هل حان الوقت لأن يدع صناع السينما طرزان وشأنه، وأن يتركوه يواصل حياته بين الأدغال وفق الطريقة التي رسمها له مبتكر الشخصية الكاتب ادغار رايس بوروز؟
ذاك سؤال قد يبدو مشروعاً عندما تشاهد فيلم «أسطورة طرزان» للمخرج ديفيد ييتس، والذي تشعر أنك أمام فيلم فقد السيناريو فيه أهليته وضاع بين أشجار الغابات تلك التي تربى بينها طرزان وتدلى بين أغصانها، فلم يعد قادراً على تجسيد عنوان الفيلم «أسطورة طرزان».
فيلم «أسطورة طرزان» لا يعد سوى حلقة جديدة في السلسلة التي قتلت تصويراً، فلا يوجد أي سبب مقنع لتقديم جزء جديد في السلسلة، بخلاف السبب التجاري الرامي إلى سحب أموال إضافية من عشاق السينما، وقد يكون هذا السبب مشروعاً عندما يكون العمل جاداً، وليس مترهلاً، ضاعت فيه ملامح الفكرة الأساسية وضاع معها «طرزان» نفسه.
العمل الجديد يبدأ بسرد تاريخي لحكاية سياسية قديمة، تبين الإرث الاستعماري الأوروبي في أفريقيا، ليخلو الفيلم من مشاهد استعمارية، ويغرق في مشاهد العبودية..
فيما جاء فيه الأكشن باهتاً للغاية. فالأحداث تقودنا إلى القرن التاسع عشر، لنقف أمام جون كلايتن (الممثل الكساندر سكارسغارد) وهو الذي اكتسب من خلال «طرزان» صيتاً شعبياً حوله إلى بطل، فجون نبيل إنجليزي تولت القردة تربيته لسنوات قبل أن يعود إلى موطنه الأصلي، لنشهد في الطرف الآخر جورج ويليامز (الممثل صمويل ال جاكسون) الأميركي الذي يقابل كلابتن ويقنعه بالمضي نحو الكونغو البلجيكية، معتمداً في ذلك على فكرة أن كلابتن هو ابن أفريقيا المفضل، ويوافق كلابتن على العودة مجدداً إلى الأدغال بهدف منع مبعوث الملك البلجيكي «روم» (الممثل كريستوف وولتز) من تنفيذ مخططه بالاستيلاء على مقدرات الكونغو. وفي الأثناء نشاهد جماعات أفريقية متنوعة، واحدة لها طابع وحشي، فيما الثانية تمتلك وجوهاً بشوشة، كانت قد تولت رعاية «طرزان» بعد أن وجدته غائباً عن الوعي إثر معركة عراق قاسية.
أحداث الفيلم تتوزع بين لندن وأفريقيا، ولوهلة تشعر أنك أمام فيلم ممزق، لم يتمكن مخرجه من السيطرة عليه، فما يعانيه الفيلم من مشكلات، كانت كفيلة بأن تجعل كلابتن عاجزاً عن تحديد ما يريده بالضبط، كما جعلت الجمهور عاجزاً عن معرفة ما الذي يريده المخرج في الفيلم.