افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مقر المجلس الوطني الاتحادي في العاصمة أبوظبي صباح أمس، الدور الانعقادي العادي الثالث من الفصل التشريعي الـ 16 للمجلس الوطني الاتحادي.
وبدأت مراسم الافتتاح بوصول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، إلى مقر المجلس حيث استعرض سموه ثلة من حرس الشرف التي أدت التحية إلى سموه ثم عزفت السلام الوطني لدولة الإمارات.
وفي بداية الجلسة الافتتاحية تلى سموه النطق السامي: «بسم الله الرحمن الرحيم، إخواني وأخواتي أعضاء المجلس الوطني الاتحادي على بركة الله وتوفيقه نفتتح مجلسكم الميمون ونرجو الله أن يكون هذا الافتتاح، افتتاح خير للعباد والبلاد»، ثم تلى مذيع الحفل مرسوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يدعو المجلس الوطني للانعقاد في دوره العادي الثالث من الفصل التشريعي الـ 16.
ودون صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في صفحته عبر تويتر: «افتتحنا اليوم «أمس»، دور الانعقاد العادي للمجلس الوطني الاتحادي، فخورون بتجربتنا البرلمانية ومشاركة مواطنينا في عملية صنع القرار، تجربتنا البرلمانية أساس في مسيرتنا التنموية، وعمل المسؤولين والمواطنين معاً هو السبيل الوحيد لتحقيق طموح دولتنا».
والتقطت الصور التذكارية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، مع رئيسة وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي.
وهنأهم سموه بالدورة الجديدة وتمنى لهم النجاح والتوفيق في خدمة شعبهم ودعاهم إلى ممارسة مهامهم ومسؤولياتهم بشفافية وجد وإخلاص.
وأكد سموه أن حكومته ستعمل كل ما في وسعها من أجل مساعدة المجلس الوطني الاتحادي على أداء وتنفيذ واجباته تجاه الوطن والشعب دون أي عوائق أو تعقيدات.
وألقت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، كلمة رحبت فيها بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو أولياء العهود والوزراء والضيوف، مؤكدة أن المجلس يعد شريكاً أصيلاً في بناء الوطن وتعزيز مكانة دولتنا الإقليمية والدولية من خلال تفعيل التعاون والتنسيق مع الحكومة لما فيه مصلحة شعب الإمارات واستشراف المستقبل.
وقالت معاليها: «إننا في دولة الإمارات إذ نعيش في ظل «عام الخير»، ونقف على أعتاب عام 2018 عام زايد الخير، ونمضي قدماً نحو تكريس مقومات الحلم الإماراتي، ولا تزال دولة الإمارات تسعى لاستباق الزمن عبر بوابة استشراف المستقبل.
ونؤكد أن التشكيل الوزاري الذي تم بمباركة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعد التشاور مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو أكبر دليل على عزم دولتنا أن تكون اشراقة المستقبل وأمل الطامحين لوعوده».
وتابعت معاليها: «يمثل إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي للارتقاء بالأداء الحكومي والقطاع الخاص، ومشروع مدينة المريخ العلمية تكريساً لريادة الإمارات وحرصها على أن تكون ضمن صدارة سباق الثورة التكنولوجية العالمية، واستعداداً لمئوية نُؤَمِن من خلالها مستقبل أجيالنا،.
ونتمنى لأصحاب المعالي الوزراء التوفيق في مهامهم ومسؤولياتهم الجسيمة في فترة مفصلية من تاريخ الإمارات، ونؤكد فخرنا بالوزراء الشباب الجدد المنضمين لحكومة الإمارات، الذين يمثلون طموحات أبناء جيلهم وعزمهم وإمكانياتهم. ونتقدم بالشكر والتقدير إلى معالي الوزراء السابقين على جهودهم وتعاونهم البناء مع المجلس الوطني الاتحادي خلال فترة توليهم المسؤولية.
كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى معالي نورة محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، على ما بذلته من جهد وعطاء كبيرين في التنسيق والتعاون بين المجلس والحكومة، خلال فترة تحملها المسؤولية كوزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، متمنين لها التوفيق والسداد في مهمتها الجديدة.
كما يتقدم المجلس بالتهنئة، إلى معالي الأخ عبدالرحمن بن محمد العويس على ثقة قيادتنا الرشيدة، بتعيينه وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، إلى جانب منصبه كوزير للصحة ووقاية المجتمع، متمنين له التوفيق في مهمته، واثقين من استمرار الشراكة والتنسيق والتعاون بين الوزارة والمجلس الوطني الاتحادي».
