|  آخر تحديث أبريل 19, 2018 , 20:49 م

تأهل الشاعر الاردني صالح الهقيش الصخري لنهائي شاعر المليون ” البيرق”


تأهل الشاعر الاردني صالح الهقيش الصخري لنهائي شاعر المليون ” البيرق”



نبيل الكثيري – أبوظبي

 

 

في الحلقة الأخيرة من المرحلة الثالثة من “شاعر المليون”، لجنة التحكيم تؤهل صالح الهقيش الصخري وبتول آل علي إلى الحلقة النهائية ب 48 درجة، والجمهور يصوّت للشاعرمتعب النصار الشراري 58%، والشاعرعلي الهاملي ب 56%، و”شاعرالقمّة” سعيد بن دري الفلاحي ضيف الحلقة، يلقي نصاً جزلاً في الإمارات وقادتها.

في تمام الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء الماضي، إنطلقت ثاني وآخر حلقات المرحلة الثالثة من برنامج “شاعر المليون” في موسمه الثامن، والذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي على مسرح “شاطئ الراحة”، وتنقله على الهواء مباشرة قناة الإمارات وقناة بينونة.

بدأت أحداث الحلقة التي حضرها كل من فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والسيد عيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، بالإضافة إلى عدد من أسرة اللجنة، وعدد من الشعراء والنقّاد الخليجيين والإعلاميين العرب، وجمهور ملأ مدرّجات المسرح، ولم يغب عن الحضور أعضاء من السلك الدبلوماسي الذي ينتمي للدول التي يمثلها الشعراء، وكذلك المشتغلون في حقل الثقافة من بعض تلك الدول.

 

سعيد بن دري الفلاحي ضيف الحلقة:

 

وكما عوّدنا البرنامج في هذا الموسم – تمت استضافة شاعرعلى المسرح ليلقي بجديده من القصيد وكان لجمهور الشعر النبطي فرصة متابعة الشاعر الإماراتي سعيد بن دري الفلاحي الملقب باسم (شاعر القمة)،والذي رافق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بعض مسيرة حياته، وقال الفلاحي إن “شاعر المليون” أثرى الساحة الشعرية، وثقّف الشعراء الذين اقتصروا على أنواع معينة من البحور، فالبرنامج جاء بطرح مختلف، وكان بمثابة ساحة للتبادل المعرفي والثقافي، حيث جمع الشعراء والثقافات، وتوهج بهم،واستمر في نجاحه حتى هذا الموسم. وفي معرض حديثه عن البرنامج تقدم بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان  لدعمه البرنامج الذي انطلق من عاصمة الإمارات وعاصمة الشعر إلى العالم العربي، ثم ألقى الشاعر قصيدة.

“ولّادة”  لصالح الصخري.

 

حلّ ثالثاً في المنافسة الشاعر الأردني صالح الهقيش الصخري، والذي ألقى رائعته “ولّادة” التي أحالت المتلقي مباشرة إلى نونيّة ابن زيدون الشهيرة التي قال في مطلعها “أضحى التنائي بديلاً من تدانينتا”، فيما قال الصخري:

 

“أضحى التّنائي” بدار الوصل ضيف ثقيل

يستلّ الآهات من عيني ويسقي يدي

في حضرة الأمنيات اللي مداها طويل

عرّافة البوح ما جادت بحرف ابجدي

وإن مرّ بي طيف ولّادة قبيل الأصيل

آموت في لحظة الميعاد مع مولدي

ويبرّد الأشواق وشعور الأمان البخيل

عجزت أميّز لظفى الخفاق من موقدي

يا مورقة في غصون العمر حلمٍ جميل

أنا أحبك قبل لا اظلّ قبل اهتدي

وأكد الناقد حمد السعيد، أن الشاعر مبدع كعادته، وقدم نصاً جزلاً ونخبوياً دالاً على مقدرته الشعرية، ومن خلاله استعار اسم (ولّادة) معشوقة ابن زيدون، ليكتب عن الواقع العربي وهموم الوطن كما يوضح البيت الشعري “يا شامي المنهكه يا موصلي والخليل/ يا صوت صنعاي لا صار السكوت اجودي)، إلى أن قال الشاعر (وإن مرّني طيف ولّادة قبيل الأصيل/ أموت في لحظة الميعاد مع مولدي) حيث عاد إلى مسقط رأسه، وكذلك عندما قال (وأنا ابن زيدونك اللي كل ما مر جيل/ يرجع يردد على مسمع تراك بلدي)، ثم جاء بختام جميل جداً، مثل ما جاء بمطلع اعتبره الناقد هو الأجمل، لما فيه من طباق يدل على ذكاء الشاعر.

من جانبه قال د. غسان الحسن إن النص متفوق، وصالح لا يكتب قصيدة عفوية، أي لا تأتي في سياق المدح المطلق، إنما يركز فيما يكتب على جمال الفكرة، وكذلك على الوعي والنضج وتوظيف المفردات، ومن هنا فقد جاءت القصيدة مدروسة بعناية، وكأن راسمها مهندس سار بها من الطلع إلى النهاية.

 

وأوضح الناقد أن الشاعر استلّ عدة عبارات من نونيّة ابن زيدون، سواء في المطلع، أو في البيت (عليك مني السلام الله قبل الأصيل/ يا لوعة عانقها الروح قبل جسدي) حين جفته ولّادة، فأصبح بين الرجاء واليأس وتذكّر أيام الوصال، متسائلاً عن مستقبل علاقته مع حبيبته،  مشيراً الحسن إلى أن الشاعر تمكّن من إيجاد مكانٍ للبوح فيما يتعلق بالوضع العربي، حينما اتخذ ولّادة وابن زيدون رمزين وأسقطهما عبر قصيدته على واقعنا،  وختم بالقول إن المتلقي يقرأ نونية ابن زيدون من خلال نص (ولّادة) من المطلع وحتى الخاتمة، لكن بعين الشاعر الصخري الذي أبدع.

في حين أشار الناقد سلطان العميمي إلى تمكن الشاعر من بناء قصيدة ممتازة استند فيها على قصيدة قديمة، فاستطاع توظيف موضوعه المميز الذي يلامس جراحنا العربية، والحديث عن الأوضاع بشفافيةٍ لكن بطرحٍ بعيدٍ عن جلد الذات، الأمر الذي يدل عليه من خلال البيت (يا شامي المنهكه يا موصلي والخليل/ يا صوت صنعاي لا صار السكوت اجودي)، ولهذا جاء الإبداع الشعري مميزاً، والأبيات امتلأت بالتصاوير الشعرية الرائعة التي يجسدها البيت (انتي بلادي ووجهات الفلا والدليل/ لا رزفلت بي ذلول التيه عن مقصدي).

في ختام الحلقة أعلن كل من حسين العامري وأسمهان النقبي عن شعراء الحلقة الختامية والأخيرة من برنامج “شاعر المليون” بنسخته الثامنة، حيث سيتنافس مساء الثلاثاء القادم ستة شعراء، وهم: صالح الهقيش الصخري من الأردن، فواز الزناتي العنزي ومتعب النصار الشراري من السعودية،وعلي سالم الهاملي وبتول آل علي من الإمارات، وشاعر سادس سيتم الإعلان عنه في بداية الحلقة القادمة، وسيكون الحاصل على أعلى نسبة من أصوات الجمهور.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com