يشهد القطاع السياحي في الإمارات خلال الأسبوع الاخير من العام الجاري نشاطاً سياحياً غير مسبوق تنعكس آثاره على مختلف القطاعات الاقتصادية سواء بشكل مباشر او غير مباشر.
وأجمع خبراء في القطاع السياحي على أن نسبة الإشغال الفندقي ستتجاوز 90% خلال الأسبوع الأخير من العام الجاري وترتفع نسبة حجوزات الغرف الفندقية تدريجياً لتصل إلى 100% في ليلة رأس السنة الميلادية في معظم الفنادق فيما تضاعفت الأسعار بنسبة تصل إلى 200% خاصة في الفنادق القريبة من منطقة برج خليفة وذلك بدعم من ارتفاع الطلب الناتج عن التدفقات السياحية من مختلف الأسواق العالمية.
وقال الخبراء إن نسب الإشغال الفندقي للعام الحالي ستكون أعلى مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي نتيجة لتعافي بعض الاقتصادات الرئيسية وزيادة التدفقات السياحية من أسواق مهمة نتيجة قرارات تسهيل الحصول على التأشيرات خاصة للسياح من السوق الروسي بالإضافة إلى تزامن ذلك مع الإجازات المدرسية الأمر الذي من شأنه أن يحدث حراكاً سياحياً غير مسبوق على صعيد السياحة الداخلية والخارجية.
وأكد الخبراء أن الفنادق القريبة أو المطلة على منطقة برج خليفة وشارع الشيخ زايد تعتبر الأوفر حظاً لأنها تستحوذ على النسبة الأكبر من الإشغال الفندقي خاصة أن التوقعات تشير إلى أن أكثر من مليون شخص سيشهد احتفالات ليلة رأس السنة التي ستقام في برج خليفة.
وتشير توقعات الخبراء إلى أن عدد زوار منطقة برج خليفة في ليلة رأس السنة سيصل إلى 1.5 مليون شخص لمشاهدة الألعاب النارية التي باتت يترقبها السياح سنوياً.
وتستعد فنادق دبي لتنظيم فعاليات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية بعروضها المختلفة التي جهزت لتلبي كل احتياجات ومطالب الزوار من كل بلدان العالم سواء أكانوا سياحاً أم رجال أعمال، ولتوافر مرافق التسلية والترفيه والأعمال والاتصالات والمؤتمرات على أرقى المستويات العالمية.
وقال وليد العوا، مدير عام فندق تماني دبي مارينا، إن موسم الأعياد الميلادية وعطلة رأس يعد أحد أقوى المواسم السياحية، مشيراً إلى أن الحجوزات إلى الآن وصلت نسبة 95% ومن المتوقع أن تصل إلى 100% قبيل رأس السنة، وهو ما يدل على أن هناك إقبالاً شديداً على السوق السياحية في دبي حيث شهد السوق الروسي عودة قوية بالإضافة إلى الأسواق التقليدية من دول مجلس التعاون الخليجي والسوق المحلي.
وأضاف إن أسعار الفنادق في دبي أصبحت مقبولة بشكل كبير إلى حد يسهم ليس في اجتذاب سائحين فقط، ولكن في نمو أعداد السائحين المقبلين على دبي، لاسيما من يأتون بصحبة عائلاتهم للاستفادة من الأسعار المعقولة التي تقدمها فنادق دبي خلال الموسم الجاري.
وأوضح أن انعكاس النشاط السياحي لا يقتصر على القطاع الفندقي فقط بل يتعدى ذلك إلى معظم القطاعات الاقتصادية في الدولة لاسيما قطاع التجزئة حيث تشهد مراكز التسوق نشاطاً كبيراً وتتسابق فيما بينها في طرح العروض للحصول على أكبر حصة من المتسوقين كما أن المطاعم تشهد نسب إشغال كبيرة خاصة المطاعم القريبة من المناطق الحيوية والحركة السياحية.
وأكد أن الفنادق القريبة من منطقة برج خليفة تحظى بالحصة الأكبر من النزلاء كما أن معظم هذه الفنادق رفع شعار كامل العدد منذ فترة فيما ارتفعت الأسعار بالتوازي مع ارتفاع الطلب. وتوقع أن تدفع العواصف الثلجية في منطقة أوروبا السياح إلى التوافد إلى دبي بمعدلات أكبر مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي لما تتمتع به الإمارة من أجواء معتدلة مناسبة لتنظيم الحفلات السنوية الخاصة بتلك المناسبة.
