نجح منتدى الإعلام العربي على مدار دوراته الـ16 بأن يكون منصة للحوار البناء في تعزيز مسيرة الإعلام العربي، من خلال استقطابه نخبة من أبرز الشخصيات الصحافية والإعلامية من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى العديد من القيادات السياسية والأكاديمية والفكرية والثقافية.
وتوج المنتدى تميزه من خلال جلسات وندوات وورش عمل، اتسمت بروح الحوار البناء الرامي إلى الارتقاء بالإعلام العربي، من خلال نقاش يتسم بالصراحة والشفافية، ويعتمد الأسس المهنية الرفيعة، مع التركيز على إشراك طلبة الجامعات وكليات الإعلام في جامعات الدولة، في عدد من ورش العمل، إلى جانب مشاركة عدد كبير من المتطوعين من الشباب والشابات الإماراتيات من الكليات والجامعات.
وكانت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدورات المنتدى، والذي كان انطلاقه بتوجيهات مباشرة من سموه، سبباً جوهرياً من أسباب نجاح هذا التجمع الإعلامي السنوي.
وكانت الانطلاقة الأولى للمنتدى في عام 2001 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وينظمه نادي دبي للصحافة، ليكون أحد أهم الأحداث الإعلامية والفكرية في ساحة الإعلام العربي، والذي سعى منذ انطلاقته إلى فتح آفاق واسعة للحوار، وتبادل الأفكار بشأن قضايا الإعلام في المنطقة العربية والعالم.
فضلاً عن تعزيز مكانة الدولة وجهة رائدة في التواصل والحوار ومنبراً رائداً لاستضافة أقطاب الصناعة الإعلامية، لتقدم تحليلات احترافية حول تحديات الإعلام العربي وكيفية النهوض به، وتسليط الضوء على أبرز القضايا الإعلامية ومواكبة كل ما يجري على الساحة الإعلامية العربية والدولية، بما يعزز دور الإعلام في مسيرة التنمية العربية.
عملت الدورة الأولى بشكل رئيسي على تعريف رواد هذه التظاهرة بأهدافها لتعزيز الحوار بين صناع القرار الإعلامي، وتحليل أبرز التطورات والظواهر الإعلامية، ورسم السياسات ومحاولة استشراف المستقبل، وإعداد الخطط والاستراتيجيات من أجل دعم مسيرة الإعلام العربي.
وناقش المنتدى في دورته الأولى آنذاك «مستقبل الإعلام الحكومي»، و«البث الإعلامي عبر الإنترنت»، و«الانتفاضة الفلسطينية في الإعلام العربي»، وبحثت كذلك في «دور النقابات العربية في تعميق الحريات والدفاع عن الصحافيين العرب»، إضافة إلى تحليلها للبرامج الحوارية التلفزيونية.
واكبت الدورة الثانية التي عقدت في 2002 تحت شعار «إشكاليات الخطاب العربي في الغرب» أبرز الأحداث المحيطة في العالم العربي والعالم، والرؤى الإعلامية الغربية للعالم العربي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبحث فيها الخبراء العرب والأجانب مفهوم الثوابت والمتغيرات في الوعي الغربي تجاه العرب.
وكذلك في الوعي العربي اتجاه الغرب، وقدرة الإعلام العربي على اختراق الجدار الإعلامي الغربي، ودور الإعلام والإعلاميين والعرب في إيجاد حوار وتفاعل إيجابي بين العرب والغرب.
الدورة الرابعة للمنتدى عقدت في عام 2005، تحت شعار «الإعلام العربي والعالمي…تغطية الحقيقة»، وحمل المنتدى في هذه الدورة الذي تحدث فيها 49 شخصية، رسالة لردم الهوة وتعزيز التفاعل بين الإعلام العربي والعالمي، بحيث يكون الولاء للحقيقة دون سواها هو الهدف الرئيسي للطرفين.
وشارك فيها نخبة من المتحدثين من خبراء الاقتصاد والسياسة والإعلام من مختلف أنحاء العالم، ليعزز مكانته منصة فريدة للحوار العربي- الغربي تسهم في التعرف عن قرب إلى رؤية كل طرف للآخر، عبر الحوار والنقاش البناء.
