|  آخر تحديث مارس 16, 2023 , 23:02 م

الروبوتات تحدث طفرة في العمليات الجراحية وترتقي بالرعاية الصحية


الروبوتات تحدث طفرة في العمليات الجراحية وترتقي بالرعاية الصحية



ناقش خبراء ومتخصصون مستقبل الجراحة الروبوتية والرقمية، مؤكدين أن استخدام الروبوتات في العمليات أحدث طفرة كبيرة في مستوى العمليات الجراحية ورفع مستوى خدمات الرعاية الصحية، متوقعين أن تدخل خلال السنوات العشر المقبلة في كافة العمليات المعقدة والبسيطة.

وأكدوا عدم وجود أي مبرر لتخوف المرضى، وذلك لأن الطبيب الجراح هو من يتحكم بأذرع الروبوت ويحركها.

وقالوا على هامش مشاركتهم في فعاليات المنتدى العالمي الأول للتكنولوجيا الطبية الروبوتية، الذي استضافته الجمعية الأمريكية للجراحة الروبوتية وشركة الهلال للرعاية الصحية أن استخدام الروبوت يسهم في تقليل فترة وجود المريض بالمستشفى.

 

 

 

وقالت الدكتورة منى تهلك المديرة التنفيذية لمستشفى لطيفة: «الجراحة الروبوتية إحدى التقنيات التي اعتمدنا عليها في عدد من العمليات التخصصية منذ 20 عاماً، ونعمل بشكل مستمر على تطوير أدواتنا وتأهيل كوادرنا على أحدث التقنيات وأحدث الأدوات في مجال الجراحات الروبوتية».

وأكدت أن الجراحات الروبوتية كان لها أثر كبير في سرعة تعافي المرضى وتقليل زمن بقائهم في المستشفيات، وأسهم في تقليل كلفة العمليات وأثرها الصحي على المريض، مشيرة إلى أن مستشفى لطيفة اعتمدت هذا النوع من الجراحة في عمليات عدة من بينها تخصصات النساء وقريباً ستزيد العمليات الجراحية بواسطته.

وشددت على أنهم كقطاع صحي يسعون إلى استخدام الروبوتات بشكل أوسع أن كان هذا هو الأفضل للمريض وذكرت أن تواجدهم في المنتدى يخدم الغايات البحثية والتعليمية.

فيما استعرضت نور المهيري مديرة إدارة الصحة النفسية في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أثر الجراحات الروبوتية على الصحة النفسية للمريض، موضحة أن هذا النوع من الجراحات له أثر في تعزيز الصحة النفسية للمريض والتي تسهم في تسريع تعافيه، حيث تجرى تلك الجراحات بواسطة ثقوب صغيرة ومناظير لا تترك أثر على بشرة المريض.

 

 

 

وأضافت أن مؤسسة الإمارات الصحية اعتمدت 5 جراحات تجرى بواسطة الروبوتية وفق استراتيجية المؤسسة والتي شملت جراحة القلب والجراحة العامة والنساء والولادة والمسالك البولية وجراحة الأذن والأنف جراحة الحنجرة مؤخراً.

بدوره أشار الدكتور فراس خليل، رئيس قسم جراحة القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، إلى أن جراحي القلب الذين يستخدمون الروبوتات ما زالوا أقل من 1 % من إجمالي الجراحين العاملين بمجال عمليات القلب بمختلف أنواعها على مستوى العالم، وذلك لصعوبة مثل هذا النوع من الجراحات.

وقال الدكتور خليل: «على الرغم من صعوبة هذه الجراحات إلا أن مميزاتها كثيرة ومتنوعة، من أبرزها أنها تقلل فترة النقاهة بعد الجراحة من 3 أشهر إلى أسبوعين، كما تقلل التنويم في المستشفى من 15 يوماً إلى 5 أيام فقط».

