بقلم: أحمد فتحي العيساوي – (ليبيا)
يلعب الشباب دورًا هامًا في بناء الدولة، حيث أنّ المجتمع الشاب مثل ليبيا يجب أن يكون أقوى المجتمعات؛ لأنّه يعتمد على طاقة هائلة تحركه، وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): “نصرت بالشباب” في إشارةٍ واضحةٍ إلى اهمية الشباب في تحريك المجتمع وتنميته، وينمي المجتمع التجمعات الشبابية، حيث يتم التعاون على تنفيذ أنشطة تعود بالفائدة على شرائح معينة، كمساعدة الأسر الفقيرة والمهمشة وجمع الدعم المادي والمعنوي لها تهيئة بيئة مناسبة لهم،كذلك يكون الشباب قادة المستقبل بقوة آرائهم ونضجهم الفكري المقرون بالطاقة والصحة الجسدية السليمة، التي تدفع عجلة التنمية إلى الامام، فبالعلم يرتقوا ويفكروا، وينتجوا، ويساهموا بالعطاء الفكري، ليكونوا قادة رأي عام يؤثروا في مختلف شرائحه، وهم عماد أي حكومة وسر النهضة فيها، وهم بناة حضارتها وخط الدفاع الأول والأخير عنها، ويشاركون في عمليات التخطيط الهامة، وتتضح ادوار الشباب مثل المشاركة بعملية الانتخابات حيث تعتبر أصوات الشباب حاسمة، وتشكل جزء كبير لا يتجزأ من الأصوات الشاملة، المشاركة بقضايا الرأي العام والمناصرة كقضايا حقوق المرأة والطفل، ومناصرة الفئات المهمشة في الحصول على حقوقها،التطوع في مؤسسات المجتمع المحلي، يساهم في إضافة عدد الأيدي العاملة وزيادة الإنتاج والفائدة، القيام بالأنشطة التعاونية، كالقيام بنتاج فلم وثائقي يتناول موضوع معين يتعاون على إنتاجه مجموعة من الشباب كل منهم ذو تخصص معين، المساعدة في إنشاء المشاريع الخدماتية، كالضغط على الشركات الكبيرة بإنشاء مشاريع البنى التحتية الهامة لسير حياة المجتمع، والقيام بمؤتمرات علمية ورشات عمل ونقاشات من شأنها توسيع المعرفة، وتحفيز العقل؛ لاستقبال إنتاجات فكرية جديدة، لكن يجب على الشباب التخطيط للبيئة المحلية وكيفية الحفاظ عليها، كالرسم المتقن لأماكن المنتزهات العامة، وأماكن الترفيه والرياضة والتعليم والمساهم في جمع التمويلات والتبرعات للمؤسسات المحتاجة، والتي ميزانياتها محدودة فتهدد وقف انشطتها،ويجب تعزيز الجانب الاجتماعي بتبادل الزيارات، كزيارة الجيران والمرضى وتبادل الأفراح والأتراح،وتعزيز الجانب الثقافي بعمل المبادرات للتعريف بالثقافات المتنوعة، وتبادلها وابتعاث الشباب لبلدان أخرى، لأن الحفاظ على هوية الوطن وإبراز تاريخه، من خلال استدعاء البطولات الماضية وتمثيلها في الحاضروالمساهمة و العمل في الدفاع عن الوطن وحمايته، حيث يكون الشباب أول من يقدمون أنفسهم فداء للوطن، ويرخصون له كل غالي ونفيس،على كل شاب يساهم في نشر الوعي الصحي من خلال الأنشطة والفعاليات التي تعطي معلومات حول الأمراض الخطيرة والموسمية وأسبابها وكيفية الحماية والوقاية منها مع إرشادات ونصائح توجيهية، يلعب الشباب دور هام في السياسة والعملية السياسية،بحيث يختارون نظام الحكم، والرئيس وكل مسؤول بأي منطقة؛ لأنّ صوتهم قوي،وتقوية الاقتصاد من خلال المعارض التسويقية، فالقيام بعرض المنتجات الوطنية يؤدي إلى معرفة الجمهور المحلي بها فيزداد الإقبال عليها مما قد يساهم في حصول اكتفاء ذاتي للدولةالليبية، وبعد هذا يتضح لنا دور الشباب وكم هم عماد كل حكومة مهما كانت لغته وثقافته،والجميع يعلم أن مرحلة الشباب تعتبر