|  آخر تحديث فبراير 7, 2018 , 15:39 م

الإمارات تُشرك شباب العرب في صناعة المستقبل


ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دورتها السادسة

الإمارات تُشرك شباب العرب في صناعة المستقبل



لطالما كان الإنسان أهم ثروات الأرض، فهو بانيها ومعمّرها، وهو الذي يحول الثروات الأخرى من شكلها المادي البدائي إلى أدوات تنفع الناس في تحسين جودة حياتهم.

ومنذ أن عُرف مفهوم الوطن بين البشر، ارتبط قيامه واستدامته بمستوى قدرات شعبه بشكل عام وقدرات شبابه بشكل خاص، كونهم محرك النمو وطاقة التقدم، وكونهم الأجرأ على المبادرة والأقدر على استشراف الأمل.

لقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «سنحتفل بتصدير آخر برميل نفط» في إشارة من سموه لحكمة القيادة الإماراتية بترتيب أولوية الثروات ليكون الشباب على رأس القائمة بما يمتلكون من خبرات ويتعلمون من تقنيات البناء والتطوير وابتكار كل ما هو جديد لوضع الدولة في المكانة التي تستحقها بين الأمم.

وقد حرصت دولة الإمارات على أن تشرك شباب العرب في صناعة المستقبل، فالشباب العربي يشكلون نحو 60% من حجم السكان، لكن هذه الطاقة الهائلة تحتاج إلى تحفيز لتؤدي وظيفتها التاريخية في ابتكار مراحل ازدهار جديدة لأوطانها. كما تحتاج هذه الطاقة إلى صقل مهاراتها ومواهبها لضمان التفوق في سوق عالمية شديدة التنافسية، خاصةً فيما يتعلق بإبداع التقنيات والتكنولوجيا التي يظهر الجديد منها مع كل إطلالة صباح.

ولما كان من الضروري أن تعمل حكومات المنطقة على تلبية طموحات شبابها في التعلم والمعرفة وتوظيف مهاراتهم لصالح العالم، وحمايتهم من الانجرار وراء التطرف والإرهاب للتعبير عن سخطهم بطريقة سلبية مدمرة، تقدمت القمة العالمية للحكومات لوضع قضيتهم في إطارها الصحيح، ألا وهو إطار الرعاية والاحتضان والتحفيز، وجمعهم تحت مظلة «منتدى الشباب العربي» لإيصال صوتهم وبث الروح في أحلامهم.

 

 

 

وفي هذا السياق، قالت معالي شما المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب: الإيمان بالشباب هو جزء من إرث زايد الذي ندأب جميعاً على إكمال مسيرته، وسعت دولة الإمارات بقوة إلى تمكين الشباب وتوظيف قدراتهم لصالحهم ولصالح الوطن. والآن تسعى إلى توسيع دائرة اهتمامها من خلال التعاون مع أشقائها العرب للارتقاء بدور الشباب.

ويأتي تنظيم «مُنتدى الشباب العربي» ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، ليشكل منصة حوار مشتركة بين الشباب من مختلف الدول العربية ليتواصلوا ويناقشوا التحديات والفرص ويتعاونوا في ابتكار الحلول الملائمة.

وأضافت معالي المزروعي: «نحن على ثقة من أن دولة الإمارات لن تكتفي بما لديها من مُنجزات، وتسعى بشتى الطرق إلى تمكين الشباب، ودعم غيرها من الدول العربية الشقيقة وحثها على تطوير مبادرات تتيح المجال واسعاً لمشاركة الشباب في بناء مستقبل أفضل».

 

 

تُعتبر قضية تمكين عقلية الشباب أبرز القضايا الملحة في عصرنا الحالي، فمن دون العقلية السليمة لن يتمكن الشباب من مُباشرة دوره في حل القضايا الأخرى، والعقلية الفردية كما الجماعية أيضاً تتأثر بما يجري في محيطها من أحداث تحتل المشهد العام مما ينذر بضرورة الانتباه لهذه القضية؛ نظراً لسوء المشهد وتأثيراته الخطرة على الشباب بشكل خاص.

بطبيعة الحال، يُفطر الإنسان بعقلية معينة تنطوي على عدد معين من المهارات التي تختلف باختلاف الأفراد، وعلى حب الخير – وبالتالي حب الوطن. وتتحمل الحكومات مسؤولية تمكين عقلية الشباب للحفاظ على هذه الفطرة السليمة وتطويرها والاستفادة منها.

إن تطوير مهارات الشباب العربي وتقوية صلته بالقيم يبدأ من تطوير عدد من المطالب الأساسية التي لا يجوز التخلي عنها: التعليم العالي، والتدريب، والوظيفة، والمُشاركة في مُختلف القضايا.

ويُعتبر التعليم العالي عاملاً أساسياً في تطوير المهارات وغرس القيم. ولكن على الرغم من أن العالم العربي يُمثل 5.8 % من سكان العالم، إلا أن عدد جامعاته التي تدخل ضمن تصنيف شنغهاي لأكبر المؤسسات التعليمية الخمسمئة في العالم لا تتعدى الـ0.08%.

