شددت الولايات المتحدة من لهجتها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد محذرة إياه من استخدام الأسلحة الكيماوية التي لا يزال نظامه يحتفظ بها مرة أخرى فيما تم استئناف عمليات الإجلاء القسري لسكان البلدات السورية المحاصرة تزامناً مع التوصل إلى اتفاق يطلق بموجبه النظام سراح 500 معتقل في سجونه.
وأكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل أن النظام السوري احتفظ ببعض أسلحته الكيميائية «من دون شك»، محذراً الأسد من استخدامها. وتأتي تصريحات ماتيس في بداية زيارة استمرت يوماً واحداً التقى خلالها مسؤولين إسرائيليين.
وقال ماتيس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الجيش الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الأهم هو أن المجتمع الدولي يعتقد من دون أي شك أن سوريا احتفظت بأسلحة كيماوية في انتهاك لاتفاقها وإعلانها بأنها سلمتها كلها.
وأضاف أن ذلك «يعد انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن وسيتوجب التعامل معه دبلوماسياً وسيكونون مخطئين إذا حاولوا استخدامها ثانية. لقد وضحنا ذلك بشكل جلي من خلال الضربة التي وجهناها». وأشار إلى أن قوات النظام السوري أعادت نشر طائراتها خلال الأيام الأخيرة تجنباً لضربها مجدداً في حال تجمعها في مكان واحد.
وكان الأسد نفى الاتهامات بأن قواته استخدمت أسلحة كيماوية ضد خان شيخون في الرابع من أبريل الجاري، متهماً الغرب بـ«فبركة» الهجوم لتبرير الضربة الصاروخية الأميركية. وفي الشأن الكوري الشمالي، شكك ماتيس في أن تستجيب بيونغيانغ لأي مسعى لحضها على التخلي عن برنامجها الصاروخي والنووي مؤكداً «تعلمنا ألا نثق بهم».
وعلى الأرض، واصل السكان الذين هجروا من بلداتهم المحاصرة في سوريا أمس طريقهم نحو وجهتهم المقررة بعد انتظار دام نحو 48 ساعة قضوها في حافلاتهم على نقطتي عبور بعد أن توقفت العملية إثر تفجير دامٍ قبل عدة أيام.
وانتظر نحو 3300 شخص ممن غادروا منازلهم طويلاً على متن نحو 60 حافلة في منطقتي عبور منفصلتين على أطراف حلب إذ توقفت العملية بعد المطالبة بالإفراج عن 750 معتقلاً لدى النظام.
وذكر مسؤول معارض أن المعارضة توصلت إلى اتفاق مع نظام الأسد يطلق بمقتضاه سراح 500 سجين سيعبرون إلى مناطق المعارضة في إطار اتفاق مبادلة بين الطرفين. وقال الناطق باسم جماعة «أحرار الشام» محمد أبو زيد إن المفاوضات اكتملت وإن السجناء وصلوا إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة خارج حلب.