دعا متخصصون بشؤون أدب وثقافة الطفل إلى ضرورة تأسيس مراكز رقمية عربية لمتابعة المد الرقمي العالمي، وتزويد الطفل في العالم العربي بحصته من المحتوى الرقمي المعاصر، لا سيما المتعلق بأدب الطفل، وتعويض النقص الحاصل فيه من أجل اللحاق بالعديد من الدول التي سبقت في هذا المجال وقدمت الآلاف من الكتب الرقمية على المستويات الأدبية والثقافية والعلمية والمجتمعية وغيرها.
جاء ذلك خلال الندوة التي قدمها كل من المتخصصين مايكل بيرد، وفاطمة الحسن، وفيرونيكا تشارلز في قاعة ملتقى الكتاب ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، تحت عنوان “الكتابة للطفل في العصر الرقمي”، وأدارها محمد عبدو.
أول المتحدثين في الندوة كانت فيرونيكا تشارلز التي أشارت إلى أن العالم الرقمي خلق المزيد من التشتت للطفل بسبب ما يضمه من محتوى ترفيهي أعجز الناشرين عن محاولة إيجاد محتوى ثقافي منافس، كون الترفيه هو العامل الأهم لدى الطفل، ويصعب منافسته بعوامل أخرى، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن العالم الرقمي منح الطفل حريته في التعبير عما يجول بخاطره، وسيأتي اليوم الذي يستطيع كل طفل كتابة قصته الرقمية.
ونبه مايكل بيرد إلى أهمية ألا يترك الطفل وحيداً أمام المحتوى الرقمي، ويتم الإيعاز إليه بتطبيق ما يعرضه من القيم والمثل، ودعا إلى مجالسة الطفل، ومتابعة ما يعرض عليه لمعرفة وجهة نظره، وتبادل الرأي معه.
وقالت الكاتبة فاطمة الحسين:” لا تزال لدينا مخاوف من اقتحام العالم الرقمي، وهذا يفسر أسباب بعض التراجع فيه قياساً بالمنتج العالمي الرقمي الذي أصبح كالطوفان الجارف، وأعتقد أن مزاولة الطفل للقراءة والاستماع والمشاهدة وربما التفاعل مع اللعبة أو الرقص الذي يؤديه بطل القصة كما في أفلام الصور المتحركة يوفر له فرصة أكبر مما كانت في الكتاب الورقي، وهي ما نحتاج إلى تفعيله حالياً للحصول على طفل مبدع”.
على صعيد متصل، وضمن فعاليات المقهى الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل أقيمت محاضرة “الطفل الموهوب ورعايته”، بمشاركة كاتب الأطفال السعودي المعروف فرج الضفيري، وأدارة الكاتب زكريا أحمد، حيث بين الضفيري طرق اكتشاف الطفل الموهوب والتعرف على قدراته عبر الملاحظة، ومجالسة الطفل، واللعب معه، ومعرفة مقدار رغبته وطبيعة ما يقرأ، وتعريضه لبعض أنوع الاختبارات، وضورة اشتراك كل من البيت والمدرسة والمجتمع لاكتشاف الموهبة وعدم الاقتصار على أحد هذه العوامل.
واختتم الضفيري حديثه بالإشارة إلى أهمية مبادرة تحدي القراءة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ناب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي كشفت عن الجانب الثقافي الإبداعي للطفل، وبددت النظرة القديمة السائدة حول أن الإبداع هو فقط ما يتعلق بالأمور العلمية، في حين كانت الثقافة تشكو الانزواء والإهمال.