نظم فريق الأسرة في مركز اقرأ واستمتع الجلسة الحوارية السابعة لشاي الضحى بعنوان “”تعزيز الهوية الجنسية عند الأبناء “” و ذلك في يوم الأربعاء 21 سبتمبر 2022 في مقهى The Duchess.
بدأت المهندسة زينب الرستماني الحلقة النقاشية بطرح فكرة انتقال المجتمع من مجتمع يعتمد على الرجل في إعالة الأسرة والتمييز الظاهري إلى ذلك الدور و التحول الذي طرأ منذ انخراط المرأة في ميدان العمل و فتح شتى المجالات لها للعمل و كيف أثر هذا التحول على أداء دورها التقليدي في المنزل و في بعض الأحيان سبب لها إرهاقا جسديا و نفسيا ربما لأن طبيعة بعض الأعمال تتنافى مع تكوينها الجسماني.
وقد أكدت الرستماني أن نشأة جيل بمفهوم متغير عن دور المرأة في الأسرة كأم ومربية و حاضنة كان له أثر كبير في تغيير مفهوم الهوية الجنسية .
وقد أغنى الحوار مواقف حياتية خاصة للحاضرات نشأت من البيئة والكلمات التي يُغذي بها الآباء أبناءهم . وأهمية الانتباه إلى تعزيز الهوية من خلال ذكر مزايا الذكورة والأنوثة و دعمها و إبرازها وما يرتبط بكل منها من قيم إنسانية تضمن بناء مجتمعات صحية.
و نوهت الحاضرات لضرورة تثقيف الأبناء بالقاعدة العامة و بما قد يشذ عنها. و عدم التقصير بتعليم الأبناء مبدأ الخلق و الفطرة السليمة و أن الله خلق البشر أزواجا من ذكر وأنثى منذ بدء الخليقة ، و من المهم جدا في هذه المرحلة التركيز على تنشئة الأبناء على الخصائص و المعاني المتعلقة بكل جنس من ناحية المظهر الخارجي و الجوهر و المشاعر الداخلية و ترجمتها إلى سلوكيات ملحقة و أخلاقيات محمودة تحفظ التباين و التميز لكل جنس.
فالأنوثة والذكورة مجبول عليها البشر وكما أن الإنسان قادر على أن يتكيف حسب وضعه ووعيه و ما يلزمه من أدوات و مهارات ليخوض معترك الحياة و النجاحات و التحديات فإن صفات الأنوثة و الذكورة تلازمنا .
فالمرأة من صفاتها الأنثوية الصبر والاحتواء وحب التفاصيل والتواصل بالمشاعر و توظيفها لتدبير أمورها الحياتية ولا مانع من إستخدام بعض الصفات الذكورية لتوازن وتحرك حياتها و تواكب المتغيرات حسب حاجتها.
والرجل من صفاته الذكورية الحزم والقيادة ووضع القوانين وتوفير الأمان للأسرة، ولا يعيبه إظهار المشاعر أو التعاطف و الرحمة و إنما هي مكملة لرجولته و تستخدم في مكانها الصحيح.
إن وعي الفرد بتلك الإختلافات يصنع للأسرة عالما مميزا. فكلما زاد الفرد إدراكا لنفسه ضمن ما خلقه الله عليه استطاع أن يرجع إلى فطرته.
و من الأهمية بمكان الوعي بأشكال الهجوم الفاسد المقصود أو غير المقصود على مؤسسة الأسرة و أهمية كل فرد فيها و دعمها في ما يواجهها من تحديات ، علينا السعي لسن قوانين تضع حدا لمن يسعى لتشويه صورة مؤسسة الزواج في أعين و نفوس أبنائنا.
كما تم التطرق إلى أهمية الدور القصصي وتوظيف الإعلام الصوتي والمرئي في زرع هذه الصور الذهنية السليمة لتوازن الدعوات للحريات الجنسية التي تزعزع استقرار المجتمعات أخلاقيا و تنافي مبادئ الدين.
خُتم الحوار بنقاش أمثلة على تحديات واقعية بين الأسر وكيف تم التعامل معها. كما تم التركيز على أهمية حضور الآباء في حياة أبنائهم و زرع الأفكار التي تدفعهم للتطور والتعلم وتشجعهم على خلق بصمتهم المميزة في الحياة من خلال تنمية المسؤولية الفردية و إدخال التحسينات البسيطة اليومية في جودة الأفكار والسلوك والأعمال.