واصلت مصر حربها الضروس ضد معاقل الإرهابيين في سيناء، إذ قتل 10 متطرفين وأوقف 400 آخرون، فيما كشف مرصد الفتاوى التكفيرية عن أدلة دامغة تثبت أن تنظيم داعش وجماعة الإخوان وجهان لعملة واحدة.
وأعلن الجيش المصري في بيان، أمس، عن مقتل عشرة متطرّفين وتوقيف 400 آخرين في شمال ووسط سيناء، في إطار العملية العسكرية «سيناء 2018» التي أطلقها للقضاء على الإرهاب.
وقال الناطق باسم الجيش تامر الرفاعي في البيان: «أسفرت العمليات عن القضاء على خلية إرهابية شديدة الخطورة مكونة من 10 متطرّفين، أثناء الاختباء بأحد المنازل بنطاق العريش»، مشيراً إلى أنه تم القبض على عدد 400 فرد من العناصر الإجرامية والمشتبه بهم منهم جنسيات أجنبية واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وأوضح البيان أنه تم ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة كانت بحوزة المتطرّفين، لافتاً إلى أن القوات الجوية قامت أيضاً باستهداف وتدمير سبع سيارات خلال محاولة العناصر الإرهابية استخدامها للهروب من القوات المكلفة بعمليات التمشيط والمداهمة وتطويق قطاع العمليات.
وأبان أن القوات دمرت 143 وكراً ومخزناً عثر بداخلها على عدد من العبوات الناسفة، وكميات من قطع الغيار والمواد المخدرة، فضلاً عن اكتشاف وتفجير 79 عبوة ناسفة تم زرعها بمناطق العمليات، مشيراً إلى اكتشاف وتدمير مخزن تحت الأرض عثر بداخله على عشرة ألغام مضادة للدبابات، وضبط وتدمير والتحفظ على ست سيارات و13 دراجة نارية من دون لوحات معدنية تستخدمها تلك العناصر.
وأشار البيان إلى اكتشاف وتدمير فتحتي نفق تحت سطح الأرض، و15 حفرة متصلة بخنادق في المنطقة الحدودية بشمال سيناء، فضلاً عن اكتشاف وتدمير تسع مزارع لنبات البانجو والخشخاش المخدر وضبط أكثر من سبعة أطنان من المواد المخدرة.
وقال البيان إن القوات البحرية نفذت أيضاً عدداً من الأنشطة التدريبية بمسرح عمليات البحر المتوسط، بإطلاق أربعة صواريخ أرض بحر وسطح بحر، وذلك في إطار التدريب على التعامل مع كافة التهديدات والعدائيات للمياه الإقليمية.
وأضاف أن القوات الجوية بالتعاون مع تشكيلات تعبوية وعناصر حرس الحدود، واصلت فرض السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية للبلاد في الاتجاهين الغربي والجنوبي، منوهاً إلى استمرار مجموعات قتالية مشتركة من القوات المسلحة والشرطة في تنظيم الكمائن والدوريات الأمنية على الطرق الرئيسية ومناطق الظهير الصحراوي بكافة مدن ومحافظات البلاد. وأكد استمرار العملية الشاملة «سيناء 2018» بمشاركة القوات المسلحة والشرطة في أعمال «التطهير» لأرض سيناء.
سياسياً، شدّد الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي على أنّ القضاء على الإرهاب يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي وعدم التمييز بين الجماعات الإرهابية، والعمل على تجفيف منابعه على كافة المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية والفكرية.
واستعرض السيسي خلال استقباله مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشيكن، أمس، جهود مصر في مكافحة الإرهاب بشكل شامل وعلى كافة المحاور والاتجاهات الاستراتيجية.
بدوره، نقل المسؤول الروسي إلى السيسي تحيات الرئيس فلاديمير بوتين، مؤكداً تقدير بلاده الكبير لدور مصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أهمية التعاون الأمني بين البلدين في تلك المرحلة التي يمثل فيها الإرهاب تحدياً كبيراً للمنطقة والعالم.
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن فيديو «حماة الشريعة» لما يسمى تنظيم داعش الإرهابي، دليل دامغ على أن داعش والإخوان وجهان لعملة واحدة. وقال المرصد: «رغم التأكيد الدائم والمتواصل لجماعة الإخوان بالتزامهم السلمية وبُعدهم عن العنف والتكفير والغلو، فإن هذا الإصدار أثبت انضمامه بالفعل إلى تنظيم داعش ومبايعته لخليفتهم أبي بكر البغدادي وتكليفه بمهام تخريبية وإرهابية في سيناء والقاهرة».
كما أفادت وزارة الدفاع الوطني في الجزائر، بأن إرهابياً سلم نفسه، أمس، للسلطات العسكرية بالناحية العسكرية السادسة بولاية تمنراست على الحدود الجنوبية للبلاد. وأوضحت وزارة الدفاع في بيان لها، أن الأمر يتعلق بالمسمى «أ. زمة»، المكنى «أبو رقية» الذي يعد الإرهابي الرابع الذي يسلم نفسه لقوات الجيش بنفس المنطقة منذ بداية الشهر الجاري. كما أشار نفس المصدر، إلى ضبط مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وخزنة ذخيرة مملوءة.