مرحلة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الفرد والتي يشعر بها الإنسان بالإستقلالية ،حيث يبدأ الشخص بالإعتماد على نفسه في تأمين مختلف احتياجاته والسعي للحصول على حياة أفضل ، ولا بد من الإهتمام بهذه الفترة اهتماماً كبيراً ؛حيث يعتبر الشباب اللبنه الأساسية في بناء الدولة والمحافظة على مستواها العلمي والإجتماعي، ويمثلون كذلك السبب الرئيسي في تقدم الوطن ورقيه على كافة الأصعدة،وتتميز هذه الفترة كذلك بأنها ذات خصوصية حيث تمر فيها مراحل النمو الجسدي والذهني والتي تظهر فيها بشكل واضح الكثير من المشاكل ،ولا بد من التعامل معها حتى يستطيع الشباب القيام بأدوارهم في المجتمع على أكمل وجه،ومن اهم المشاكل التي تواجه الأنسان في هذه المرحلة هي تحديد مساره الفكري والأخلاقي والذي يترتب عليه بصفه رئيسية سلوكياته في المجتمع، ويتحكم في هذا السلوك ما يفكر به الإنسان وخياله فقد يكون ذا تفكير سلبي مما ينتج عنه الأخلاق السيئة اما إذا كان تفكيره ايجابياً يترتب عليه الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة ، وما يتحكم في نوع التفكير سواء كان إيجابياً أم سلبياً هو مدى الإرتباط بالله والتعلق بالمباديء الدينية التي تنظم السلوك وتقّوم الأخلاق،وتشكل الدراسة أحد أهم العوامل التي تؤدي بالشباب إلى تحديد أهدافهم ومعرفة طريقهم ، واذا ما تم ترك الدراسة فلا بد من تشتت الأفكار والتوجه إلى السلوكيات المنافية للأخلاق حيث تزداد معدلات الجريمة بسبب عدم وجود ما يملأ أوقات فراغهم بالفائدة ، بالإضافه إلى ذلك فقد يتعرض الشباب لمشاكل نفسية اذا ما كانت الرغبة في الدراسة موجودة ولكن لأسباب مختلفة تم ترك الدراسة وتؤدي هذه العوامل لزيادة الإضطرابات النفسية والتي تؤدي بالضرورة إلى مشاكل اجتماعية مختلفة منها العنف المجتمعي، ومن المشاكل الأخرى التي يواجهها الشباب هو انتشار المواد المخدرة، والتي تعتبر من أبرز المشاكل التي يعاني منها الشباب في المجتمع حيث تعاني الكثير من المجتمعات من زيادة أعداد المتعاطين لأسباب مختلفة،وكذلك الإدمان على تناول الكحوليات والمسكرات اصبح من الأمور الخطيرة التي تنتشر بين الشباب ،لذلك لا بد من وجود حلول جذرية لمثل هذه المشكلات والتي تتسبب حكماً في انهيار البناء المجتمعي الذي يشكل الشباب العامل الرئيسي في تكوينه، تعتبر الهجرة والسفر إلى الخارج من وجهة نظر الكثير من الشباب إلى أنها أحد الحلول الجذرية لمشكلاتهم المادية، حيث يستبسل الشباب في البحث عن فرص عمل وعقود عمل خارج بلدانهم الأمر الذي يؤدي الى انتقال الكفاءة واحتكار الإبداع مقابل المردود المالي المغري الذي تقدمه الكثير من الشركات في الخارج، ويشكل الشباب المدخن نسبة عالية في المجتمعات ، وتظهر مشكلة التدخين بنسب عالية بين الشباب وما يعود منها من ضرر على الفرد وعلى المجتمع ككل،ويتضح لنامما سبق أن الشباب الذي يعول عليه الكثير في تقدم المجتمعات وتطور الأمم ورقيها يعاني الكثير من المشكلات وعلى مختلف الأصعدة ، فلا بد من إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلات وليس حلول للتخدير وتناسي هذه المشاكل ، لذلك لا بد من الحوار مع الشباب لمعرفة كيفية إيجاد الحلول لهم وإسداء النصائح لهم بطريقة التوجيه حتى يستطيع الشباب فهمها وتطبيقها دون تحقيرهم وعدم الثقة بمستوى قراراتهم.