بدأت القافلة الوردية – إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان المعنية بنشر وتعزيز الوعي بسرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عنه – في العام 2011 وتحديدا من إمارة الشارقة لتؤكد من خلال مسيرتها الحافلة بالإنجازات والعطاءات أن التغلب على هذا المرض والحد من خطورته وتضييق دوائر انتشاره لا يتحقق بالعزيمة والإصرار فحسب وإنما بالعمل الدؤوب النابع من قلوب مفعمة ونابضة بالحياة والأمل.
وانطلقت القافلة الوردية بدعم وتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان راعية المنتدى العالمي لتحالف الأمراض غير المعدية التي أولتها اهتماما خاصا ووفرت للجنتها المنظمة كافة التسهيلات التي أسهمت بشكل كبير في الوصول إلى الانجازات التي تحققت خلال السنوات السبع الماضية.
والناظر لمسيرة القافلة الوردية يجد أنها تأتي على رأس قائمة المبادرات المجتمعية الرامية إلى مكافحة سرطان الثدي محليا وإقليميا إذ نجحت المبادرة في تقديم هوية خاصة بها ميزتها عما سواها من المبادرات كانعكاس حقيقي للجهود المتواصلة التي بذلتها طوال السنوات السبع الماضية حيث حققت في الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2018 العديد من الإنجازات التي عززت بها رسالتها الإنسانية النبيلة.
وحول الدوافع والأسس التي انطلقت منها القافلة الوردية قالت ريم بن كرم رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية ان القافلة الوردية جاءت لتؤكد على الاهتمام الكبير الذي توليه إمارة الشارقة للمرأة وحرصها المستمر على سلامتها وفي أن تنعم بحياة موفورة بالصحة والعافية فسرطان الثدي يعد من أكثر أنواع السرطان انتشارا وسط النساء في جميع أنحاء العالم إذ يمثل 16 بالمائة من جميع السرطانات التي تصيب هذه الفئة وتؤكد الإحصاءات العالمية أن هناك حوالي 1.1 مليون امرأة يتم تشخيصهن سنويا بسرطان الثدي .
وأضافت ان المتابع لمسيرة القافلة الوردية خلال السنوات السبع الماضية يلحظ كيف أنها نجحت في استنهاض طاقات المجتمع لا سيما الناشئة والشباب ومن مختلف الجنسيات وحشد كل الجهود لمحاربة سرطان الثدي ما جعلها تمثل إحدى أبرز وأهم الفعاليات والمبادرات التطوعية التي يتسابق إليها كل أفراد المجتمع رجالا ونساء شيبا وشبابا لينالوا شرف الإنتماء إلى منظومتها وفرقها التطوعية ليرسموا بريشة واحدة لوحة إنسانية بديعة عنوانها الأمل والتفاؤل.
وأوضحت ان حرص القافلة الوردية على تواصلها الدائم مع كل فئات المجتمع يعد من أبرز العوامل التي أسهمت في تنامي التفاعل المجتمعي مع ما تطرحه من برامج وفعاليات وتوسيع رقعة انتشارها فتجربة القافلة الوردية والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها باتت معلومة لدى الكثيرين على الصعيدين المحلي والدولي بل ذهبت المبادرة إلى أبعد من ذلك حيث غدت اليوم مثالا يحتذى به في حشد الجهود الرسمية والمجتمعية لمجابهة سرطان الثدي.
وتنطلق القافلة الوردية في كل عام من إمارة الشارقة عبر عدد من المسارات وتأتي مسيرة الفرسان على رأس هذه المسارات والتي يقطع خلالها حوالي 150 فارسا وفارسة مئات الكيلومترات عبر إمارات الدولة السبع قبل أن يحطوا رحالهم في العاصمة أبوظبي ويحرص الفرسان خلال تجولهم التوعوي على تشجيع كل فئات المجتمع للتفاعل مع المسيرة.
وترافق مسيرة الفرسان العيادات الطبية التي توفر الفحوصات الطبية للكشف عن سرطان الثدي مجانا للجميع رجالا ونساء ومن مختلف الجنسيات كما تأتي الفعاليات المصاحبة التي تهدف إلى إلقاء مزيد من الضوء على المرض وعوامل الخطورة وسبل الوقاية منه وطرق العلاج.
ويعد الكشف المبكر حجر الزاوية في مكافحة سرطان الثدي إذ تؤكد الدراسات والتجارب العلمية أن 98 بالمائة من الحالات التي يتم فيها اكتشاف المرض في مراحله الأولى يتم علاجها وشفاؤها تماما وتبلغ تكلفة الفحص الواحد الذي تقدمه القافلة الوردية مجانا لجميع أفراد المجتمع رجالا ونساء مواطنين ومقيمين ما بين 500 إلى 1000 درهم ويعتبر تصحيح المفاهيم المغلوطة المتعلقة بسرطان الثدي وتشجيع آلاف النساء والرجال على إجراء الفحوصات الدورية وإزالة حاجزي الخوف والخجل من نفوس الكثيرين من أهم الإنجازات التي حققتها القافلة الوردية خلال السنوات الماضية.
وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ودعم لا محدود من قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي انطلقت مسيرة فرسان القافلة الوردية للمرة الأولى في العام 2011 لتجوب ربوع الإمارات في 11 يوما بمشاركة 50 متطوعا موفرة الفحوص الطبية المجانية للكشف عن سرطان الثدي في عيادتها المتنقلة في هذه الأيام وفي المستشفيات والعيادات الثابتة المتعاونة مع القافلة طوال عام كامل وفي ذلك الحين كان من الضروري استمرار الفحوص لعام كامل حتى يتم نشر الوعي بين أكبر قدر ممكن من سكان الدولة مواطنين ومقيمين لاسيما وأن الحديث عن سرطان الثدي حينها كان يسبب حرجا اجتماعيا للكثيرين ونجحت القافلة الوردية في ذلك العام في فحص أكثر من 10 آلاف حالة.
وفي النسخة الثانية من مسيرة فرسان القافلة الوردية التي انطلقت في العام 2012 استطاعت القافلة الوردية أن تصل إلى 6751 شخص ووفرت لهم خدمات الفحص المجاني وبلغ عدد النساء فيهم 6275 امرأة والرجال 479 تمت احالة 2152 شخص منهم للماموجرام استجاب منهم 607 شخص لذلك بينما تم تحويل 325 شخص منهم للأشعة الصوتية استجاب منهم 86 شخص وثبتت إصابة خمس نساء واستقبلت اللجنة العليا المنظمة للمسيرة في المسيرة الثانية طلبات خاصة من قبل عدد من المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص لإجراء الفحوصات لموظفيها.
وفي العام 2013 انتقلت القافلة الوردية لفصل جديد من حكايتها إذ اكتشفت خلاله حالة الأولى للإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال في عمر القافلة وهو ما عزز من رسائلها التوعوية الموجهة إلى الرجال أيضا بأنهم ليسوا بمنأى عن الإصابة بالمرض ونجحت القافلة في هذا العام أن تجري الفحوصات المجانية لـ 6102 شخص بلغ عدد النساء فيهم 4980 امرأة بينما بلغ عدد الرجال 1122 رجل تمت احالة 1197 للماموجرام واستجاب منهم 500 شخص بينما تم تحويل 325 شخص للأشعة الصوتية واستجاب منهم 80 شخص وكانت نتيجة هذه الفحوصات إصابة ثلاث نساء ورجل واحد.
وفي العام 2014 كان عاما فيصليا في مسيرة القافلة فمنذ إطلاقها عام 2011 كان من المقرر أن تستمر القافلة لثلاثة أعوام فقط لكن بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي وقرينته سمو الشيخة جواهر القاسمي تقرر الاستمرار في القافلة وتحويلها إلى مسيرة سنوية تجوب إمارات الدولة السبع نظرا للإنجازات الصحية الكبيرة التي حققتها ونجحت خلال هذا العام في تقديم الفحوصات المجانية لـ 6072 شخص منهم 5084 امرأة و988 رجل تم احالة 1546 شخص للماموجرام استجاب منهم 377 شخص بينما تم تحويل 286 شخص للأشعة الصوتية وأثبتت النتائج إصابة خمس نساء.
أما في مسيرة العام 2015 استطاعت القافلة الوردية أن توفر الفحوصات المجانية لـ 7383 شخص منهم 6041 امرأة و1342 رجل تم تحويل 1722 شخص منهم إلى الماموجرام استجاب منهم 289 شخص بينما تم تحويل 176 للأشعة الصوتية وأثبتت نتائج الفحوصات إصابة ست نساء وشهدت القافلة في العام 2015 إطلاق مبادرة نوعية لجمع التبرعات وهي مبادرة “أغلى برغر في العالم” والذي بيع بمبلغ 25 ألف درهم تم تحويل ريعها بالكامل لدعم جهود القافلة كما تبرعت مؤسسة الشارقة للإعلام في العام نفسه بمبلغ 13.6 مليون درهم لشراء عيادة فحوص الماموغرام.
وفيما يتعلق بمسيرة العام 2016 استطاعت القافلة الوردية توفير خدمات الفحص عن سرطان الثدي مجانا لـ 5024 شخص منهم 653 رجلا و4371 امرأة منهم 1119 مواطنا و3905 مقيمين وتم عمل فحص “الماموغرام” لـ 300 شخص وإحالة 1653 شخصا لفحوص “الماموغرام” و435 لفحوص الأشعة فوق الصوتية للتأكد من سلامتهم.
