رغم تطور العلوم والرعاية الطبية في العالم بصفة عامة، ورغم تمكن البشرية من تجاوز محن الأوبئة الفتاكة التي كانت تقضي على الملايين من البشر في أزمنة غابرة عرفت وسميت بمسميات هذه الأمراض.
وعلى الرغم من كل هذا، واعتباره حقبة ماضية من عمر البشرية، إلا أن هناك تحديات معاصرة حقيقة تواجه الإنسان، وأحياناً تكون هذه التحديات نتيجة لممارسة الإنسان نفسه وأفعاله، وعدم اهتمامه بصحته وسلامته الجسدية، وفي نهاية المطاف يكون هذا الإنسان ضحية للأمراض الفتاكة وعرضه للوقوع في براثن الألم والوجع المستمر.
أستحضر كمثال ناصع موضوع السمنة وما عرف بتسميتها البدانة، وخطورتها على الفرد، وتعريضها حياته لخطر محدق وفعلي وواقعي، وأسمي البدانة وأمراضها العديدة بالوباء الحديث، التي تتلبس بالمرأة أو الرجل، وتفتك به بشكل بطيء دون أن يشعر، لكن البداية هي في جملة من الأمراض التي تداهمه، وتصل لدرجة إصابته بالشلل ومنعه من ممارسة حياته العادية، وعندما نقول وباء فهي إشارة للأعداد الكبيرة من الناس الذين يعانون من السمنة.
أستحضر هذا الخطر وأنا أقرأ عن دراسة حديثة بينت أن أكثر من واحد بين عشرة من الرجال، وامرأة بين كل سبع نساء يعانون من البدانة، ليس هذا وحسب بل أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن أكثر من 640 مليون شخص في العالم يعانون من البدانة وأن عدد البدينين يفوق عدد ذوي الوزن الطبيعي.
ما أصل له، ألا نسمح بأن نصل لهذه المرحلة من البدانة والتي بسببها ستداهمنا جملة من الأمراض الخطيرة، لنكثر من ممارسة الرياضة والهرولة، ونتناول الطعام وفق توزيع جيد يراعي حاجة الجسد من العناصر الغذائية وفي اللحظة نفسها يحمي من داء السمنة وزيادة الوزن.