وناقشت الدورة السابعة التي عقدت في 2008 تحت شعار «التكنولوجيا وتكامل الإعلام العربي» محاور وقضايا تطرح لأول مرة في تاريخ المنتدى، حيث ركزت على كيفية استجابة الإعلام الخليجي لتحديات التكنولوجيا ودور القطاعين الحكومي والخاص في صناعة الإعلام وقدرة تلك المؤسسات على تحقيق نتائج مالية إيجابية.
وبحثت الدورة السابعة في قدرة شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام على التفاعل من خلال ما ظهر في وقتها من اتفاقيات حول فضاء الهواتف المتحركة وبين محركات البحث، ومصنعي البرمجيات والأجهزة، ومزودي المحتوى والشبكات ومشغلي الاتصالات، إضافة إلى البحث في قدرة التكنولوجيا على إيجاد حلول مناسبة لصناعة الإعلام.
كما ركز المنتدى على إمكانية الاستعاضة عن الصحف ومحطات التلفزيون المحلية مصدراً رئيسياً للمعلومات، وبحث في التحديات والفرص المتاحة أمام الإعلام العربي في عصر التقنيات الجديدة وناقش وثيقة البث والاستقبال الفضائي في المنطقة العربية، وتنامي الإعلام الإلكتروني كونه بوابة حيوية برزت من خلالها نخب المهارات الإبداعية ووسعت آفاق حرية التعبير.
وتم تسلط الضوء على ظاهرة تسرب الكفاءات من وسائل إعلام المشرق العربي، وعدم قدرتها على الاحتفاظ بالكادر الجيد، ومدى تأثر المؤسسة الإعلامية والأسباب التي تقف وراءها.
كما ناقش المنتدى تغير القالب التقليدي للإعلام من مهنة تعتمد على الحرفية والموهبة إلى صناعة تشكل التكنولوجيا وتطبيقاتها أبرز العناصر التي تقودها بشكل يرصد التحولات الجارية، يقارن بين عالم الصحافة في ذلك الوقت قبل انتشار الإنترنت والهاتف النقال، وركز بشكل كبير على تأثير التقنيات على المشهد الإعلامي وقدرته على التأقلم مع التغيرات.
الانكشاف والتحول
وجاء انعقاد الدورة الحادية عشرة التي عقدت في 2012 تحت شعار «الانكشاف والتحول» وسط حالة من التحولات والاضطرابات السياسية في المنطقة العربية، حيث انسحب هذا التطور على برنامجها والموضوعات التي تطرقت إليها خاصة في مجال الشبكات الاجتماعية وصحافة المواطن وتكاثر القنوات التلفزيونية وموقع الأخبار والمدونات.
وركزت حوارات هذه الدورة على القضايا التي تؤثر على مستقبل صناعة الإعلام في المنطقة واللغة المستخدمة في التعبير عن الرأي والحوار، مع قراءة معمقة في الخطاب الإعلامي بمختلف أشكاله المرئي والمسموع والمكتوب، كما ناقشت جلسات وورش العمل الرئيسية التحديات الرئيسية أمام المنتج التلفزيوني العربي.
وبحثت هذه الدورة في كيفية تعاطي الأجيال الجديدة مع التطورات الرقمية الهائلة في الوطن العربي، حيث وصف الجيل الحالي بأنه إلكتروني بالفطرة، وخصصت أيضاً جلسة لنقاش دور وتأثير الناطقين الإعلاميين الرسميين الأجانب في المنطقة العربية.
وقدمت قراءة شاملة في قدرة وسائل الإعلام على الاستفادة من الدروس والتجارب في عصر التحولات الجذرية، إضافة إلى إثرائها لتساؤلات حول دور النخب الإعلامية والثقافية في قيادة الرأي العام في ظل اختلاف وتعدد قنوات التواصل.
الإعلام العربي في المراحل الانتقالية
وحملت الدورة الثانية عشرة التي عقدت في 2013 تحت شعار «الإعلام العربي في المراحل الانتقالية»، وناقشت جلساتها واقع إعلامنا العربي من محاور عدة ربما أبرزها علاقته بالشأن السياسي تأثيراً وتأثراً نظراً للروابط المباشرة بين عالمي الإعلام والسياسية.
