حل الزائر «الأبيض» بكثافة على دول حوض البحر الأبيض المتوسط. وحول المنخفض المقبل من شمال شرقي أوروبا المرتفعات في لبنان إلى لوحات طبيعية مغطاة بالثلج، وتدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في المناطق الجبلية المرتفعة، كما هبت رياح قوية، أدت إلى ارتفاع مستوى موج البحر. ترافق ذلك مع هطول أمطار غزيرة على المناطق الوسطى والساحلية.
وفي سوريا أتى الطقس مشابهاً، حيث غطت الثلوج معظم مناطق الشمال، بينما شهدت مدن أخرى نحو الجنوب انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة، وصلت إلى ثلاث درجات مئوية.
كذلك شهد الأردن تساقطا للثلوج في مختلف مناطقه خصوصا في فترة المساء، حيث قررت جامعات إرجاء الدوام فيها حرصا على سلامة الطلبة، فيما يتوقع أن تنتهي العاصفة الثلجية بموجة جليد قد تشل الحركة في البلاد في فترة الصباح.
وغطت عمّان الثلوج واستبق الناس إعلان الأرصاد الجوية وهجموا على كل ما يمكن الاستفادة منه وهم في منازلهم لأيام من دون أن يستطيعوا الخروج وفق ما تردد في وسائل الإعلام.
لم يتركوا شيئا إلا واشتروه، حتى انتقلت عدوى الإقبال على شراء الخبز والمواد الغذائية إلى الإقبال على شراء أفلام الـ«دي في دي».
وهبطت درجات الحرارة وخاصة ليلا بشكل لافت إلى ما دون الصفر المئوي. فيما حذرت دائرة الأرصاد الجوية من أن موجة الجماد ستشتد وهذا ما يخيف أصحاب السيارات في الشوارع.
وتوقعت الارصاد أن تهبط درجات الحرارة يومي الثلاثاء والأربعاء إلى ما دون خمس درجات مئوية تحت الصفر في بعض المناطق. وحذرت إدارة السير المركزية من الانزلاقات التي تحدث بسبب بدء تماسك الثلوج خاصة وانه تكثر في شوارع عمّان المرتفعات.
وفي فلسطين، أعلنت دائرة الأرصاد الجوية ارتفاع حدة المنخفض الجوي، إذ تساقطت الثلوج في عدة مناطق جنوب الضفة الغربية، بينما شهدت مدن رام الله، ونابلس وجنين أمطاراً غزيرة، مصحوبة بالبرد والعواصف الرعدية.
هذا وتفيد توقعات الطقس بأن ثلوج العاصفة ستصل إلى مناطقة شمال السعودية، قبل أن تتلاشى قوتها قبل نهاية الأسبوع. وأعلنت مديريات التربية والتعليم في كافة محافظات الضفة الغربية،، تعطيل الدوام الدراسي أمس، بسبب سوء الأحوال الجوية.
وفي لبنان ولليوم الثالث على التوالي، لا تزال العاصفة القطبيّة المنشأ، «تلاسا»، تأسر اللبنانيين في منازلهم، واهتمامهم ينصّب على أخبارها وإمكانيّة تصاعدها، ولامست ثلوجها أمس الـ700 متر، مع درجات حرارة متدنيّة وصلت الى ما دون الصفر في المرتفعات، وانخفض معها مستوى تساقط الثلوج الخفيفة، فلامست الـ400 متر شمالاً، فيما بقي الثابت هو التحذير من خطر الجليد وموجة الصقيع.
وفي خضمّ الطقس العاصف، والتوقعات باستمرار العاصفة، خصوصاً في جانبها الجليدي، خلال اليومين المقبلين، يواجه آلاف النازحين السوريين الى لبنان ظروفاً صعبة، نتيجة النقص الحادّ في أبسط مقوّمات الصمود أمام الضغوط المناخيّة التي تحاصرهم في خيم هشّة، يتسرّب المطر والصقيع إليها. وجاء في الأرقام أن نحو 90في المئة من أكثر من مليون نازح في لبنان غارقون في حلقة عقيمة من الديون على حساب الأمن الغذائي والصحّي والاجتماعي. وعلى إثر ذلك، أغلقت المدارس الرسمية والخاصة في لبنان أبوابها أمس بسبب العاصفة الثلجية «تالاسا».
وجهزت إدارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين ثلاث مناطق إخلاء داخل المخيم تتسع كل واحدة منها لحوالي 200 أسرة لمواجهة الظروف الجوية القاسية المتوقعة، وذلك استعدادا للعاصفة الثلجية التي تجتاح المنطقة.