وحققت القافلة الوردية في مسيرة فرسانها السادسة 2016 واحدة من أهم إنجازاتها حيث دشنت وبالتعاون مع كل من مستشفى الجامعة بالشارقة ومركز “غوستاف روسي” الرائد في علاج الأورام بأوروبا مركز الشارقة لأمراض الثدي الذي يقدم خطة شاملة لتشخيص وتفعيل علاج السرطان خلال زيارة واحدة وذلك بهدف المساعدة في الكشف المبكر عن السرطان والبدء في علاجه وقت مبكر في مراحله الأولى ويعتبر هذا المركز ثمرة مذكرة تفاهم وقعتها القافلة الوردية في يونيو 2012 مع مستشفى الجامعة في الشارقة بهدف تأسيس أول مركز عالمي شامل لتشخيص ومعالجة سرطان الثدي بالشارقة.
وفي مسيرة العام الماضي 2017 شهدت القافلة الوردية وللمرة الأولى في تاريخها تدشين سبعة عيادات ثابتة في الإمارات السبع ونجحت في توفير الفحوصات المجانية للكشف عن سرطان الثدي لـ 7483 شخصا مقارنة بـ 5024 شخصا في العام 2016 بالإضافة إلى تنظيم 10 فعاليات متنوعة ونشاطات رياضية أتاحت للمبادرة الوصول بشكل أكبر وأوسع إلى الجمهور في الإمارات السبع كما شهدت المسيرة السابعة تنظيم مسيرة خاصة بالفرسان الصغار منحت محبي الخيول والفروسية من الأطفال فرصة المشاركة في المسيرة بخيولهم الخاصة.
ونجحت القافلة الوردية خلال السنوات السبع الماضية في قطع أكثر من 1640 كيلومترا شملت إمارات الدولة السبع أما على الصعيد الطبي فقد نجحت حتى الآن في توفير الفحوصات الطبية لأكثر من 48,874 شخصا بينهم 32,093 مقيما و16,781 مواطنا في دولة الإمارات وشملت هذه الفحوصات 9643 رجلا وذلك من خلال 578 عيادة ثابتة ومتنقلة وبتكلفة إجمالية بلغت 24 مليون درهم وكشفت هذه الفحوصات عن إصابة 47 حالة منذ العام 2011 حتى نهاية مارس 2017.
واستمرارا للإنجازات التي تحققت خلال السنوات السبع الماضية كشفت اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية مؤخرا عن اكتمال مشروع عيادة “القافلة الوردية” المتنقلة الخاصة بها والتي تم تجهيزها بتكلفة بلغت 15 مليون درهم بدعم من مؤسسة الشارقة للإعلام والتي تعتبر أحد الأهداف الاستراتيجية للمبادرة منذ انطلاقها في العام 2010 وستدخل العيادة الخدمة للمرة الأولى ضمن مسيرة فرسان القافلة الوردية الثامنة يوم 28 فبراير الجاري.
ويعد هذا الإنجاز نقلة نوعية في مسيرة عمل القافلة الوردية حيث أنها بتواجد العيادة المتنقلة الدائمة سيتمكن فريق القافلة الوردية من توفير الفحوصات المجانية للمجتمع الإماراتي للكشف عن سرطان الثدي ولاحقا سرطان عنق الرحم على مدار العام بدلا من توفيرها خلال فترة مسيرة الفرسان فقط.
وستقدم العيادة الطبية حزمة متكاملة من الخدمات الطبية النوعية للسيدات من بينها الفحص السريري للكشف عن سرطان الثدي وفحص سرطان عنق الرحم المعروف بـ”مسحة باب” ويعتبر هذا الفحص أول خدمة تضاف عالميا إلى وحدة طبية متنقلة كما توفر فحص الماموجرام الإشعاعي الثلاثي الأبعاد الذي يعتبر أحدث تقنية متقدمة تستخدم عالميا للكشف عن سرطان الثدي إلى جانب توفير مجموعة من الفحوصات الطبية الأخرى ومن بينها فحص السكر وضغط الدم وهشاشة العظام وقياس الطول والوزن.
وتنطلق مسيرة فرسان القافلة الوردية الثامنة خلال الفترة من 28 فبراير الجاري حتى 6 مارس المقبل وتأتي مسيرة هذا العام بالتزامن مع 2018 عام زايد الخير ويتوقع أن تشهد إقبالا كبيرا من قبل فئات المجتمع كافة كونها تشكل استمرارا لمآثر مؤسس دولة الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي جعل الإنسان محور عملية التنمية.
وتشهد مسيرة فرسان القافلة الوردية في دورتها الثامنة تنظيم مجموعة من الفعاليات الترفيهية والتوعوية وإلى جانب حفلي الافتتاح بالشارقة والختام في العاصمة أبوظبي ستقام كل من فعالية اللقمة الوردية وخطوات وردية ومسيرة القوارب الوردية بجانب تنظيم “يوم المرح للأطفال” في ثالث أيام المسيرة في بحيرة القدرة بدبي.