السعادة والإيجابية كلمتان ولا اسهل من نطقهما فالكل في هذا العام يرددهما صباحا ومساءً خاصة بعد تشكيل وزارة لهما وذلك شيء جميل يبنى عليه.
أن يهتم الجميع بالكلمتان فذلك يدل على وصولهما إلى كافة فئات الشعب ولكن ما يهمنا هنا ليس الكلمتان بل سبل تنفيذها وجعل الشعب الإماراتي وكافة المقيمين على ارض السعادة إيجابيين وسعداء.
توفير الخدمات المختلفة وسبل الراحة تساعد على إسعاد الأغلبية دون شك ولكن هل من السهولة جعل الناس إيجابيين، بالطبع صعب جدا وقد يستغرق ذلك عشرات السنين لجعل نصف الإماراتيين والمقيمين إيجابيين.

يعتقد 90% من الناس بأنهم إيجابيين طالما هم ملتزمين بالأنظمة والقوانين وذلك صحيح دون شك وهو أمرا محمودا ويشكرون عليه، ولكن الإيجابية التي يمارسونها هي إيجابية جامدة تعودوا عليها ومارسوها بسبب نشأتهم الملتزمة والأخلاق الطيبة التي يتمتعون بها.
ما نبحث عنه هو الإيجابية الفعالة أي التي تنتظر من الشخص أن يقدم اكثر من المتوقع منه وبأراداته ودون ضغوط من أي نوع وذلك لن يأتي بسهولة إلا اذا بدا الناس يندمجون في الأنشطة المجتمعية وتحديدا الأنشطة التطوعية.

قد يعتقد البعض بل الأكثرية أن التطوع هو أن اسجل اسمي ضمن احدى الجمعيات الخيرية أو المجتمعية ذات الأنشطة الهادفة وذلك صحيح وذلك صعب جدا على فئات كثيرة لا يحبون الالتزام ببرامج معينة.
والأصح أن كل منا يستطيع أن يكون متطوعاً وإيجابياً كذلك أثناء ممارسته لحياته الطبيعية ومثال بسيط على ذلك، إن رأيت احدهم يرمي زجاجة فارغة أو ورقة أو عقب سيجارة على الطريق أمامك وأنت خارج من المول أو مكان عملك، فماذا أنت فاعلا ، سأخبرك .. 99% سيستمرون في سيرهم دون مبالاه بسبب عدم رغبتهم بتضييع وقتهم أو تحرجا من التدخل أو حرارة الجو وتلك هي السلبية بعينها.
المواطن أو المقيم الإيجابي هو من سيتدخل بإحدى الطرق التالية ، أن ينصح من قام بذلك الفعل المشين بعدم فعل ذلك حفاظاً على الصحة العامة والنظافة وعدم إرهاق العمالة وطالبا منه بأدب واحترام إزالة ما رماه ووضعه في سلة المهملات أو يمكنه أن يطلب من الأمن التدخل في الموضوع أو سيبادر بالاتصال بالجهات المختصة لمتابعة الموضوع، وهنا مربط الفرس لان الشخص الذي يقوم بذلك اصبح إيجابياً دون أن يقصد ذلك ولماذا قام بذلك التصرف؟ لأنه سعيدا.

هل رأيتم الإيجابية سهلة جداً ولكنها تحتاج إلى تطويع النفس على ممارستها ولذلك يجب أن نتذكر بانه حتى نحافظ على سعادتنا يجب علينا أن ننمي إيجابياتنا.
بقلم: نبيل الكثيري – كاتب إماراتي