كل شئ في هذا الكون أصبح له يوم ، يتم التمجيد فيه والاحتفال وإبرازه للعالم ، وتكثيف العمل الذي يشير إليه ، ولكن ماذا بعد ذلك اليوم ؟!! هل يصبح ماتم الاحتفال به مجرد ذكرى ، حتى يحين الموعد عليه من السنة القادمة ، لإحيائه والاحتفال به من جديد ، هل ماتت المشاعر الصادقة والقلوب الطاهرة ، هل اندثر كل شئ جميل واختفى، وتراكمت عليه ذرات الغبار، حتى نحتاج ليوم نتفرغ فيه لنجلو عنه ذلك الغبار ، ونقدم له فنون الولاء والطاعة ، من احتفالات لا تسمن ولا تغني من جوع ، لانها لم تكن صادرة من القلب وأعماق النفس ، وإنما صدرت بأجندة ومواعيد تم تحديدها مسبقاً ، من أناس ربما فقدوا بوصله المشاعر الصادقة ،لذا اختاروا هذا الطريق ، وما أسهله من طريق مخادع زائف ،يأتي في يوم ويختفي بعده لينام في كهف النسيان ،حتي يحين موعد استيقاظه؟؟!
استفيقي يا أمه محمد (صل الله عليه وسلم ) من سباتك واخلعي ثوب التقليد الأعمي ، فإن مشاعر المؤمن لا تباع ولا تُشترى، ولا يتم تحديد يوم لها لإبرازها.
ففي ديننا الحنيف ومن يتبعه، سيجد الكثير الكثير من الأمور التي تدعو إلى المحبة، والتعاون، والصدق والإخلاص، وبر الوالدين وطاعتهما في كل وقت وحين ، وليس في يوم محدد فقط.
فمثلاً الصداقة الحقة ، هي تلك التي تنبع من القلب، دون انتظار مقابل من ناحية الصديق ، وهو شعور متبادل بين الصديقين ، وإن اختلفت وتفاوتت درجاته وطريقة التعبير عنه ، ولكنه يظل كل منهم يحترم ويقدر الآخر … والأمثلة كثيرة ، لاتعد ولا تحصي ، إذا شئنا إثباتها من خلال التفكر وتمحيص ماهو موجود ،ومايدعوإليه ديننا الحنيف ورسولنا الكريم .. فقط نحتاج إلى عقول تبحث وتفكر وتمحص الأمور ..
بقلم: الاختصاصية الإجتماعية
صالحه نصيب حمد – ( الإمارات )