|  آخر تحديث أكتوبر 26, 2015 , 23:47 م

مدن وآثار وصور تعود للحياة على صفحات العدد الجديد من مجلة “ذاكرة مصر”


مدينة أنصنا وحي بولاق وحكاية "القبقاب"

مدن وآثار وصور تعود للحياة على صفحات العدد الجديد من مجلة “ذاكرة مصر”



الإسكندرية في 26 أكتوبر صدر عن مكتبة الإسكندرية العدد الثالث والعشرين من مجلة “ذاكرة مصر”، المجلة الربع سنوية الصادرة عن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة. وهي مجلة ثقافية تعني بتاريخ مصر الحديث والمعاصر، تستكتب شباب الباحثين والمؤرخين وتعرض لوجهات نظر مختلفة ومتنوعة.

ويقول الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية ورئيس تحرير المجلة، إن مجلة “ذاكرة مصر” تستمر في تلبية طلبات القراء بتوثيق تاريخ مصر بشكل مختلف بعيد عن النمطية والتكرار، كما ستقوم بتقديم المزيد من الملفات المتخصصة مع كل عدد، وتقديم المقالات المترجمة لمد جسور التواصل بين ما كتب عن مصر بالعربية وما كتب عنها باللغات الأخرى.

وفي مقال بعنوان “حي بولاق أبو العلا: يسكنه الفقراء ويرتاده الدبلوماسيون والأثرياء”، يسلط الدكتور خالد عزب الضوء على حي بولاق؛ أشهر أحياء القاهرة وأقدمها، الذي يتميز بالطرافة بقدر ما فيه من التناقضات؛ إذ تتجاور فيه الملايين والملاليم والعشش والقصور.

وفي مقال بعنوان “أنصنا مدينة الشهداء”، يتناول الباحث أحمد مصطفى مدينة “أنصنا”، التي أسسها الإمبراطور هادريان في نفس المكان الذي ألقى فيه صديقه أنتينوس بنفسه في النيل. وأسست هذه المدينة فائقة الجمال على الطراز اليوناني؛ لتحمل الملامح المعمارية اليونانية الجميلة التي وصلت إليها مع دعمها بروائع الفن الرومانية المستمدة من الحضارة اليونانية، وقد جلب رخامها من مدينة روما وأطلق عليها اسم أنطينوبوليس. والجزء الشمالي من المدينة كان قد بني على أنقاض مدينة فرعونية قديمة تسمى “بيسا”، وكانت هذه المدينة مقرًّا دائمًا لسحرة فرعون. 

الزائر لمدينة أنصنا المتهدمة يمكنه أن يرى الآن ما تبقى من أعمدة معبد فرعوني جميل يعود إلى عصر رمسيس الثاني، ويرى على أحد أعمدة المعبد الملك جالسًا على عرشه وإلى جواره زوجته. أما الجبل الذي يحد أنطينوبوليس من الناحية الشرقية ويمتد امتدادًا عظيمًا من الشمال إلى أقصى الجنوب، فقد أقام أمراء الأشمونين من المصريين القدماء مقابرهم في هذا الجبل في مغارات كبيرة الحجم، ورغم تهدم هذه المقابر فإنه لا يزال ببعضها عدد من النقوش الرائعة التي تحمل السمات الأساسية للوحات المصرية الجدارية. ويوجد أيضًا في هذا الجبل آثار أديرة متعددة ومغارات كبيرة وصغيرة كانت لسكنى الآباء الرهبان، وكان يوجد بالمنطقة ثماني كنائس واثنا عشر ديرًا.

ومن أهم آثار أنصنا (بئر السحابة) وهي بئر قامت بزيارتها العائلة المقدسة، واستراحت عندها وشربت منها، وجاءت سحابة فظللتهم لذلك أطلق عليها بئر السحابة. بالإضافة إلى (كوم الاستشهاد) وهو عبارة عن تل مرتفع في الناحية الجنوبية من المدينة، كان ينفذ عليه حكم الإعدام في المسيحيين الذين كانوا لا يخضعون لأوامر الإمبراطور لترك دينهم أثناء فترات الاضطهاد الديني.

ومن شهداء المدينة: القديس أريانوس (والي مدينة أنصنا)، القديس قلته الطبيب، القديس ماري جرجس الإسكندري، القديس بلانا القس، القديس مار بقطر بن رومانوس، القديس بفنوتيوس، القديس تيموثاوس وزوجته مورا، الشهيد أنطونيوس الصعيدي.

ويقول الباحث إن “أنصنا” كان من الممكن أن تكون أحد أهم المزارات السياحية القبطية في مصر؛ نظرًا لما تحتويه من آثار ذات قيمة فنية وأثرية، أيضًا لما لها من مكانة دينية وروحية عند المسيحيين، ولكن ما يعوق ذلك جهلُ الكثيرين بالقيمة التاريخية والفنية والأثرية للمدينة؛ مما جعلها غير ذات أهمية إلا للقليل من الباحثين والدارسين. وكذلك عدم وجود اهتمام كبير في توثيق آثار تلك المدينة، أو توفير الحماية اللازمة لحماية ما تبقى من آثار المكان.

ويضم العدد مقال مترجم بعنوان “الآثار المادية وتشكيل الهوية القومية في مصر” للدكتور فكري حسن؛ أستاذ كرسي بيتري للآثار بجامعة يونيفرستي كوليدج بلندن، ومدير برنامج التراث الحضاري بالجامعة الفرنسية بمصر. وقامت بترجمة المقال خلود سعيد.

