لطالما أدرك المحللون الاستراتيجيون الهنود، أن القوة البحرية تضاهي قوة البر والجو، وتواجه الهند في زمن العولمة بعض المؤثرات في مختلف المناطق البحرية، سيما المحيط الهندي. وقد دفعت تلك المؤثرات بالهند لتكثيف التعاون مع الدول المطلة على ذلك المحيط.
إدراكاً منها للمؤثرات الأمنية والتجارية، وأجرت الهند مراجعةً لاستراتيجية الدفاع البحري، ومضت تدعم قواتها البرية والجوية من خلال تعزيز أصولها البحرية.
توقعت الهند المؤثرات التي قد تواجهها في البحار، وخاصة في المحيط الهندي، أو «الفناء الخلفي» كما يصفه البعض، ودعّمت حضورها البحري لتعزيز مكانتها في المنطقة.
وتشارك الهند مع عدد من البلدان في المناورات البحرية المشتركة، حيث أجرت مناورات ثلاثية إلى جانب القوات البحرية الأميركية واليابانية أخيراً. كما استضافت «استعراض الأسطول الدولي» في حدث دام خمسة أيام، وتضمن القيام بمناورات بحرية متعددة الأطراف، واستقطبت 90 سفينة و60 طائرةً من بلدان عدة، كأميركا والصين وبريطانيا وفرنسا وغيرها.
وفي حين تتحدث الهند عن استخدام القوات البحرية كعامل توحيد، فإنها تشير أيضاً إلى «المحيطات التي توحد دولاً قسمتها النزاعات». ومن هنا فإنه لا يمكن التغاضي عن البُعد الاستراتيجي لاستعراض الأسطول الدولي.
ومن المتوقع أن تشكل أربع حاملات طائرات جزءاً من الموجودات البحرية المستقبلية للهند التي تعمل قواتها البحرية على تطوير ما يسميه بعض المحللين الاستراتيجيين «السفن الذكية» التي تقوم إضافة لمراقبة المحيطات وتنفيذ المهمات الأمنية، بالاستجابة بشكل سريع ومرن لأوضاع أمنية محددة.
انطلاق الهند إلى ما يتجاوز «الفناء الخلفي» أمر منوط بالمستقبل، لكن المناخ العام يوحي بأنها لن تتوانى عن توثيق روابط التعاون البحري مع شركاء حريصين مثلها في آسيا.