والتي تزداد تشابكاً وتلاحماً في خصم التطورات الهيكلية، التي تشهدها المنطقة في حين عدم غياب المستجدات التكنولوجية عن دائرة النقاش نظراً لتسارع المتغيرات على هذا الصعيد وما يصاحبها من انعكاسات مباشرة على مستقبل الصناعة الإعلامية بفضل ما تستحدثه تقنية الاتصال ونقل المعلومات من حلول ووسائط أضحت تمثل منافساً وربما بديلاً في بعض الأوقات لوسائل الإعلام التقليدية.
كما ناقشت هذه الدورة مجموعة من القضايا المهمة ليُخضع للتحليل جملة من الظواهر الإعلامية التي أفرزتها هذه المرحلة المشحونة بالأحداث بما يشهده الوطن العربي من تطورات سياسية وأمنية واجتماعية سريعة الوتيرة وعميقة الأثر، وما صاحب تلك التطورات من جدل واسع حول دور الإعلام، ومدى إسهامه في تحديد مسار تلك التطورات المتلاحقة.
مستقبل الإعلام
شهدت الدورة الثالثة عشرة للمنتدى التي عقدت في 2014 تحت شعار «مستقبل الإعلام يبدأ اليوم»، وناقشت حوارات معمقة حول أبرز القضايا والمستجدات الإعلامية على الساحتين العربية والدولية، لتواكب أحدث الظواهر التي تؤثر على قطاع الصحافة والإعلام بكل مقوماته.
كما ستستقطب كوكبة من الإعلاميين والخبراء المعروفين من المنطقة العربية والعالم لتبادل الخبرات والآراء مع رواد المنتدى الذي ينشد دعم مسيرة الإعلام العربي من خلال الحوار وتبادل الرأي.
اتجاهات جديدة
وتناولت الدورة الرابعة عشرة التي عقدت في 2015 تحت شعار «اتجاهات جديدة»، الإعلام من زوايا جديدة، عبر تسليط الضوء على النماذج الملهمة المحفّزة للطاقات الإبداعية ضمن نقاشات تتبنى الرؤى الإيجابية، إلى جانب القضايا المهمة المتعلقة بواقع الإعلام العربي ومستقبله والاستراتيجيات اللازمة للتعاطي مع التحديات القائمة والمحتملة.
وشهدت إطلالة المنتدى اختلافاً على صعيدي الشكل والمضمون بمجموعة من الفعاليات المتنوعة والمبتكرة لزيادة مساحة التفاعل بين جمهور المنتدى وضيوفه من داخل الدولة وخارجها وإتاحة أكبر فرصة لتبادل الآراء والأفكار حول الموضوعات محل النقاش.
«الإعلام.. أبعاد إنسانية»
انطلقت فعاليات الدورة الخامسة عشرة لـمنتدى الإعلام العربي، تحت شعار «الإعلام.. أبعاد إنسانية»، وركزت جلساتها الضوء على الاختلاف الإعلامي في عرض القضايا والأزمات الإنسانية ودور الإعلام في خدمة الإنسانية.
وعلى تأثير الإعلام الرقمي على الوسائل التقليدية ونوع الأخبار التي نريدها في المستقبل، إضافة إلى مواضيع عدة تدور في فلك المتغيرات والتحديات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية، واستعرض المتحدثون مفاهيم السعادة والإيجابية والسلام واستشراف المستقبل وتعزيز التعاون والعمل العربي المشترك.
الحوار الحضاري
وأقيمت الدورة السادسة عشرة لمنتدى الإعلام العربي في مايو 2017 في مدينة جميرا، تحت شعار «الحوار الحضاري» بمشاركة قيادات العمل الإعلامي في المنطقة بما في ذلك المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية والإعلاميين العرب العاملين في مناطق مختلفة من العالم، ضمن أكبر تجمع سنوي للإعلام العربي والمعنيين به.