وأضافت القبيسي: «إن المستقبل لا يحمل وعوداً فقط، بل يحمل أيضاً تحديات. والمخاطر التي تتعرض لها المنطقة اليوم معرضة للتضاعف في الغد، إذا لم نستطع أن نقف وقفة حاسمة تجاهها.
إننا لا نستطيع السعي لمكتسبات المستقبل دون تحمل مسؤولية حمايته. إن دولة الإمارات اليوم وهي تتحمل مسؤولية الدفاع عن استقرارها، فإنها أيضاً تتحمل مسؤولية الدفاع عن المنطقة، فما يؤثر فينا يؤثر في منطقتنا وما يضرها يضرنا، واسمحوا لي هنا أن أقدم تحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء الوطن الأبرار الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداءً، لكي تظل دولة الإمارات دائماً رمزاً للوفاء والأخوة والعطاء.
ولجنودنا الأبطال البواسل في قواتنا المسلحة، الذين يُرابطون مع إخوانهم في خندق الحق والواجب». وأضافت: «نؤمن أن رحلتنا إلى مئوية الإمارات القادمة هي رسالة للبشرية وأن نجاح تجربة الإمارات ليس نجاحاً خاصاً بها بل نجاحاً تشارك به البشرية وتتمناه للعالم، وهو ما يجعل الشراكات التي تبنيها الدولة مع المجتمع الدولي جزءاً أساسياً من قيمنا ومستقبلنا».
وأضافت القبيسي: «يا صاحب السمو لقد لمسنا من شعبكم الكريم، شعب الإمارات الأصيل، خلال زياراتنا الميدانية التي شملت جميع إمارات الدولة، مدى إيمان شعبكم بقيادته وحرصه على الالتفاف حولها والولاء لها لتحقيق أمن واستقرار بلادنا ورفاهيتها.
كما لمسنا درجة التزام جميع أبناء شعبنا بالعمل وبذل الجهد وتحمل المسؤولية مع قيادتنا الرشيدة، لقد لمسنا يا صاحب السمو كم هو معدي الطموح الذي غرستموه فينا وما أجملها من عدوى».
وتابعت: «لقد كان لدعم قيادتنا الرشيدة، ولتوجيهات سموكم لحكومتكم الموقرة بالتعاون مع المجلس، سواءً بحضور أصحاب السمو والمعالي الوزراء الجلسات عند مناقشة مشروعات القوانين والموضوعات العامة، أو الرد على أسئلة الأعضاء بشأن مختلف القضايا، أكبر الأثر في ما حققه المجلس من إنجازات برلمانية في مختلف مجالات العمل الوطني وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي».
وأضافت: «مع بداية هذا الدور تغمرنا حماسة الهمّة والعطاء على استكمال ما بدأناه في الدورين الأول والثاني من الفصل التشريعي السادس عشر، في إطار تحقيق الأهداف الحيوية للخطة الاستراتيجية التي اعتمدها المجلس الوطني الاتحادي.
والتي تضع التواصل والمشاركة المجتمعية في قلب أولوياتها، وختاماً، باسمي وباسم كافة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، نجدد العهد إلى سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وإليكم يا صاحب السمو، رعاكم الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات الكرام وشعب الإمارات الوفي، بأن نكون خير من يمثل شعب الاتحاد، وخير معين وعضيد لحكومة دولة الإمارات، وأن يكون مجلسنا، مجلس إمارات المستقبل، عند حسن ظن قيادتنا الحكيمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
حضر مراسم الافتتاح، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة العين.
وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى جانب أصحاب المعالي الوزراء أعضاء الحكومة وعدد من القيادات السياسية والعسكرية في الدولة ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية والعربية لدى الدولة.
الأمن الجماعي
قالت معالي أمل القبيسي إن مفهوم الأمن الجماعي يتطلب أيضاً الشجاعة في إحقاق الحق مع الجميع، أشقاء وحلفاء، متى كان تصرف الفرد يضر الجماعة. إن خطر الإرهاب لم يعد الخطر الوحيد الماثل، فخطر التطرف لا يقل سُمّاً وتأثيراً. إن خطاب التطرف أصبح اليوم مهدداً لاستقرار الدول، ومغذياً لانتشار الكراهية.
والتي بدورها تفكك المجتمعات وتدمر النسيج الاجتماعي لها، لا يكفي أن تحمل الإمارات رسالة الانفتاح ونشر ثقافة الخير والتسامح والتعايش، ولكننا نحتاج جميعاً للعمل سوياً، وعلى كل المستويات وعقد الشراكات لضمان استكمال البنية التشريعية والتنفيذية والدعم المجتمعي للوقوف ضد التطرف والإرهاب، فأخطار الغد لا تستطيع الحكومات وحدها التصدي لها، وتحتاج أن تكون الشعوب شريكاً لها في ذلك.