الكثير من أسباب تعاستنا تكمن في رغبتنا في الوصول إلى الصورة المثالية التي نرسمها عن الحياة ،فإذا لم تسر حياتنا بالصورة التي نرغب ونتمناها نشعر بالتعاسة والألم والحزن وقد نغرق في بحر من المآسي والغضب والخوف من المستقبل ،ولكن الحياة تجمع دائما بين الحزن والفرح ، السعادة قرار إذا اتخذناه سوف نكون سعداء ، لذلك يجب أن نستفيد بكل شيء نملكه بين أيدينا ، لأن انتظارنا للمستقبل لن يجدي شيئا ،الحياة ليست مثالية
،ولن نأخذ كل ما نريده ونتوقعه ،لذا يجب علينا وسع أهداف لأنفسنا حتى نتمكن من تحقيق السعادة ،قال الحكيم الهندي جيورد :(إذا أردت أن تكون سعيدا فكن سعيدا ) البعض يتساءل عن مثالية السعادة ؟ وهل يمكننا الحصول على كل ما نريده بدن تعب ؟وأين تكمن الحياة المثالية ؟ في الحصول على المال أم العمل أم الأسرة وغيرها للإجابة عن مثل هذه التساؤلات التي قد تأخذ أحيانا وقت وجهد وتحتاج إلى الحكمة والعلم والمعرفة للتعامل معها وربما أحيانا تذهب بأنها غير موجودة أو نتجاهلها، وعند وقوعها بأن لا نقول بأننا بؤساء ونعيش في دوامة من الحزن والقنوط والألم.
وفي هذا السياق أستحضر كلمات للكاتب وأستاذ العلوم السلوكية الأمريكي الدكتور ستيف مارابولي، والتي قال فيها: ” السعادة ليست في غياب المشاكل، وإنّما القدرة على التعامل مع هذه المشاكل”. ولعل هذه العبارة فيها اختصار لأسطورة السعادة المثالية التي يبحث عنها الجميع دون توقف ،السعادة المثالية لإزاحتك في البحث عنها إنما تحضر مثل هذه السعادة في العمل البناء المثمر والنجاح والتخطيط لأهداف واضحة ،إذا نظرنا لأية مشكلة على إنها نهاية العالم ،لن نستطيع التغلب على مشاكلنا ، فأسعد الناس من يرون في أوقات الشدة والصعاب دروسا مفيدة يمكن لها أن تجعلهم لا يتوقفون لانتظار حياة مثالية خلابة نقية من الشوائب ،بل يجاهدون ويؤمنون أن المحن والشدائد مصنع الرجال ، يقول الكاتب كازانتزاكي :(إذا كنت تملك الفرشاة والألوان فارسم جنتك وعش فيها ).
بقلم: فاطمة المزروعي