وتم التركيز خلال جلسات ونقاشات هذه الدورة على دور الإعلام في تعزيز الحوار بين شعوب المنطقة استناداً إلى مجموعة من الأسس المستقاة من القيم الأصيلة للحضارتين العربية والإسلامية والمستلهمة من فكر ورؤية دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة في جعل سعادة الناس غاية ووسيلة عن طريق زرع الأمل ونشر الخير والسلام، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الأديان والأعراق والطوائف.
واحترام الآخر، وتشجيع الحوار الثقافي والحضاري بين المجتمعات، ونشر الفكر الإيجابي، ونبذ الكراهية والعنصرية، على الرغم من تأثير المتغيرات العالمية في السنوات الأخيرة، وما حملتها من تحديات أسهمت في تبديل العديد من مفاهيم وقناعات الشعوب.
تحولات إعلامية مؤثرة
وتعقد الدورة السابعة عشرة للمنتدى تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وستحظى بمشاركة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية مملكة البحرين، أحد المتحدثين الرئيسيين لهذه الدورة من خلال جلسة حوارية مخصصة له، ضمن الافتتاح الرسمي في اليوم الأول للحدث الأبرز على خريطة الإعلام العربي والذي ستنطلق أعماله في مدينة جميرا بدبي يوم الثلاثاء الموافق الثالث من أبريل المقبل.
وتناقش الدورة السابعة عشرة لــ«منتدى الإعلام العربي» هذا العام التي تعقد تحت شعار «تحولات إعلامية مؤثرة»، مدى تأثير الإعلام في الأوضاع العربية الراهنة، ومدى مشاركته في توجيه دفة الأحداث في المنطقة، كما يستعرض المنتدى، بمشاركة أهم رموز وقيادات العمل الإعلامي وكبار الكُتّاب والمفكرين، التأثيرات التي جلبتها تلك الأوضاع على الإعلام العربي وما فرضته عليه من تحديات وما يمكن أن تقدمه له من فرص.
ويهدف المنتدى الذي يعقد يومي 3 و 4 أبريل 2018 في مدينة جميرا، من خلال حوار موضوعي إلى التوصل لتحليل واضح لعلاقة الإعلام بالمتغيرات المحيطة تأثيراً وتأثراً من أجل إيجاد أطر عمل واضحة لمستقبل تطوير العمل الإعلامي بأسلوب يكفل ترجيح كفة التأثير الإيجابي للإعلام، ويعينه على التغلب على المعوقات التي قد تواجهه.
ويمكّنه من الاضطلاع بمسؤوليته تجاه تقديم رسالة بنّاءة تراعي القيم الراسخة للمهنة، وتعزّز قدرة المجتمعات العربية على تجاوز ما تواجهه من تحديات؛ تأكيداً لدور الإعلام كونه شريكاً في تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء المأمولين لشعوب المنطقة.
حراك الإعلام العربي وتطوير المحتوى للارتقاء بالأداء
عقدت الدورة التاسعة للمنتدى في 2010 تحت شعار «حراك الإعلام العربي: تطوير المحتوى لتعزيز الأداء»، وناقشت أبرز التطورات والظواهر الجديدة في المشهد الإعلامي العربي.
وناقشت ورش العمل تطور صحافة المواطنة وميادين حضورها وتأثيراتها المختلفة، وأفردت مساحة خاصة للتطورات في المشهد الإعلامي الكويتي، مع نظرة تقويمية لحال إعلام الكوارث في الوطن العربي وقدرته على مواكبة جهود الحد من المخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية.
وخصص المنتدى جلسات حوارية مع شخصيات بارزة لمناقشة دور الإعلام في جهود تطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية. كما ناقش المنتدى ضمن الحوارات المنفردة فرص وتحديات الصحافة في العصر الرقمي مع مايكل جولدن، رئيس مؤسسة نيويورك تايمز العالمية، إلى جانب مناقشة المشهد الإعلامي في دول آسيا الصاعدة، وأداء وسائل الإعلام العربية التي تخاطب الرأي العام الغربي بلغته.
وأفرد المنتدى جلسة خاصة حول تواصل إعلام المغرب العربي مع مشرقه والعوائق والإشكاليات التي تحد من ذلك، كما خصص جلسة لمناقشة الأفكار والاقتراحات والمشاريع الخاصة بتنظيم الفضاء العربي والمواقف منها وردود الفعل التي أثارتها بين مؤيد ومعارض.
