بقلم: سامي الريامي – الإمارات
شرَّفنا، أول من أمس، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور خلوة مستقبل الإعلام التي عقدت في أبوظبي، وتحدث سموه عن أهمية مواكبة التغيرات العالمية التي تمر بهذا القطاع الحيوي، وأكد سموه أن الإعلام الإماراتي الفاعل والمؤثر هو القادر على مواكبة المتغيرات المتسارعة، وتحقيق تطلعات دولة الإمارات، وتعزيز مكانتها العالمية.
وكعادته الدائمة، خلال لقاءاته مع قيادات الإعلام الإماراتي، ضخّ سموه كمية من الطاقة الإيجابية والتفاؤل، فقال: «ثقتي عالية جداً بقدرات إعلامنا الوطني على الارتقاء بأدواته، وتعزيز استراتيجياته، وتفعيل دوره في حماية مكتسبات دولتنا، والحفاظ على قيم مجتمعنا، وتأكيد مقومات ريادتنا.. أنتم عيال زايد، ومن زايد تعلمنا العزم والإصرار على الإنجاز والنجاح، وتجاوز كل التحديات».
نعم، يمر الإعلام الإماراتي بتحديات كثيرة، وهذا كان محور نقاش الخلوة التي نجح في تنظيمها بامتياز المجلس الوطني للإعلام، حيث اجتمع الإعلاميون، بمختلف مجالات عملهم، المقروء والمسموع والمُشاهد، الإعلام الخاص والحكومي، بكل تفاصيله، الجميع ناقشوا وبحثوا ووضعوا مبادرات عدة لمواكبة المتغيرات، وتذليل التحديات، قد لا تطبّق جميعها، وهذا أمر وارد، لكن على أقل تقدير فإن النجاح يكمن في تطبيق أيِّ جزء منها، لكن بفاعلية ودقة وسرعة.
نحن في صحافة الإمارات لدينا تحدياتنا أيضاً، لكننا نرى هذه التحديات فرصاً للتطوير والانتشار، ومواكبة المتغيرات، لن يُحبطنا مسمى إعلام تقليدي، ومقارنته بالإعلام الحديث، فنحن على قناعة راسخة بأننا لسنا تقليديين، والتواصل الاجتماعي لا يمكن أن يكون إعلاماً، ولن يكون يوماً بديلاً ناجحاً عن الإعلام، فالصحافة بمهنيتها وصدقيتها وتقاليدها العريقة ستبقى وتتطور وترتفع أرقامها، ليس شرطاً أن يكون ذلك على الورق، وإنما على جميع الوسائل الموجودة حالياً، أو تلك التي ستوجد في المستقبل.
سألنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بشكل مباشر: كيف ستواجهون المتغيرات على الصحافة؟ أجبناه بأن صحافة الإمارات جميعها حديثة، لديها إمكانات فنية ممتازة، وجميعها اقتحمت وسائل التواصل الحديثة، وأصبحت تبث وتنشر الأخبار والتقارير والفيديوهات والفيديوغراف والإنفوغراف في كل مكان، ليصل إلى الجميع بصدقية عالية ومهنية احترافية، فأصبحت هي المرجع، وهي حائط الصد ضد كثير من اللغط والشائعات والأخبار الكاذبة.
نحن نؤمن بأننا نمر بمرحلة انتقالية، هذه المرحلة متطورة جداً، وهي نقلة نوعية في شكل الإعلام، لكننا وبكل ثقة جاهزون لهذه النقلة، فسيارة اليوم ليست كسيارة الستينات، ولن تكون شبيهة بسيارة المستقبل، وهذه حال كل شيء في هذا الزمن، والصحافة كذلك، هي ليست كصحافة القرن الماضي، ولن تقف لتراوح مكانها دون تطوير، صحافة المستقبل لها أذرع عدة، ونحن نراها فرصة كبيرة لتحقيق مزيد من الانتشار، والوصول إلى مختلف الشرائح، داخل الدولة وخارجها، فنحن لم نعد صحفاً محلية، بل أصبحنا صحفاً ومواقع إخبارية، عربية وإقليمية وعالمية، والخبر المنشور في منصاتنا يجوب العالم طوال اليوم، وهذا إنجاز جيد يجعلنا لا نخشى المستقبل!
من ينظر إلينا من زاوية الصحافة الورقية، ويرى أن الصحافة ستنقرض بمجرد انقراض الورق، فنظرته حتماً ناقصة، وغير عادلة، فلم نعد صحافة ورقية فقط، وإن حدث تراجع عالمي في توزيع الصحافة بشكل عام، فإن أرقامنا على منصاتنا الرقمية ترتفع بالملايين، ما يجعل فرصة التطور متزايدة بشكل كبير، وهذا الذي جعلنا نؤكد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن الإعلام الإماراتي متطور، ويمتلك فرصاً أكبر من غيره للتطور السريع، فالإمارات تعتبر من أكثر بلدان العالم تقدماً في المجال التقني، والإعلام حتماً سيستفيد من ذلك!