وقال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق «تايم»: إن دبي نجحت في تعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية من خلال نشاط الحملات الترويجية وتنوع المنتج السياحي مشيرا إلى أن الاحتفالات السنوية برأس السنة الميلادية باتت محل ترقب عالمي وساهمت في الترويج للإمارة في مختلف الأسواق العالمية.
وأضاف عوض الله أن الأسبوع الأخير من العام الجاري مع أول 3 أيام من العام المقبل سيشهد القطاع السياحي في دبي والإمارات نشاطاً غير مسبوق حيث تؤكد المؤشرات الأولية زيادة التدفق السياحي خلال هذه الفترة بنسبة كبيرة مشيراً إلى أن هناك بعض الفنادق رفعت شعار كامل العدد خلال هذه الفترة لاسيما الفنادق القريبة من منطقة برج خليفة وامتنعت عن استقبال الضيوف وتحديداً خلال الفترة من يوم 28 ديسمبر حتى يوم 3 يناير مدفوعاً بموجة الحجوزات الهائلة التي هجــمت على فنادق دبي خلال العطلة.
وأوضح أن معظم فنادق دبي تستنفر جميع كوادرها خلال هذه الفترة للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السياح في ظل ارتفاع الطلب من مختلف الأسواق، مؤكداً أن ارتفاع الأسعار يأتي بالتوازي مع ارتفاع الطلب، إذ من الممكن أن تصل أسعار الغرف الفندقية في منطقة برج خليفة إلى مستويات قياسية.
وقال عوض الله إن احتفالات دبي بليلة رأس السنة الميلادية خلال السنوات الماضية انعكست على سمعة دبي ورفعت الطلب من مختلف الأسواق على الفنادق والمرافق السياحية في دبي خلال هذه الفترة.
وأكد لوران فوافنيل،النائب الأول للرئيس ، العمليات والتطوير لمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا والهند في سويس-بلهوتيل إنترناشيونال أن ذروة الموسم السياحي تأتي مع نهاية كل عام حيث تؤكد الحجوزات الأولية وجود تدفقات سياحية كبيرة من مختلف الأسواق للاستمتاع بالأجواء المثالية التي تتمتع بها دبي ولمشاهدة احتفالات رأس السنة الميلادية في منطقة برج خليفة. وأضاف أنه على رغم التحديات التي واجهها قطاع السياحة في الأسواق العالمية خلال الأشهر الماضية، والتي شكلت عوامل ضغط على أسعار الغرف والإشغال، إلا أن سوق الإمارات، نجح في المحافظة على زخم النمو، مستفيداً من النمو الهائل في صناعة الطيران، وخاصة شركات الطيران المنخفضة التكاليف، وطاقة المطارات المتزايدة، وظهور أماكن الجذب والترفيه الجديدة، والبنية التحتية لتطوير الأعمال.
وقال أيمن عاشور المدير العام لفندق أرجان روتانا مدينة دبي للإعلام إنه مع دخول موسم الأعياد والإجازات في بلدان منها بريطانيا وإيطاليا وروسيا فإن نسبة الإشغال وصلت حتى الآن إلى 89% ومن المتوقع أن ترتفع لتصل إلى 100% بدءًا من 20 ديسمبر الجاري.
وذكر أن النسبة الأكبر من نزلاء الفندق من المواطنين، ومن ثم مواطني مجلس التعاون الخليجي مشيراً إلى أن الاحتفالات التي تشهدها دبي في رأس السنة بالإضافة إلى الفعاليات الكبيرة من مهرجانات للتسوق والترفيه والأعمال تساهم في استقطاب آلاف الزوار من مختلف انحاء العالم وتسهم في رفع نسب إشغال القطاع الفندقي والمرافق التابعة له.
أكد خبراء أن الأجواء المثالية التي تتمتع بها الإمارات وتنوع المنتج السياحي وتوفر حركة الطيران بين الإمارات ومعظم دول العالم بالإضافة إلى احتفالات رأس السنة الميلادية جعلت من دبي بشكل خاص والإمارات بشكل عام خياراً مثالياً للسياح من مختلف الجنسيات والمستويات الاقتصادية.