كما تحدث في المنتدى مجموعة من الخبراء حول الأشكال والأنماط الجديدة المتوقعة لمختلف وسائل الإعلام خلال السنوات المقبلة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع؛ وخصص جلسة لواقع ومستقبل المحتوى المحلي باللغة العربية والذي يشكل تحدياً بالغ الأهمية أمام خبراء الإعلام والمستهلكين على حد سواء.
وطرق المنتدى في هذه الدورة أبواباً أكثر تخصصاً من خلال جلسة حول تطورات الإعلام الرياضي، وتأثيرات الرياضة المعولمة واقتصاداتها على الإعلام الرياضي بشكل عام والقنوات الفضائية بشكل خاص؛ كما ناقش البرامج الحوارية التلفزيونية وقدرة المتحدثين على خوض حوارات بناءة وتحليهم بتقاليد الحوار والإنصات.
حال الإعلام العربي
وتحت شعار«حال الإعلام العربي» انعقدت الدورة الخامسة في 2006، ونجحت هذه الدورة الخامسة في استقطاب نخبة من أبرز الشخصيات الإقليمية، من 29 دولة، ومشاركة قيادات إعلامية وأكاديمية عربية بارزة، قدموا بدورهم نظرة شمولية عكست حال الإعلام العربي، وحددت النقاشات أولويات الارتقاء بالعمل الإعلامي العربي عبر تسليط الضوء على مختلف الصعوبات التي تعيق مسيرته وتحديد أهم الخطوات المطلوبة لتحقيق تلك الأهداف.
وركزت هذه الدورة على قضايا الإعلام العربي وتطوراته من خلال 13 ورشة عمل متخصصة وجلستين عامتين، مع إلقاء الضوء على أبرز التطورات الإعلامية في عدد من الدول العربية.
ومصداقية الإعلام العربي، والإعلام العربي بين تياري الحداثة والمحافظة، وقضية التدريب الإعلامي في الوطن العربي، وحال الإعلاميين العرب، كما استعرضت هذه الدورة نماذج عن الظواهر الجديدة في الإعلام العربي وبعض التجارب الناجحة للمرأة العربية في الإعلام، إلى جانب العلاقة بين الإعلام الخاص والإعلام الحكومي.
«جائزة الصحافة العربية» تشجع الصحافيين على الإبداع لخدمة قضايا المجتمع
بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أنشئت جائزة الصحافة العربية في نوفمبر 1999، بهدف المساهمة في تطور الصحافة العربية، والمساهمة في تعزيز مسيرتها وتشجيع الصحافيين العرب على الإبداع من خلال تكريم المتفوقين والمتميزين منهم.
وتبلورت فكرة جائزة الصحافة العربية لتعزيز الدور البناء الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع، وعرفاناً بإسهامات الصحافيين في إيصال الصوت العربي إلى العالم. وقد جاءت الجائزة لتكريم هؤلاء الصحافيين وتعريف المواطن العربي بأعمالهم وإبداعاتهم المهنية.
وتعد جائزة الصحافة العربية فكرة طالما راودت المهتمين بتطوير الإعلام العربي وتقدير الإنجازات التي تحققت بفضل جهود الصحافيين العرب وعطائهم المتواصل. وعهد سموه إلى نادي دبي للصحافة مهمة تأسيس الجائزة ووضع نظم العمل الكفيلة بضمان نزاهتها وموضوعيتها وشموليتها العربية، وقد وضع نادي دبي للصحافة مشروع نظام الجائزة الأساسي، الذي أسند إلى مجلس مستقل مسؤولية إدارة الجائزة.
وتعتبر أول إنجازات النادي إطلاق جائزة الصحافة العربية، وتم خلالها تكريم الصحافيين المتميزين، الذين نالوا شرف التكريم بالجائزة من مختلف ميادين العمل الإعلامي. وتحت شعار «تكريم التميز وتحفيز الإبداع» بلور نادي دبي للصحافة فكرة جائزة الصحافة العربية إحدى «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، من أجل تعزيز الدور البناء الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع.
