بحضور عالمي لافت لمئات المسؤولين والخبراء وأصحاب القرار، تنطلق غداً الأحد، فعاليات الدورة الخامسة من المنصة العالمية لصناعة الحلال، وعنوانها هذا العام، صناعة الحلال نحو فرص تجارية جديدة، حيث تتولى هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات”، زمام المبادرة العالمية في قيادة هذا الملف، وتنتقل تدريجياً من خلال المنصة بين محاور استراتيجية تخدم تطوير قطاع صناعة الحلال العالمية.
وتتنوع محاور المنصة العالمية لصناعة الحلال في دورتها الخامسة، والتي تنظم للمرة الأولى على مدار يومين، حيث تستضيف هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات” منظمة التقييس الإفريقية (ARSO) كضيف شرف هذه الدورة، للاطلاع على تجربة المنظومة الإماراتية للحلال، بعد أن حققت نجاحات عالمية لافتة خلال الأعوام الماضية.
كما يتناول اليوم الأول جلسات عن نظرة شاملة حول نظام عمل الحلال، وعرض لأبرز الفرص وقصص النجاح في القارة الإفريقية، والتي أبدت اهتماماً كبيراً بالانضمام إلى المنظومة الإماراتية للحلال، لما لها من تأثير إيجابي على حركة التجارة والاستثمارات. فيما تعرض مؤسسات وطنية تجاريها مع أهم الفرص في القارة السمراء، والتي تعد بمثابة جسر عبور لتجارة الأغذية.
ويتطرق اليوم الثاني من المنصة، إلى تجارب إقليمية ودولية واعدة، حيث تعرض الفلبين تجربتها مع المنظومة الإماراتية للحلال، كما تعرض المملكة العربية السعودية تجربتها الوطنية، كذلك تعرض دولة الإمارات التجربة الإماراتية الرائدة أمام نخبة تضم مئات الخبراء والمسؤولين وصناع القرار حول العالم.
وفي اليوم الثاني كذلك، تعرض مملكة هولندا تجربة إصدار الشهادات ومراقبة الجودة الحلال، وجمهورية كرواتيا التي ستستعرض متطلبات إصدار شهادات الحلال ، إضافة إلى تجربة فريدة حول استفادة شركة سييرا الشرق الأوسط من المنظومة الإماراتية للحلال، إذ أرست دولة الإمارات دعائم التمكين للمنظومة، وقدمت وتقدم أفضل الحلول والفرص في هذه الصناعة التي تعزز التنمية المستدامة وتدعم الرخاء الاقتصادي.
وفي سياق مواز، تشارك هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات ” في أعمال الدورة الـ25 لمعرض الخليج للأغذية “جلفود 2020″، الذي يعقد في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 16 حتى 20 فبراير المقبل، حيث تعرض الهيئة خلالها أنظمة إماراتية ولوائح فنية تتعلق بقطاع الأغذية والمشروبات، منها 3 أنظمة تعرض للمرة الأولى، هي النظام الإماراتي للرقابة على عسل النحل، الذي يدخل حيز التنفيذ الإلزامي مطلع شهر أبريل المقبل، والنظام الإماراتي للرقابة على منتجات العصائر والمشروبات، والنظام الإماراتي للرقابة على الحليب ومنتجات الألبان.
ويعد معرض الخليج للأغذية “جلفود”، أحد أكبر المعارض النوعية على مستوى العالم، حيث يشهد حضوراً من ما يناهز 100 ألف زائر من قطاعات تشريعية وتنظيمية وإنتاجية وخبراء وموردين، ويتيح أمام المشاركين الفرصة للتواصل والاطّلاع على أحدث المنتجات في صناعة الأغذية والمشروبات والابتكارات في مجال التقنية وتجارة التجزئة.
وتنفذ الهيئة للمرة الأولى، مبادرة نوعية تتمثل في تقديم برنامج وطني توعوي بالتشريعات والمواصفات التي تخدم قطاع إنتاج وتصنيع وتوريد الأغذية والمشروبات الحلال، يحضرها ممثلين من المنظمة الأفريقية للتقييس “ARSO” للاطلاع على تجربة منظومة الحلال الإماراتية، فضلاً عن مسؤولين دوليين من المشاركين في فعالية المنصة العالمية لصناعة الحلال التي تنفذها الهيئة على هامش المعرض، وعدد من التجار والمنتجين والموردين والمستهلكين، تستمر على مدى أيام المعرض.
وقال سعادة عبد الله عبد القادر المعيني، مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات”، إن الهيئة ستستعرض ثلاثة أنظمة إماراتية للمرة الأولى أمام الجمهور والمعنيين، والتي دخلت حيز التنفيذ أخيراً، من أجل إبقاء أطراف العلاقة الإنتاجية على اطلاع وتوعية مستمرة بمستجدات الأنظمة واللوائح الفنية المتعلقة بالقطاعات الإنتاجية.
وأضاف سعادته: سيقدم الفريق الفني بالهيئة الأنظمة الإماراتية، انسجاماً مع حرص الهيئة على تقديم الدعم الفني خلال المعرض لأطراف العلاقة التجارية (منتجين وتجار وموردين ومستهلكين) بصورة تدعم العملية الإنتاجية في الدولة، بما ينعكس على تعزيز فرص نمو الاقتصاد الوطني، وتسهيل انسيابية حركة السلع والبضائع بين الإمارات والعالم.
