
في مدينة مليحة التابعة لإمارة الشارقة وعلى طريقها العام نسج أحد أشكال الصدق والأمانة، حينما جهّز القايدي محله المصغر بأسلوب تراثي دون مبالغة في الكلفة المادية، وعرض منتجات مشتله الزراعي على أرفف من دون أن يكون هناك بائع أو كاميرات للمراقبة، ليفتح المحل أبوابه للقاصي والداني لتسويق سلعه من الخضراوات والفواكه التي لا يحاسبه عليها سوى ضميره وأمانته.
فالمشروع في حد ذاته لم يكن للربح بقدر ما كان لإبراز الأمن والأمان اللذين تنعم بهما الدولة ومتانة الصدق والأمانة في أبناء الإمارات وكل من يقيم على أرضها لينقلها في رسالة للعالم عبر الجنسيات المختلفة التي تعيش على أرضها، وهو ما تحقق سريعاً من خلال تفاعل كبير من الجنسيات العربية والآسيوية التي توافدت على المحل.
ومنذ تأسيس المحل قبل عامين لم يلاحظ مالكه نقص درهم واحد من قيمة منتجاته التي حدد أسعارها مع أوزانها بكل شفافية، وهو ما شجعه على نقل هذه التجربة إلى أماكن أخرى، حيث شارك بالفكرة في عدد من المعارض التي نظمت في دبي والشارقة فعرض منتجاته في زاوية مخصصة ووضع بجانبها صندوق الدفع، ليعود في نهاية المعرض ليجد كمية المال مساوية لقيمة المبيعات وفي بعض الأحيان بزيادة قليلة، ولم تغب المواقف التي تثبت أمانة أفراد المجتمع وصدقهم عن المحل، والتي كان منها شراء شخص لمنتجات من المحل ولم يجد درهماً ليسدد باقي المبلغ، ما اضطره للعودة في اليوم التالي لوضع الدرهم في صندوق الدفع ومن ثم المغادرة.