قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن بلاده ستواصل تقديم الدعم العسكري والمالي للحكومة السورية، بعد سحب معظم قواتها من سوريا، مشيراً إلى أنه يمكن تعزيز الوجود الروسي في أي وقت.
وأوضح بوتين في كلمة خلال حفل لتكريم الطيارين والجنود العائدين من سوريا، بحضور كبار قادة الجيش والمسؤولين الروس: «ينبغي علينا استعادة القدرات السورية عسكرياً، وسنواصل تقديم المساعدات المباشرة مثل استخدام الطيران والقوات التي ستبقى في سوريا، وهي كافية للقيام بالمهام العسكرية وتقديم العون للقوات السورية، وسنستمر في مكافحة تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» والجماعات الإرهابية الأخرى».
ونبه إلى أنه لا يحق لأحد أن ينتهك المجال الجوي لدولة ذات سيادة مثل سوريا، مشيراً إلى إنه تم إنشاء جهاز إنذار مبكر بالتعاون مع الولايات المتحدة في هذا الشأن. وأشار في ذات السياق إلى بقاء منظومات الدفاع الجوي الروسية المتطورة في سوريا لهذا الغرض.
وقال بوتين إن القوات الروسية سهلت تحقيق انتصارات مهمة في سوريا «والجيش السوري ما زال يسيطر على الكثير من الأماكن الاستراتيجية، وما زال يحارب الإرهاب ويقضي عليه تدريجياً».
ولفت إلى أنه بعد الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، تقلص عدد الطلعات الجوية يومياً والأعمال العسكرية، «وبالتالي أصبح هذا الحجم من القوات غير ضروري».
لكن الرئيس الروسي أشار إلى أنه «يمكن تعزيز القوات الروسية في سوريا خلال ساعات» إذا اقتضى الأمر.
وفي الأثناء، قال بوتين إن قرار سحب القوات الروسية من سوريا جاء بالتنسيق مع الحكومة السورية ورئيس النظام السوري بشار الأسد وأن روسيا ستتابع تنفيذ الهدنة في سوريا وإيجاد الظروف لمواصلة الحوار السياسي. وبالنسبة لجماعات المعارضة السورية، أوضح بوتين أن قواته الموجودة حالياً في سوريا لن تستهدف الجماعات المعارضة التي امتنعت عن القتال وفق اتفاق وقف إطلاق النار، «لكن بالنسبة لمن سيواصل القتال، سنعمل على شطبه من القائمة التي اتفقنا مع الولايات المتحدة عليها بشأن المجموعات التي لا نستهدفها».
وأكد أن العمليات الجارية، بدعم روسي، في مدينة تدمر السورية، ستتكلل باستعادة هذه المدينة من أيدي الجماعات المتطرفة، على حد تعبيره.
وحول التكاليف المالية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تمويل العملية العسكرية في سوريا نفذ بشكل رئيسي ضمن القدرات المالية لوزارة الدفاع الروسية. وقال الرئيس بوتين أثناء مراسم تكريم عدد من العسكريين والخبراء الروس الذين شاركوا في العملية الجوية الروسية في سوريا يوم أمس: «بالطبع تطلبت العملية العسكرية في سوريا تكاليف معينة، ولكن معظمها تم توفيره من قبل وزارة الدفاع، من أموال وزارة الدفاع المدرجة في ميزانيتها لعام 2015 المخصصة لإجراء مناورات وتدريبات قتالية البالغة نحو 33 مليار روبل (نحو 478 مليون دولار)».
وتابع بوتين: «لقد قمنا بإعادة توجيه هذه الموارد المالية لتمويل الوحدات (الروسية) في سوريا»، منوهاً بأنه «بعد العملية في سوريا هناك حاجة لمصاريف إضافية لسد النقص في الذخيرة وإصلاح المعدات».
ومن جهته، أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين أن «عملية مكافحة الإرهاب في سوريا مستمرة» رغم الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا.
وأضاف زاسبيكين، في تصريح له أمس بعد لقائه مع رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي أنه «في المجال العسكري، لا تزال عملية مكافحة الإرهاب في سوريا مستمرة بالوتيرة المناسبة».
وأضاف «أما على الصعيد السياسي فالخطوة القوية جداً التي حصلت هي لتشجيع الأطراف على التفاوض».
ورأى السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين أن الهدف في لبنان يبقى «الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد، والموقف التقليدي لروسيا يعتبر أن مكافحة الإرهاب في المنطقة وفي سوريا خصوصاً، يشكل الدرع الأساسي لعدم امتداد الإرهاب إلى الدول المحيطة بما فيها لبنان».