ويقدم الكاتب في هذا العمل إطارًا للبحث عن أيديولوجية قومية لمصر الحديثة وتداعياتها على الإحساس بالهوية “المصرية”، من منطلق استخدام الآثار المادية للماضي ودور الرموز والصور القديمة في السرديات القومية كمكوِّن هامٍّ لعملية تشكيل الهوية، بالاتساق مع هاميلاكيس.

وفي موضوع مترجم آخر، تتناول المجلة أسباب ونتائج الحماية البريطانية على مصر من خلال قراءة في المراسلات البريطانية والأمريكية.  الموضوع بقلم جوزيف وينجت فولك وترجمة الدكتورة صفاء خليفة.

ويقول فولك في مقاله: “تعد مصر واحدة من أغنى دول العالم، وإذا سمحت لبريطانيا أن تضمها بمساعدة الولايات المتحدة وتدمر حريات الشعب المصري، فإن بريطانيا العظمى سوف تأمن الأراضي المصرية بقدر ما تكلف الحرب بريطانيا العظمى. إن الحالة المصرية منذ ما يزيد عن النصف قرن هي مسألة دولية، ولكنها شأن داخلي لبريطانيا، والشعب المصري ليس لديه أي طعن أو استغاثة لعصبة الأمم. فقيود العبودية سوف تفرض على الشعب المصري من خلال المعاهدة المؤسسة لعصبة الأمم أيضًا. والشعب المصري سوف تحكمه القوة وليس الحق أو العدالة.

ويبقى التساؤل هل ستساعد الولايات المتحدة بريطانيا في هذا التخطيط البريطاني تجاه دولة تؤمن بنفس مبادئها عن حق تقرير المصير للشعوب؟ ولو حاربت مصر ضد الحلفاء، هل كانت مصر ستتلقى معاملة أفضل؟ وهل يجب أن تعامل مصر (الحليف) بشكل أسوأ من ألمانيا (الخصم)؟”

وتعرض المجلة للقارئ في موضوع مصور مراسم افتتاح متحف فؤاد الأول الزراعي في 16 يناير 1938، كما توثق لحياة شخصيات عدة؛ ومنهم “زينب صدقي” في إعادة نشر لمقال بقلم مصطفى أمين، وشخصية توجو مزراحي في باب “من ذاكرة السينما”.

وتقدم هدى سراج الدين موضوعًا عن رموز وتصاوير الملكية في الطابع البريدي المصري. وتقدم المقالة الطوابع البريدية المصرية منذ صدورها ولحين قيام ثورة يوليو 1952م، في  قراءة تجديدية لا تقف عند حدود تظهير الوجه الملكي لمصر، بقدر ما ترمي إلى تسليط الضوء على ما نعتبره إرثًا وثائقيًّا رسميًّا غنيًّا بالدلالات، ويستأهل أن نستعين به لإحياء ذاكرة سجلت بالصورة والعنوان فترة ما من تاريخ المنطقة المعاصر.

وفي مقال شيق بعنوان “لو حكى القبقاب.. عن أيام الفرح والعذاب“، يعرض شريف صالح حكاية القبقاب بأسلوب جديد وتفاعلي، فيقول: “ أنا “القبقاب”.

كنتُ قبل مئات السنين حذاء الملوك والفرسان والقضاة، قبل أن يتدهور بي الحال إلى وضع بائس في “ميضة” أي مكان الوضوء. وبعد أن كان الإسكافيون يتفننون في صناعتي، أصبحوا يكتفون بقطعة خشب مستطيلة يعلوها سير سميك من إطارات السيارات.”

ويضيف: “ بحكم عمري الطويل أنا وأجدادي شهدت أيام فرح وسعادة وأيام عذاب وشقاء، فليس أشد على نفسي من إذلال رجل حر وإجباره على تقبيل “قبقاب” مسئول، أو إهانة زوج لامرأته وضربها بي إلى أن يحدث لها عاهة. وللأسف يتهمونني بأنني كنت وراء مصرع قاضي الحنفية في مصر برهان الدين الكركي الذي كان يتوضأ على بركة الفيل وانزلقت رجله، وعندما استطبؤوه، جاءوا إلى البركة فرأوا عمامته عائمة وفردة من قبابه على السلم. لكن الحادثة المشهورة التي لا يغفرها لي أحد، واتهمت فيها بأنني كنت سبب انهيار الدولة الأيوبية وقيام دولة المماليك عندما أغلقت أم علي وجواريها الحمام على الملكة شجر الدر عام 1257م وانهلن عليها ضربًا بالقباقيب إلى أن ماتت دون أن يسمع أحد صراخها فينقذها!”

وتقدم مجلة ذاكرة مصر ملف خاص عن مصر والتصوير الاستشراقي كجسر بين الفن والتاريخ، لأحمد سالم سالم، وموضوع عن مصورو القاهرة الفوتوغرافيون في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، بقلم توماس كازنتر وترجمة نادية الوكيل، كما تضم مقالاً عن جواري مصر في القرن التاسع عشر للدكتور عمرو عبد العزيز منير.

المزيد والمزيد من الروائع والنوادر على صفحات المجلة. مجلة ذاكرة مصر الصادرة عن مكتبة الإسكندرية، رئيس تحريرها الدكتور خالد عزب وسكرتيرة التحرير سوزان عابد والتصميم والإخراج الفني لماري يوسف وحسن عصام.

 

المكتب الاعلامي لمكتبة الاسكندرية:

( محمد مطش – رانيا عمارة – محمد الحباك )


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com