وأضاف: «أيضاً ينتج عن استخدام الروبوتات في جراحات القلب تقليل التواجد على أجهزة التنفس الصناعي في حالات معينة من يوم إلى ساعتين».

وأكد أن الجراحات الروبوتية بأمراض القلب تحقق نتائج متميزة للغاية في مجال تعافي المرضى وعودتهم لحياتهم الطبيعية، بالإضافة إلى توفير 50 % من الكلفة المالية للجراحة.

 

 

 

كما تحدث الدكتور أحمد العمادي، استشاري جراحة أذن وأنف وحنجرة في الجراحة الروبوتية من مؤسسة الإمارات الصحية، عن توجه استخدام الروبوتات في عمليات تخفيف الوزن وقص المعدة، مشيراً إلى أن هناك شركات عدة دخلت في مجال تصنيع الروبوتات العلاجية، متطرقاً إلى نقطة مهمة وهي تخوف بعض الناس من أن تكون العملية من خلال روبوت، موضحاً أن التحكم في الروبوت يكون من الجراح والروبوت وهنا يلعب دوراً مساعداً في أن تكون الجراحة دقيقة.

 

نتائج أفضل

وأكد فريد مول رائد الجراحة الروبوتية بالولايات المتحدة الأمريكية أن الإمارات قادرة على دفع وتطوير قطاع العلاج بالروبوتات، مشيراً إلى أهمية وفوائد الجراحة الروبوتية، موضحاً أن الروبوتات تساعد على تسهيل عمل الجراحات المعقدة بدقة عالية.

وتطرق إلى نوعين من التحديات التي تواجه هذه التقنية تتمثل الأولى في كيفية توظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في علم الطب والجراحة وإدارة التكلفة والنفقات، متطرقاً إلى وجود منافسة شديدة في السوق على هذا القطاع.

بينما استبعد كيرت أزار يارزين، رئيس تنفيذي في شركة متخصصة لصناعة الروبوتات، أن تستبدل الروبوتات الإنسان في الجراحات، مشيراً إلى أن العديد من البيانات والخوارزميات المتعلقة بهذا الأمر ما زالت قيد الدراسة التي ربما تمتد لأكثر من عقد من الزمن، متوقعاً أنه بعد مرور نصف قرن من الدراسات والتطوير سيتمكن الروبوت من القيام بعدد أكبر من الجراحات البسيطة التي لا تتهدد سلامة وصحة الإنسان إلا أنه لن يأخذ مكان الجراح وقال: «في غضون السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة، ستكون الروبوتات قادرة على القيام ببعض الأجزاء الآمنة من الإجراءات الجراحية بينما لن تتمكن من العمل على الجراحات المعقدة التي تتطلب التعامل مع أعضاء الجسد التي من الممكن أن تتضرر أو ينتج عنها نزيف لأن الجراح البشري هو الشخص الوحيد المؤهل للقيام بهذا النوع من العمليات».

 

 

 

استضافت دبي أمس فاعليات المنتدى العالمي الأول للتكنولوجيا الطبية الروبوتية الذي نظمته الجمعية الأمريكية للجراحة الروبوتية وشركة «الهلال للرعاية الصحية» وشهد حضوراً بارزاً من كبار المسؤولين الحكوميين في الإمارات والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية من المنطقة والعالم.

ويهدف الحدث ـ الذي استمر يوماً واحداً في فندق «ون آند أونلي رويال ميراج» – إلى بحث واستشراف أحدث التطورات في مجال الجراحة الروبوتية التي تعتبر من بين المجالات الأسرع نمواً والمتوقع أن تحدث ثورة في طريقة إجراء العمليات الجراحية.

وقدم أكثر من 27 متحدثاً ومحاوراً من الرواد الطبيين في العالم عروضاً حول أهم الموضوعات المتعلقة بالتطورات في مستقبل العمليات الجراحية الروبوتية وفوائدها للمرضى وأنظمة الرعاية الصحية وقطاع الرعاية الصحية العالمي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com