وأسهمت بكل اقتدار في إيصال الصوت العربي إلى العالم عبر إسهامات الصحافيين وتشجيعهم على الإبداع، ونجح النادي بطموحه الريادي في تحقيق فكرة طالما راودت المهتمين بتطور الإعلام العربي وإيجاد منصة تقدير لإنجازات وجهود الصحافيين العرب وعطائهم المتواصل. وتعمل الجائزة وفق نظام عمل نزيهه وموضوعي هو الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي والعالم.
وحرص نادي دبي للصحافة على إشراك اتحاد الصحافيين العرب في مجلس الجائزة، تأكيداً لشمولية الجائزة للساحة العربية منذ انطلاقتها، وشخصيات إعلامية عربية تتمتع بالخبرة والكفاءة والسمعة الطيبة، بحيث يتولى رئاسة مجلس إدارة الجائزة إحدى أبرز الشخصيات الإعلامية والمؤثرة في صنع القرار، على أن يضم مجلس الإدارة نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمثقفين وذوي الاختصاص العرب، في حين تتولى الإدارة التنفيذية للجائزة أمانة عامة مقرها نادي دبي للصحافة.
وشهدت جائزة الصحافة العربية في دوراتها العديد من وقفات المراجعة والتطوير والتقييم، تماشياً مع تطور مهنة الصحافة لكي تبقى مواكبة لها، وكان نادي دبي للصحافة يعي منذ اللحظات الأولى أنه يعمل في حقل سريع التغير، لذلك حرص طوال الأعوام الماضية على المراجعة والتطوير والتقييم تماشياً مع تطور مهنة الصحافة، ومن أجل أن تبقى مواكبة لها.
الدورة 3 بحثت الدور متنامي الأهمية للإعلام خلال الحروب
انعقدت الدورة الثالثة للمنتدى في 2003 تحت عنوان «الإعلام والحرب»، وناقشت العديد من القضايا الحيوية، وبحثت الدور المتنامي الأهمية للإعلام خلال الحروب، وتم عقد جلسات وورش العمل المتخصصة دور الإعلام خلال الأزمات والحروب في ظل تداعيات الحرب على العراق في حينها وتأثيرها على العلاقة بين الغرب والعالم العرب، والظروف التي عاشتها منطقة الشرق الأوسط.
وعقدت ندوة خاصة حول «دور الإعلام في الحروب الحديثة»، وبحثت في مسؤولية الصحافي في نقل الحقيقة بموضوعية وحياد، دون الاعتماد على أساليب دعائية تستند إلى معلومات مضللة أو أحادية الجانب. كما شهد المنتدى ندوة بعنوان «الإعلام كسلاح دمار شامل»، وناقش المتحدثون إمكانية استخدام الإعلام كسلاح دمار شامل، من خلال تنفيذ حملات استراتيجية تؤثر على الرأي العام.
وشهدت الدورة مجموعة من ورش العمل ناقش فيها نحو 20 إعلامياً موضوعات متخصصة تشمل «الإعلاميات العربيات – الواقع والتحديات»، و«استهداف الصحافيين في البيئات المعادية»، و«تأثير وسائل الإعلام في العالم العربي»، و«عمل الصحافيين تحت الاحتلال»، وتم تخصيص هذه الدورة بالكامل لـ«العراق كدراسة حالة».
الدورة 6 استكشفت سبل تحديد إمكانيات صناعة الإعلام العربي
جاءت الدورة السادسة التي عقدت في 2007 تحت شعار «تطوير المؤسسات.. تطوير الكفاءات الإعلامية»، وركزت على استكشاف سبل تحديد وتعزيز الإمكانيات التي يتمتع بها قطاع صناعة الإعلام في العالم العربي لتنمية الموارد البشرية وتطوير المؤسسات الإعلامية في مختلف الدول العربية من خلال البحث والتدقيق في العديد من وجهات النظر والآراء التي تنتمي للإعلام الغربي الموجه للمواطن العربي.
