أتذَّكر حينما كُنت طالبة في سنوات الدراسة الأولي،عندما كُنّا نفرغ من كتابة موضوع إملاء أو تعبير في حصة اللُغة العربيَّة، تتطَّرق المُعَلِّمة من طريقة كلام بنغمة معينة إلي وتيرة ونغمة أخري أكثر خشونة وجزم،ثم تقول آمره بنظرة جامدة….”شِدُّوا سَطْر”!!!
أَتعلمون أصدقائي، أن الحياة بها لحظات وليالي وشخوص قاسية بلا معني، لا بد لنا من بعد مُرورِها داخل صُفوفِ أعْمَارِنا وقَصْفِ زُهورِ أيَّامُه، بأنْ نُغلِقُها بِشَدةِ سَطْر أيضا!!

أتعلمون أننَّا أدْركْنا فِعْلةِ شَدّ الَسَطْر علي الورق فقط!!!
لماذا لَمْ يعلِّمونَنَا كيف نَشِدُّ السَطْر علي هؤلاء البَشر المُوجِعين، المُفْزعين لقُلوبِنا وحياتِنا!!!
لماذا لَمْ يُتْقِنوا فَنْ التَدْريس ليَسْكُبوا لنا في مَدارِك عُقولِنا مُنْذُ الصِغر علم الدُنيا المَجْهول ويُطْلِعوننا علي شُرُورِها وقَسْوَتِها المُفْجِعَة!!!
لم أَكُنْ أعلم وأنا طفلة أَنَّني سوف أَفْقِد الطريق بِدُونِ هذا السَطْر.. فَتَرَكْتُه هُناك…
تَرَكْتُه علي الوَرق…!!!
لِماذا يُؤْلِمُنا التَجَاوُز والتَّرْك!!
لا نقدر علي شَدّ السَطْر!!!

شِدّ السَّطْر ولو علي فِرَاقِ أَنْفَاسكْ، شِدّ السَّطر ولو علي حَافَّةِ النَّار، شِدّ السَّطْر وأغلق الكُرَّاس، فَمَا عادت تُفِيد كَلمات البَلاغة والتَّعْبير!!

شِدّ السَّطْر وأفْتَح ورقة جَدِيد، إرتسم عليها بداية جديدة، إِخْتَرْ مَوْضُوعِك بِنَفْسَك وَأكْتُبْ..
لا تَنْتَظِر الزمن ليُبْرحَك ضَرْباً ولَطْمًا ويَشِّدُ هُو السطر!!
إسْتَو واقِفًاَ علي قَدميْك,وأَفْتَح عُيونَك،وشِدّ السَّطْر!!!

بقلم: سمر الديب – ( مصر )