|  آخر تحديث نوفمبر 9, 2016 , 22:10 م

من ينقذ بلادي من فكر داعش


بقلم الكاتب: عبدالله ندور – ( الجزائر )

من ينقذ بلادي من فكر داعش



استغربت وأنا أتابع على مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو الذي انتشر، حيث أقدم مجموعة من سكان منطقة أقبو بولاية بجاية (الجزائر) على تعليق سارق على جدار وتجريده من ملابسه وتعنيفه بطريقة وحشية… إنه فكر داعش.
ما أقدمت عليه هذه المجموعة ينبئ بخطورة الوضع في البلد من كل النواحي، خاصة من الناحية القانونية والأخلاقية، وإذا وجدت أمة أو شعبا يلجأ لأخذ حقه يبده وبهذه الطريقة المشينة واللاإنسانية فاعلم بأن هذا البلد يعيش العديد من الاختلالات أولها غياب ثقافة القانون والدولة، كان يجدر بمن تمكن من اللص أن يقدمه لرجال الأمن، التي بدورها تتخذ الإجراءات القانونية وتقدمه للعدالة التي تأخذ مجراها؛ ولكن غياب الثقة في العدالة حسب اعتقادي هو السبب الأول الذي دفع بهذه الجموع لفعل ما فعلته، وهو رد فعل لا يتم للإنسانية بصلة، ولكن بكل بساطة إنه فكر داعش الذي يطبع على إخوتنا في سوريا والعراق، إنه السحل والتعذيب والتعدي على حرمة الآخر بتعريته أمام عامة الناس؛
والأدهى من ذلك حسب ما يبدوا في الفيديو أن مصالح الأمن ورجال الحماية المدنية لم يتمكنوا من إنقاذ الشاب اللص من أيدي الذين علقوه على جدار بهذه المدينة، بكل صراحة هو الخوف من هذه الجموع التي قد تهيج في أي لحظة وتطلق لعنتها على اي شخص يريد الاقتراب من اللص لتخليصه مما هو فيه؛ أنا شبه متأكد من أنه لا أحد تساءل لماذا لجأ هذا الشاب للسرقة، كيف احترف اللصوصية، هل ساهمنا نحن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في ذلك !.
أريد أن أختم بشيء جاء في الأثر والتراث الإسلامي-بغض النظر عن صحته- أن الخليفة عمر بن الخطاب سأل عمرو بن العاص عندما ولاه مصر: اِذا جاء سارق ماذا تفعل به فقال عمرو بن العاص: أقطع يده؛ فقال له عمر بن الخطاب وأنا إن جاءني جائع من مصر قطعت يدك. فيا ترى يد من تقطع في أقبو إن كان هذا الشاب سرق لأنه جائع، أو ليعيل عائلته أو يداويها…؟!.
ولكن للأسف إن غابت الثقة في العدالة، وأخذ كل حقه بيده فانتظر الكارثة، وإذا تراجع سلم القيم في المجتمع فيصدق فيه قول الشاعر أحمد شوقي “إذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتماً وعويلاً”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com