والإعلام العربي الذي بدأ يتخذ توجهات عالمية، كما تطرق إلى للعديد من القضايا المهمة المتعلقة بالإعلام في مختلف الدول العربية، ومدى التطور الذي أحرزته الصحافة العربية على الصعيد الإقليمي والدولي.
وتم في هذه الدورة عرض دراسات وأبحاث تطبيقية، تحدد مكامن القوة والضعف في مسيرة الإعلام العربي، لوضع استراتيجية متكاملة لتطوير الكفاءات والمؤسسات الإعلامية العربية.
حيث سبق هذه الدورة إعداد أبحاث معمقة وبعض الحالات الدراسية التي ركزت على مجموعة من المؤسسات الإعلامية في عدد من الدول العربية الرائدة في مجال الإعلام، ورصدت الحالة الإعلامية الراهنة والتوجهات المستقبلية للقطاع الإعلامي. كما ناقشت الدورة السادسة أيضاً نتائج الإصدار الأول من تقرير «نظرة على الإعلام العربي» .
الدورة 10 للمنتدى ناقشت الإعلام العربي وعواصف التغيير
سلطت الدورة العاشرة التي عقدت تحت شعار«الإعلام العربي وعواصف التغيير»، الضوء على الجانب الإعلامي المرافق للتحولات السياسية والاجتماعية التاريخية التي شهدها الوطن العربي في تلك الآونة لتقدم صورة دقيقة وشاملة تعكس الواقع الإعلامي العربي وأبرز تحركاته وتغييراته، مع السعي لاستشراف مستقبل الصناعة.
وناقشت ورشات العمل الافتتاحية مجموعة من القضايا المتخصصة حول التحول في المحتوى الإعلامي، وشكل المنافسة بين وسائل الإعلام المختلفة وبخاصة الفضائيات، مع ورشة أخرى حول المشهد الإعلام الأردني، وأخرى حول ظاهرة العيادات الطبية الهوائية .
والتي طرحت تساؤلات حول فلسفة وجوهر الخدمات الطبية على الهواء، ومكانها في المسؤولية الملقاة على كاهل وسائل الإعلام في توعية المشاهدين.
فيما تفردت جلسات المنتدى لمناقشة قضايا رئيسية شاملة مثل صورة العربي في الإعلام الدولي بعد التطورات السياسية والاجتماعية الأخيرة في الوطن العربي.
حيث ألقت الضوء على واقع التبدل في هذه الصورة من خلال نقاش موسع شارك فيه إعلاميون وخبراء ومراقبون للقضايا العربية في الإعلام الدولي؛ وجلسة أخرى بعنوان «نافدة جديدة تهب منها عواصف التغيير!» .
الدورة 8 استعرضت التحولات في المشهد الإعلامي العربي والأزمة المالية العالمية
ركزت الدورة الثامنة التي عقدت في 2009 تحت شعار «الإعلام العربي.. ثقل المتغيرات وأعباء الأزمات» على تناول آخر التطورات على الساحة الإعلامية العربية والعالمية، بشكل أكثر تفصيلاً وضمن منهج علمي عبر توفير مساحة لتبادل الأفكار واتخاذ القرارات لاستشراف مستقبل الإعلام في المنطقة العربية.
وذلك في ظل تطورات متسارعة تركزت بشكل أساسي في انعكاسات الأزمة المالية العالمية وآثارها على الوطن العربي.
وناقش المشاركون ومن خلال سلسلة مكثفة من ورش العمل وجلسات النقاش المفتوحة التحولات الأساسية في المشهد الإعلامي العربي، بما في ذلك الأزمة المالية العالمية، وأسلوب تعاطي الإعلام الاقتصادي معها، وتأثيراتها على صناعة الإعلام العربي، إضافة إلى رصد توجهات وظواهر الإعلام الجديد الذي يعتبر بمثابة الباب المفتوح لتدفق المعلومات مع تطور المنابر التكنولوجية في العالم العربي.
ومستقبل الصحف المطبوعة في ظل هذا التطور؛ مع تسليط الضوء على مضمون التغطية الإعلامية والسياسات التحريرية خلال الحروب (غزة نموذجاً)، وتحليل محتوى الفضاء العربي في ظل التزايد اللافت في أعداد القنوات التلفزيونية.