الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة في الشارقة صباح يوم الإثنين 8 مارس 2021 قراءات شعرية سودانية شارك فيها كل من عمر أبوعرف ومجتبى عبدالرحمن بحضور سعادة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر وعدد من محبي الشعر والثقافة في جو التزم بالإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا، وقدمها الإعلامي السوداني عبداللطيف محجوب الذي أشاد بدور الشارقة في فتح مساحة يتنفس فيها الناس الشعر ويستنشقون هواءه في ظل الرعاية الكريمة التي يحظى بها الشعر من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
افتتحت القراءات بقصيدة مهداة من الشاعر رعد أمان لبيت الشعر في الخرطوم ولصحيفة الوجود المغاير التي تصدر عن البيت ومنها:
اقبِسي النورَ من عيونِ البشائرْ
وانضَحي ليلَنا بعطرِ المشاعِرْ
وإذا نجمةُ الصباح تَجلَّت
فَسَليني عن (الوجودِ المغايرْ)
افتتحت قراءات الشاعرين بالشاعر عمر مبارك أبوعرف الذي قرأ مجموعة من النصوص فاضت بماء النيلين وهي تعانق أجواء الشارقة وحضورها الشعري الذي يحتفي بماء القصيدة وعزف طيور الشعراء، وسبح أبوعرف بحروفه في “مرايا الروح” ولامس النخل بأغانيه وهو يجسد لوحة البشر الذين ينتمون للماء والنيل، ومنها:
دمي يفيضُ من السحناتِ مُبتهلاً
يا فكرةَ الطينِ إنَّا منكِ ننتسِبُ
نهران من حكمة التاريخِ عندهما
( إذ قال موسى) ..وكان السرُّ يحتجبُ
ثارتْ مراياكِ (شاخيتي) ..هنا انعكست
في صفحة الماءِ لما أطّتِ الكُتُبُ
مازالَ خلف رمالِ السُمْرِ حَمحمةٌ
(غردونُ) يعرفها ، إذ حُمّتِ اللَّجَبُ
وطاف بحروفه المدن بعد أن ذاب ضوء شعره في مرايا البوح، ليعكس صورة رائعة لسماوات التجلي، ليصل بها إلى “طيبة” وهو يبتهل بمديحه للنبي محمد عليه الصلاة والسلام وهو يقول:
بشرٌ كأن الماءَ منبعُ كفّهِ
وبه حنين الجذع قال و أخبرا
من قابِ قوسٍ كان أدنى إذ دنى
ويقينه في الله زادَ تجذّرا
ليعود مُخضرّاً بوعدِ حبيبه
بشفاعةٍ كُبرى و سعدٍ أكبرا
الشاعر الدكتور مجتبى عبدالرحمن سافر فوق غيمة تجليه، ليعبر بها المسافات حاملاً عذوبة ماء النيلين إلى “الرافدين” وهو يحيي أواصر الشعر التي تجدد أواصر الحياة والناس والتاريخ، وكأنه يمد سلّماً ينقل به سر الليل ومواجد الشاعر، ومن قصيدته
“سلّم لسر الليل” قرأ:
في الموسمِ الماضي استعادَ مسافرٌ
حقبَ الوداع ولا طريقَ ليذرفه
واليومَ تنطبقُ الأحاجي عنوةً
في كفتّيه ، وتعتريهِ الفلسفة
اليومَ كلُّ نهايةٍ يختارها
تختارُ موتاً ما لكي يتكلّفَه
جرح بعيدُ الغورِ كيف تركته
نزِقاً يناورُ في الأماني المجحفه
ثم واصل سفره مع الحروف وهو يحمل حقيبة شوقه وفوضى مواعيده وأسرار قلبه، وقرأ:
في المقعدِ الخلفيّ .. يبكي عاشقٌ
سلبت عيونُ الراحلينَ نحيبَهْ
والليلُ يا ليلى كما أعتادُه
حزني غريبٌ .. والبلادُ غريبَة
كفّانِ يمتدّانِ ..هل عانقتني ؟
غابَ المكانُ وهالَني تكذيبَهْ
ضمدتُ صبري وانتظرتُ بطاقتي
وطناً يعدُّ لراحلٍ تغريبه
في ختام القراءات الصباحية كرّم سعادة عبدالله العويس الشاعرين عمر مبارك أبوعرف ومجتبى عبدالرحمن ومقدم الفعالية الإعلامي عبداللطيف محجوب.