وأوضح أن “مواصفات” تهدف من مشاركتها المكثفة في أنشطة متنوعة إلى التعريف بأنشطتها بشكل عام، والمواصفات القياسية الإماراتية، وجهودها في رفع جودة المنتجات الغذائية المتداولة بأسواق دولة الإمارات، والمحافظة على الصحة العامة وسلامة المستهلكين.
وأكد سعادته على أن النظام الإماراتي للرقابة على منتجات عسل النحل، يعد الأول من نوعه على مستوى مجلس التعاون الخليجي، وسيكون تطبيقه إلزامياً بحلول شهر أبريل المقبل، وسيتم بعد ذلك منع تداول أي عسل، سواء كان محلياً أو مستورداً، لا يحمل علامة المطابقة من الهيئة، وننظم ورش عمل بالتعاون مع جمعية النحالين في الإمارات، التي تضم حوالي 100 عضو، بهدف تدريبهم على المواصفات والتشريعات الجديدة.
ونفذت الهيئة الأسبوع الماضي، زيارة إلى جمعية النحالين في حتا، لإجراء التنسيق والمتابعة من أجل دخول التطبيق الإلزامي للنظام الإماراتي لمنتجات عسل النحل حيز التنفيذ، فيما شدد سعادته على أن وجود مواصفات لإنتاج العسل تبعث برسائل طمأنة للمستهلكين، وتدعم مبيعات التاجر الجيد، وتزيل أية مخاوف تجاه منتجاته.
واعتبر سعادته أن النظام الجديد سيزيد من حجم التجارة في عسل النحل الطبيعي المنتج محلياً، وينمي كذلك فرص التصدير إلى الأسواق الخارجية، خصوصاً مع وجود عدد كبير حالياً من المزارع الوطنية لعسل النحل، وينقصها فقط التعرف إلى المواصفات الخاصة بهذا المجال، وتوفير الحماية لهم من المنافسة الضارة من جانب بعض المنتجات التي لا تتوافق مع المواصفات المعمول بها إقليمياً ودولياً.
وأضاف سعادته: كما تنشر الهيئة خلال المشاركة المعرفة وترفع الوعي بعلامة الجودة الإماراتية للمنتجات، التي تعد أحد أهم برامج المطابقة الوطنية التي تديرها الهيئة، وتضمن تحقيق الثقة في المنتج لدى المستهلكين، كما أن حصول المصانع على العلامة يسهم في تعزيز فرص المنتجات الوطنية في المنافسة بالأسواق الخارجية وزيادة قدرتها التنافسية بالصورة التي تدعم الاقتصاد الوطني.
علامة حلال
كذلك تنفذ الهيئة برامج تعريفية بعلامة “حلال” في خطوة تستهدف تحقيق المزيد من فرص تنمية قطاع صناعة الأغذية، وتسهيل انسيابية حركة الاستيراد والتصدير، بصورة تزيل العوائق التجارية وتخدم الاقتصاد الوطني.
وشرح سعادته أن الهيئة تسعى إلى تسليط الضوء على الأنظمة الإماراتية المعنية، مروراً بالعلامة الوطنية للحلال، واللائحة الخاصة باشتراطات الترخيص باستخدامها، متوقعاً منح علامة “حلال”الوطنية لعدد من الشركات خلال المعرض، بعدما لاقت إقبالاً كبيراً من قبل المصنعين للحصول عليها لمنتجاتهم حيث أسهمت هذه العلامة في تسهيل التبادل التجاري بين الدولة والعالم، من خلال عولمة المواصفات والإجراءات الخاصة بمنح العلامة.
يذكر أن هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات” تنفذ سنوياً على هامش معرض الخليج للأغذية، فعاليات المنصة العالمية لصناعة الحلال، التي ستشهد هذا العام الإعلان عن مبادرة وطنية نوعية في قطاع الأغذية، ستشكل علامة فارقة في مسيرة تنمية قطاع الأغذية في دولة الإمارات.
جودة المنتجات
واعتبر سعادة مدير عام “مواصفات”، أن المواصفات القياسية الإماراتية تمثل عنصراً مهما في رفع جودة المنتجات الغذائية المتداولة بأسواق دولة الإمارات والمحافظة على الصحة العامة وسلامة المستهلكين، لاسيما في ظل التطور التكنولوجي المستمر في إنتاج وتصنيع الأغذية، الذي يفرض على الدول المضي في التنبؤ والاستشراف المستقبلي للقطاعات الإنتاجية، بتعاون مستمر مع الشركاء في الداخل والخارج، ولاسيما في مثل هذه المشاركات المهمة التي تضم نخبة من المشرعين والمنتجين والموردين والتجار وغيرهم.
وأشار سعادته إلى أن الهيئة تقود الجهود الحكومية الاتحادية- ضمن تنسيق وتكامل مع الجهات المعنية في الدولة- لضمان وصول المعلومات الواضحة حول التشريعات والمواصفات واللوائح الفنية المعنية بقطاع صناعة الأغذية، وقطاع تجارة الأغذية الحلال، ونحرص على الوصول إلى الشرائح المستهدفة في مختلف الفعاليات والمحافل، على غرار “معرض الخليج للأغذية- جلفود” الذي يعد أكبر معرض سنوي لتجارة الأغذية في العالم، في ظل مشاركة أكثر من 5 آلاف جهة وشركة عارضة من الإمارات والعالم.
ودعا سعادة مدير عام “مواصفات” الجمهور وأصحاب العلاقة بالحضور والاطلاع على منصة هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات”، خلال أيام معرض الخليج للأغذية، في مركز دبي التجاري العالمي، للاطلاع على الجهود التشريعية لدولة الإمارات في هذا الملف، وبحث أفضل الفرص الاقتصادية.