خلفان بن محمد الرومي، ارتقى إلى بارئه، وفي قلبه وطن ينبض بمآثر تركها لنا، في كل موقع شغله، وكل مسؤولية تولاها، خلفان عاش الإمارات منذ لحظات تأسيسها الأولى، كما عاشته الإمارات عمراً مديداً وإنجازات عدّة، حيث شغل مواقع ومسؤوليات، وقدم خبرته وعقله بتفانٍ للدولة إلى أن وافته المنية.
غادرنا أبو فيصل إلى دار البقاء، تاركاً لنا تاريخاً طويلاً من العطاء، تزينه كريمته وزيرة دولة للسعادة، عهود الرومي، وشقيقته وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة، مريم الرومي، وعائلة كبيرة تمتد بطول البلاد وعرضها تخدم الوطن في شتى المواقع تأسياً بتاريخ طويل من العطاء.
ويعدّ الرومي أحد أبرز رموز الرعيل الأول، بناة دولة الاتحاد، مع المغفور لهما، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان، والشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراهما.
في لحظة الوداع لخلفان الرومي، نستحضر تاريخه في العطاء، ونستعين به على مواجهة المستقبل، حيث حَمَلَ الراحل هموم الوطن مع القادة والرفاق يوماً بيوم، ولحظة بلحظة، إذ شارك في لجان التحضير لتأسيس الدولة، وكان عضواً في الوفد الذي شارك في اجتماع جامعة الدول العربية لانضمام الإمارات إلى عضويتها عام 1972، وبحث قضية احتلال جزر الإمارات.
الوالد، الوزير والسياسي والمثقف الوطني، خلفان بن محمد الرومي، كان في مقدمة حملة الشهادات العليا الذين تلقَّوا تعليمهم ضمن أوائل البعثات التعليمية الذين أوفدوا إلى العراق عام 1965،
وكانت تلك خطوته الأولى التي بدأ بها تاريخ العطاء للدولة والمجتمع.. وهو عطاء لم يتوقف حتى اللحظة الأخيرة من حياته. وعلى مدى سنوات طويلة كانت علاقة الراحل الكريم مع الوالد متجذرة وعميقة، صهرتها بوتقة التجارب وغلَّفها النضال المشترك من أجل الوطن وخطوات بناء الدولة.. علاقة اتسمت بالتقدير والانتماء والولاء للإمارات.