ففي حين تشهد أكثرية الدول في المنطقة نمواً سريعاً في عدد الطلاب والجامعات، تبقى جودة التعليم وفحواه دون تطور، ويتبع عدد كبير منها مناهج تقليدية وممارسات تربوية متخلفة تتصف بالانغلاق الأكاديمي وتتقيد بالنُظم البيروقراطية، مما يجعل أغلب الجامعات غير ملائمة لتمكين عقليات الشباب وغرس قيم الانتماء الوطني فيهم.

 

وأفاد تقرير صادر عن مؤسسة «التعليم من أجل التوظيف»، بأن غالبية الطلبة في الوطن العربي يتلقون تعليمهم بعد المرحلة الثانوية في مدارس حكومية، وتصل نسبة الطلبة الذين يحصلون على تعليمهم في مدارس القطاع الخاص إلى 20 ـ 15%. مما يُشكِل عبئاً كبيراً على الحكومات، ويؤدي إلى نقص كبير وانعدام التنوع في المهارات.

وفي استطلاع أجرته مؤسسة «التعليم من أجل التوظيف» أفاد أرباب العمل أن ثلث الخريجين الجدد الذي يتم توظيفهم يمتلكون المهارات اللازمة للتكيف مع مهام ومتطلبات العمل، وأفاد استطلاع آخر بأن ثلث الشباب الخريجين يؤمنون بأن تعليمهم العالي ليس كافياً لتأمين وظائف. كل هذه الحقائق تعكس ضرورة تطوير منظومة التعليم، وتوفير فرص للتدريب والتأهيل – خاصةً من قِبَل مؤسسات القطاع الخاص – كي تتوفر للشباب المهارات الضرورية لسوق العمل.

ووفقاً للتقرير الصادر عن النسخة السادسة من منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، يمتلك الوطن العربي أعلى معدل بطالة بين الشباب في العالم بنسبة 30%، ويصل عدد الشباب العربي العاطلين عن العمل بين سن 18 و25 عام إلى 10 ملايين شاب.

أما في المناطق الفقيرة ومناطق الصراع، فيتأثر %45 من الشباب بالبطالة. وأفاد التقرير بأن الوطن العربي يحتاج إلى حوالي 6 ملايين وظيفة جديدة كل عام ليحافظ على نسبة ثابتة من معدلات البطالة.

وقد أفاد التقرير الصادر عن النسخة السادسة من منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي ـ بأنه على الرغم من قدرة الشباب العربي على المساهمة في حل العديد من القضايا التي يواجهها الوطن العربي، إلا أنه لا يحظى بالتشجيع المطلوب للمشاركة في صياغة الحلول ومازال يُعاني من التهميش في مُختلف القضايا المُلحة.

وقد أدى هذا الوضع إلى عرقلة مسيرة التنمية بشكل كبير في الوطن العربي، من هنا لابد من تمكين عقلية الشباب العربي وتطوير مهاراته كي يقوم بدوره ويساهم في تحقيق مصالح أوطانه.

 

 

انطلقت مسيرة دولة الإمارات في تمكين الشباب مع الأب المؤسس المغفور له – بإذن الله – الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن ثروة الوطن الحقيقية هي الإنسان وليست النفط والمال.

واستكمل عيال زايد دربه وهم مؤمنون بأن ثروة الوطن تكمن في الطاقات الشابة. وفي عام 2016 اعتمد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التشكيل الوزاري للحكومة الاتحادية، وشهدت الوزارات تغيرات هيكلية هي الأكبر في تاريخ الدولة.

حيث أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن حكومة دولة الإمارات الثانية عشرة، التي ضمت 8 وزراء جدد يبلغ متوسط أعمارهم 38 عاماً فقط، من بينهم وزيرة الدولة لشؤون الشباب معالي شما المزروعي وهي اليوم أصغر وزيرة في العالم.

منذ ذلك الحين والإمارات تطلق المبادرات الشبابية المتنوعة وأبرزها مجلس الإمارات للشباب الذي يعمل كحلقة وصل مباشرة بين الشباب ومُختلف الجهات الحكومية، كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الأجندة الوطنية للشباب التي سيتم بموجبها إطلاق العديد من المراكز التخصصية وبرامج التمكين المعنية بالشباب. وقد جاءت تلك الأجندة بناءً على مقترحات تقدم بها شباب يمثلون مختلف فئات المجتمع.

وفي دورة العام الماضي 2017 من القمة العالمية للحكومات أعلن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة عن تأسيس مركز الشباب العربي كمبادرة رائدة وسباقة للاستجابة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

 

 

وتطلق القمة العالمية للحكومات في الدورة المقبلة مبادرة «رواد الشباب العرب» التي ستحتفل بإنجازات استثنائية حققها مئة شاب وشابة من الوطن العربي في مجالات مختلفة، وتهدف إلى تنمية روح المبادرة الفردية والجماعية لدى الشباب وتشجيعهم على أن يصبحوا قادة ورواداً ومرشدين لمجتمعاتهم.

كما ستتيح القمة للشباب العربي فرص التلاقي مع أهم المؤسسات الدولية ذات الأثر الكبير في صياغة سياسات التنمية مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وستعقد ورش عمل بين الطرفين لاستشراف الفرص المتاحة أمام الشباب للتعبير عن رؤيتهم حول مستقبلهم كجزء غير مفصول عن مستقبل العالم أجمع.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com