أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن حضور الإمارات الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي يعقد في الكويت، التزام متجدد ضد التطرّف والإرهاب، ويمثل حجر أساس في السياسة الإماراتية وإدراكاً مبكّراً لخطر الجماعات الإرهابية، في وقت دعا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى مساعدة العراق في إعادة الإعمار وإلا جازفت بفقد المكاسب التي تحققت ضد تنظيم داعش، منتقداً الحرب التركية في عفرين لأنها «حرفت مسار الحرب على داعش»، ولفت إلى أن التحالف يسيطر على 30% من مساحة سوريا.
وشهدت الكويت أمس الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش على هامش مؤتمر إعادة إعمار العراق بمشاركة 74 ممثلاً للدول والمنظمات الدولية المساند، حيث مثل الدولة في الاجتماع معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وشكر الدكتور أنور قرقاش في كلمته دولة الكويت لاستضافتها هذا الاجتماع المهم، مؤكّداً التزام دولة الإمارات المبدئي بالتحالف ضد “داعش”، مؤكداً أن هذا الالتزام يعبّر عن قناعة الإمارات بضرورة التصدي لخطر التطرف والإرهاب، مشيراً إلى طبيعة التحدي في المرحلة القادمة وضرورة التصدي للفكر المتطرف والإرهابي وأن دولة الإمارات شريك صلب وملتزم في التصدي لخطاب الكراهية والإرهاب، مستعرضاً معاليه جهود الإمارات في هذا الصدد. وعبّر معاليه عن دعم الإمارات لجهود الحكومة العراقية في هذا الملف وضرورة مكافحة محاولات استنساخ داعش في مناطق أُخرى يسعى التنظيم إلى استغلال ظروفها.
وكتب معاليه في تغريدات عبر “تويتر”: في الكويت الشقيقة حيث نبدأ الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، الدبلوماسية الكويتية أحد الجسور العربية الخيّرة والمهمة، ودورها في هذا الملف له كل الشكر والتقدير. وأضاف معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية: «حضورنا لاجتماع الكويت الوزاري للتحالف ضد داعش التزام متجدد ضد التطرّف والإرهاب، توجه يمثل حجر أساس في الخط الإماراتي وإدراك مبكّر لخطر هذه الأيديولوجيات والجماعات الإرهابية».
في الأثناء، أكد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في كلمة له بالاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش في الكويت، أن التحالف الدولي نجح في دحر تنظيم داعش بـ98 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، مؤكداً أن «نهاية عملياتنا العسكرية ضد مسلحي داعش لا تعني نهاية التنظيم الحتمية. ما لم تستمر مكافحة داعش فإن التنظيم سينتشر في المناطق المحررة».
وقال إن المتشددين، الذين خسروا كل الأراضي التي سيطروا عليها في العراق والذين هم على وشك الهزيمة في سوريا، يحاولون كسب أراضٍ في دول أخرى ينشطون بها، مضيفاً «يجب ألا نسمح للتاريخ بأن يعيد نفسه في أماكن أخرى». وتابع: «في العراق وسوريا يحاول تنظيم داعش التحول إلى تمرد، وفي أماكن أخرى مثل أفغانستان والفلبين وليبيا وغرب أفريقيا وغيرها يحاول الاختباء وتشكيل ملاذات آمنة».
وطالب تيلرسون الدول الأعضاء في التحالف الدولي أن تستمر في محاربة جهود داعش في التجنيد والتمويل، مؤكداً أن تقديم التمويل اللازم من شأنه المساهمة في تحقيق الاستقرار في العراق حيث إن عودة النازحين إلى المناطق المحررة في العراق ستكون ضماناً لعدم عودة تنظيم داعش لاحتلال هذه المناطق.
وأضاف: «إذا لم تستطع المجتمعات في العراق وسوريا العودة لمظاهر الحياة الطبيعية فنحن نخاطر بعودة الأجواء التي سمحت لداعش باجتياح مساحات واسعة والسيطرة عليها».
وشدد على ضرورة محاربة التنظيم إلكترونياً لقطع الطريق أمامه لاستقطاب الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الشأن السوري، تعهد وزير الخارجية الأميركي بتقديم مساعدة إضافية بـ200 مليون دولار لدعم جهود التحالف الدولي ضد داعش، وذلك بعد تقديم مساعدة سابقاً بـ216 مليون دولار. وحذر تيلرسون من أن العملية التركية «غصن الزيتون» في عفرين السورية «حرفت مسار معركتنا ضد تنظيم داعش في شرق سوريا بعدما انتقلت قوات من هناك باتجاه عفرين». وتابع الوزير الذي يزور تركيا هذا الأسبوع «نعتقد أنه من المهم أن تعي (أنقرة) آثار (العملية العسكرية) على مهمتنا وهي الانتصار على داعش».
وشدد على أن الولايات المتحدة تتعاون مع شركائها من أجل إجبار رئيس النظام السوري بشار الأسد على التفاوض في محادثات جنيف المقبلة، كما أشار إلى أن التحالف وحلفاءه يسيطرون على 30 في المئة من الأراضي في سوريا.
من جهته دعا وزير الخارجية الكويتي إلى ضرورة خلق آفاق جديدة وتنسيق مشترك للتحالف الدولي ضد بتنظيم (داعش) لوضع استراتيجية لمحاربة التنظيم الإرهابي.
وقال خلال المؤتمر الصحافي: «على الرغم من التطورات الإيجابية والنتائج الملحوظة على أرض الواقع إلا أن المجتمع الدولي مازال يواجه تهديدا مباشرا من الجماعات الإرهابية المسلحة والتي أصبح من الأهمية بمكان أن يبدأ تحالفنا في خلق آفاق جديدة في إطار استمرار الجهود الدولية والتنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب ومتابعة وتطوير الاستراتيجية التي رسمها التحالف لمحاربة تنظيم داعش».
وتضمن الاجتماع جلستين الأولى لمناقشة آخر تطورات تنظيم داعش في سوريا والعراق، فيما ناقشت الجلسة الثانية مكافحة الإرهاب في مناطق العالم عامة ومتابعة جهود التحالف في محاربة عصابة «داعش» الإرهابية بشكل خاص.
عقد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عدداً من اللقاءات في الكويت على هامش المؤتمر الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش. والتقى معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت.
وتناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ومناقشة أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما التقى معاليه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وتناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ومناقشة أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كذلك عقد معاليه اجتماعاً مع نائب وزير أول للشؤون الخارجية في جمهورية كوريا الجنوبية، ليم سانغ نام. وتناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ومناقشة أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.