دبي – نبض الإمارات
تتوج دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الإثنين بطل تحدي القراءة العربي والمدرسة المتميزة على مستوى الدولة إلى جانب تكريم الطلبة الفائزين بالمراتب العشرة الأولى على مستوى الدولة والفائزين على مستوى المناطق التعليمية والمشرف المتميز، وذلك في حفل تنظمه وزارة التربية والتعليم ويحضره المكرمون وأولياء أمورهم ومدراء المدارس.
وكانت دولة الإمارات قد شهدت مشاركة 317,801 طالب وطالبة في تحدي القراءة العربي، بزيادة بلغت 100% عن مشاركات الدولة في الدورة الأولى من التحدي.
هذا، وأعلن فريق تحدي القراءة العربي عن تضاعف أعداد المشاركين من طلاب الجاليات العربية بنسبة 108% مقارنة بالعام الماضي موزعين على 11 دولة غير عربية مما يعكس نجاح المبادرة في تخطي حدود العالم العربي بعد عام واحد فقط على انطلاقتها.
وقد سجل التحدي مشاركة 11 دولة غير عربية هي: أستراليا، نيوزيلاندا، إندونيسيا، الهند، فرنسا، السويد، الدنمارك، ألمانيا، كندا، بريطانيا، وماليزيا، بعدما بلغ عدد الدول المشاركة في التحدي في العام 2016 خمسدول فقط وهم: الهند، الدنمارك، إندونيسيا، ماليزيا وبريطانيا. وقد تصدرت بريطانيا، والدنمارك، وفرنسا قائمة الدول المشاركة تلتها اندونيسيا، وماليزيا، وألمانيا، والسويد، والهند، ونيوزيلاندا وأستراليا، وكندا.
وتعليقاً على التقدم الملحوظ الذي أحرزه التحدي خارج الوطن العربي قالت نجلاء الشامسي، أمين عام مشروع تحدي القراءة العربي: “خلال عام واحد فقط حقق تحدي القراءة العربي قفزة نوعية من حيث استقطاب طلاب الجاليات العربية وهذا مؤشر ليس فقط على الصدى الكبير الذي بلغه التحدي خارج الدول العربية بل على تمسك الجاليات العربية بهويتها ولغتها الأصلية والتزامها بتعزيز الانتماء لدى الجيل الجديد لهذه الهوية واللغة، مما يحقق أحد أهداف مبادرة تحدي القراءة العربي ويكرس مساهمة الإمارات في بناء جيل عربي متفوق في القراءة والمعرفة.”
وأوضحت الشامسي أن التنافس بين المدارس وطلاب الجاليات العربية يخضع للمعايير التحكيمية نفسها المعتمدة في الوطن العربي إلا أن التحدي يقتصر على قراءة 25 كتاباً بدل 50 كما هو معتمد في المسابقة الرئيسية. وتتم التصفيات لاختيار الفائزين في المراكز الأولى بكل دولة على أن يشارك هؤلاء في التصفيات النهائية والحفل الختامي للتحدي والذي يقام في دبي.
وفي تعليق حول حجم المشاركة وتحدياتها في كل من الدنمارك والسويد وألمانيا قالت أمل كمال رشيد المشرفة على تحدي القراءة العربي في تلك الدول: “تشهد مسابقة تحدي القراءة العربي تقدماً ملفتاً هذا العام مع ارتفاع عدد المدارس والطلاب المشاركين. كما أن مزيداً من الأهالي أصبحوا أكثر اهتماماً بالمسابقة ويشجعون أولادهم على المشاركة انطلاقاً من حرصهم الشديد على عدم الانقطاع عن اللغة الأم لأنها التعبير الأمثل عن الهوية وتحمل كل مقومات التراث والأصالة. إن المسابقة هذا العام هي أشبه بعرس اللغة العربية نظراً لتهافت الطلاب وذويهم عليها وللاهتمام الكبير الذي يوليه القيمون والمشرفون في المدارس المختلفة على نجاح المسابقة”.
وعن التحدي الأهم الذي يواجهه الطلاب المشاركون في الدول الثلاث قالت أمل رشيد:” نعاني من نقص في الكتب العربية. وعلى الرغم من أن القراءة وارتياد المكتبات العامة عادتان متأصلتان في هذه المجتمعات، إلا أن حصة الكتب العربية ضئيلة جداً ولا تشبع حاجة الطلاب خاصة في مسابقة تحدي القراءة العربي. لم يكن أمامنا من خيار إلا اللجوء إلى الإنترنت لتوفير أكبر قدر ممكن من الكتب التي تتيح للطلاب الاستمرار في مراحل التحدي”.
وختمت أمل رشيد كلامها بالقول: “أعتقد أن تحدي القراءة العربي يمنحنا فرصة ثمينة للعمل على إقامة معارض للكتب العربية وتشجيع المعنيين على تزويد المكتبات العامة بأكبر قدر ممكن من الكتب العربية التي تسهم في تعريف الجيل الجديد في بلاد الاغتراب بتراثه وتاريخه وتبقيه على تواصل مع هويته العربية من خلال اللغة وكنوز المعرفة العربية”.
يذكر أن مشروع تحدي القراءة العربي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في سبتمبر من العام 2015 يمثل أكبر مشروع إقليمي عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة. ويعتبر مشروع تحدي القراءة العربي إضافة نوعية لجهود دولة الإمارات على صعيد خدمة محيطها العربي حيث يهدف إلى تشجيع القراءة بشكل مستدام عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طيلة العام الأكاديمي، هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلبة والمشرفين المشاركين من جميع أنحاء العالم العربي. وتتمحور رسالة المشروع حول إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع تحدي القراءة العربي إلى جميع الطلبة في مدارس الوطن العربي، وأبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، وفي مرحلة لاحقة متعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها.
كما يهدف المشروع إلى تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي، وضرورة الارتقاء به للوصول إلى موقع متقدم عالمياً، إضافة إلى تكوين جيل من المتميزين والمبدعين القادرين على الابتكار في جميع المجالات والعمل على تطوير مناهج تعليم اللغة العربية في الوطن العربي بالإفادة من نتائج تقويم البيانات المتوافرة في مشروع تحدي القراءة العربي، وتقديم أُنموذج متكامل قائم على أسس علمية لتشجيع مشروعات ذات طابَع مماثل في الوطن العربي، وأخيراً تنشيط حركة التأليف والترجمة والطباعة والنشر بما يثري المكتبة العربية.