|  آخر تحديث سبتمبر 8, 2017 , 22:35 م

محو الامية العربية .. ضربا من الخيال


محو الامية العربية .. ضربا من الخيال



نبيل الكثيري – الإمارات
في الثامن من سبتمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم الدولي لمحو الامية والوطن العربي يدخل سباق الجري وهو مكبل بقدميه بواسطة كرتين كبيرتين وثقيلتين من الحديد، يبدو ضرباً من الخيال أو شيئاً أقرب إلى السخرية، إذ كيف لمكبل أن يعدو وهو غير قادر على المشي؟
هذا المثال يشبه في الواقع، حال كافة الشعوب التي ابتليت بالأمية وليس العربية فقط، وغرقت في مستنقعات الجهل، إذ كيف لأمة أن تدخل مضمار السباق نحو الأفضل وهي مكبلة بالأمية والجهل وغير قادرة على استنهاض ما لديها من عناصر القوة اللازمة للبناء ودخول عوالم الحضارة.
ولعل ما سقناه ما هو إلا المدخل لمناقشة حالة الأمية في الوطن العربي والتي شكلت على مدى عشرات السنين أكبر العقبات في طريق التطور الحقيقي واللحاق بركب الحضارة العالمية عدا فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي حيث قلت نسبة الامية قليلا وعادت الى موقعها بداية من الثمانينات.
ولكننا قبل الدخول في مناقشة الأمية في الوطن العربي، يبدو أن من المفيد أن نتذكر أن الله سبحانه وتعالى حض على العلم، وذلك بقوله تعالى في كتابه العزيز :” إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، علم الإنسان ما لم يعلم” صدق الله العظيم.
وإذا ما علمنا أن هذه الآية هي أولى الآيات التي أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في الرسالة السماوية الإسلامية،  أن ندرك مدى أهمية العلم بالنسبة إلى الإسلام والمسلمين، ونظرا لأهمية العلم والمعرفة فإننا نرى أن أي أمة تمكنت من الارتقاء والوصول الى الأفضل، إنما ولجت طريق العلم أولاً، وأن الشعوب الغارقة في الأمية لم تستطع اللحاق بركب الحضارة، مهما امتلكت من الإمكانيات المادية، لأن عملية البناء لا يمكن أن تنطلق ما لم يكن هناك جيل من المتعلمين القادرين على فهم الحياة ووضع الخطط والبرامج للمستقبل.
فأي عملية بناء حضارة إنما تعبر عن عمل والعمل هو نتاج عمليات هنية، وبالتالي لا يوجد عمل ناجح لا يرتكز الى العلم والمعرفة وإلا لكان هذا العمل هو مجرد حركات عبثية لا فائدة ترجى منها.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com