|  آخر تحديث سبتمبر 10, 2017 , 0:04 ص

#رنا_مروان | تكتب: ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )


بقلم: رنا مروان - ( الأردن )

#رنا_مروان | تكتب: ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )



تضيقُ الدنيا لنختنقَ بها ولنتوارى عن أحلامنا وطموحاتنا لأجلها، ما يحدث لنا ما هو إلا قدرٌ مُحتم، وبعض القرارات الصائبةُ منها والخاطئة على حدٍّ سواء. الدنيا عجلةٌ تلفّ وتدور على صاحبها؛ ما تفعله اليوم بنفسك لنفسك أو لغيرك سيذهب ولكنّه لن يفنى أبداً وإنمّا سيتوارى، ويلّف مراراً وتكراراً إلى أن يلقى طريقه إليك من جديد!!
(( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ ))
ننسى يا الله ونُخطىء، نسمع كلامك ونعصيه، ونُشاهد بأمِّ أعيننا أحكامك وقدرتك ونستهين بها، نعلم بأنك أنت وحدك القادر على تأمين كلّ ما يلزمنا، ودفع عنّا كل ما يؤذينا ونقنط!! ومع ذلك يا الله فلا تخذلنا ولا تؤاخذنا يا عفّو إن نسينا أو أخطأنا!!
(( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ ))
ومع ذلك ننسى بأنك ما حمّلتنا إلا لعلمك بمقدرتنا ونجيء ونذهب بسخطنا على هذه الدنيا، ترانا كيف نحمل أثقالاً لا تقوى الجبال على حملها ليلاً، ونراك كيف تُخفي ذلك الكدر عنّا صباحاً ومع ذلك ننسى  فلا تخذلنا ولا تؤاخذنا يا كريم إن نسينا أو أخطأنا!!
((  رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ))
أتعلم يا الله بأنني أتسائل في اليوم مئة مرّة إن كان أولئك القوم الكافرين يقبعون في دواخلنا وأنّ علينا أن نسألك النصر عليهم وهم يحتبسون فينا، بيننا وبين قلوبنا، بين قلوبنا وضمائرنا، يحولون دون راحتنا، ويمنعون عفوك ورضاك عنّا!!
يا رب إن كان لنا من أنفسنا قوماً كافرين فأنت مولانا عليهم ونِعم النصير، وإن كان لنا من خِلّاننا قوماً كافرين فاصرفهم عنّا، ويسّر لهم ما يصرف بلائَهم وسؤَهم عنّا، نحن من لنا سواك يا الله؟ إلى من نلتجىء غيرك؟ نظّن يا الله بأنّ لنا في هذه الدنيا من عبادك من يساندنا وإذ بهم في أشدّ المواقف يفرِّطون بنا ويتخلّون عن أيادينا دون أدنى شفقة!! فنشفق حينها على أنفسنا بأن كان لنا أملٌ فيهم يوما، ثمّ نعود لك خاضعين يا كريم فتقبّلنا دوما، وتجاوز عن سوء تقديرنا وهشاشة عقولنا وتفكيرنا، وحيادنا إلى أحدٍ غيرك وأنت وحدك غيرك لا إله إلا أنت خالقنا وخالقهم، خالق الكدر والصبر، الجزع والمصيبة، الرأفة والعقوبة، وخالق كل شيء جميل أنت قادرٌ برحمتك بنا بأن ترزقنا إيّاه بلا حول منّا ولا قوة، فلا تحمّلنا يا الله مالا طاقة لنا به وإن نسينا فلا تخذلنا ولا تؤاخذنا يا كريم بما نسينا أو أخطأنا!!
بقلم: رنا مروان – ( الأردن )

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com