احياناً تعود بي الذكرى إلى أيام جميلة لم نشعر بها، إلا الأن لطالما كرهنا عملنا ومحيطنا، ربما كرهنا تلك الطاولة وتلك الكتب والأقلام؛ كرهنا شعور الحصار والسجن، كنا نتوق إلى حفل تخرجنا لنلبس لبس التخرج والقبعة، ونستقبل الحياة الجامعية بحب وسعادة، تدفعنا لنقدم أجمل ما عندنا لأجل وطننا وأسرتنا ونحن، لأن الوطن يستحق أن نجعل كل شيء له، وأسرتنا تستحق أن تفرح وتفخر.

الأيام تجري ونحن لا نشعر بالأمس كنا أطفالاً، نتعلم الأبجدية، والكلمات والجمل، واليوم نحن نكتب سطوراً. بالأمس كنا نفطر على وجبة خفيفة ظريفة تحتوي على الخبز والجبن وعصير، ونجري في ساحات لا نهاية لها، أو لها نهاية ولكن مخيلتنا الواسعة لم يحدها جدار أو عمود، أنا اليوم أنظر إلى النافذة وأتذكر أيام المطر كيف كنا نلعب لا نبالي بالمرض أو البلل، ولكن اليوم تغيرت أشياء كثيرة، أبسطها فطورنا المتواضع أصبح كوباً من القهوة مع الكعك المحلى. أين تلك الأيام التي علمتني حب الغير والخير والمودة والمحبة ..
الكلام بهذا يطول ..

بقلم: هند الكمالي – (الإمارات)