|  آخر تحديث أبريل 9, 2016 , 15:06 م

« لعبة الحيـاة »


بقلم الكاتبة: رحمة وجدي – ( مصر )

« لعبة الحيـاة »



أريد منك أن تتعلم لعب ”لعبة الحياة” علي طريقتك الخاصة، وحينها ستتمكن من مواجهة أي من الصعاب التي تواجهك في حياتك الخاصة والتغلب عليها، ويمكنك أن تعيد وضع قواعد اللعبة بحيث تكون السلالم أكثر من الثعابين وبحيث تتحكم في كل حركاتك وتكتشف الوسيلة التي يمكن أن تتخطي بها أياً من الثعابين عندما تواجهك في أي مكان، وأنا أريد منك أن تكون علي يقين بأن العديد من الثعابين التي تواجهها أثناء تحركك هي مجرد أوهام أو تحديات غير موجودة علي أرض الواقع وإنما توجد داخل عقلك فقط. والأكثر من ذلك أن العديد من السلالم التي يبدو أنه من الصعب تسلقها ليست بالصعوبة التي تتخيلها. قصة سعادتك، قصة تميزك، قصة حياتك التي كانت مليئة بالمرح والمغامرة والفضول والمتعة ؛ أما الآن حياتك .. أنت تعرفها جيداً وتعيشها يومياً وسط كم الضغوط التي ورثتها وصدقتها من أهلك ومن مجتمعك ، وأمنت بها بقوة وبتعصب ! بدون أن تستخدم روحك أو قلبك أو عقلك!، وبدون أن تفكر أو تتفكر في هذه الأفكار والقناعات التي ورثتها والآن هي سبب تعاستك.. و صحيح كيف تفكر؟! ؛ وأنت أصبحت تَعبد ظَن الناس والمجتمع فيك وشكلك ومظهرك أمامهم ؟ أصبحت تقدم رغباتهم وأفكارهم على رغباتك وأفكارك.. وافتقدت السيطرة علي حياتك.. وأصبحت حياتك تسير وفقاً لقواعد أشخاص آخرين غيرك أنت !!، فكيف تريد أن تأتيك السعادة والنجاح والمتعة وراحة البال وأنت أسير ظنون وأفكار المجتمع؟ وتلقي اللوم علي الدنيا وعلى القدر.. والحقيقة يا صديقي  أنت السبب الأول والأخير.

كل ما تولد به وتعرفه عن الحياة والمجتمع والترابط الإنساني مجرد وهم وذلك حتى تفتح عينك لأول مرة ، هذة هي لحظة ولادتك الحقيقية ، فتبدأ في طريق الإستنارة والوعي كطفل رضيع ثم تكبر قليلا لتحبو ومن بعد تمشي أولى خطواتك حتى يشتد عودك وبعدها تمشي بكل ثبات واتزان فى رحلة حياتك.

لا تنخدع ، أكثر البشر حول العالم يموتون وهم لم يولدوا بعد ، تراهم يعيشون في قالب المجتمع الذي يتواجدون فيه ، تحدهم العادات والتقاليد والمعتقدات النمطية التي عرفوها في محيطهم.

تذكر دائما أن : ” الناس يجدون أديانهم ومذاهبم كما يجدون أوطانهم وأرضهم وبيوتهم وأباءهم ، يجدونها فقط ، لا يختارونها ولا يبحثون عنها ولا يفهمونها او يؤمنون بها ” !!
وهذه الحقيقة تقتل عندك فكرة التكبر بإسم دينك او مذهبك او طائفتك وترك الناس يعبدون ما يريدون .. وترفع شعار ” لكم دينكم وليا دين ” ،تجعلك تحترم كل إنسان لكونه إنسان ، تجعلك تفكر بعقلية الكون ، تفتح من آفاق تفكيرك ووعيك بصورة رائعة .

عندما نولد فعلا نرى العالم بعيون جديدة ، عيون لا ترى تقدم أو تخلف ، لا قوى عظمى وأخرى هزيلة ، كل ما نراه هو أرواح تتناغم بسعادة وحب.

كل التجارب التي نمر بها سواء كانت جميلة أو مؤلمة هي مراحل نمو ، نحن نولد لننمو، ننموا فكرياً ونفسياً وعاطفياً وروحياً ، كل تجربة مخصصة لتنمية جانب من جوانب الشخصية ، ليس هناك تراجع ، فقط نمو بلا توقف.

متى ستولد؟؟

ملوحظة: أنت لا تولد من جديد ولكنك تنمو ، لعمق التجربة تشعر وكأنها ولادة جديدة وهذا دليل على أنك صادق في سعيك وعندك وعي لعملية النمو التي تحدث في أعماقك ، هنيئا لك أخي الإنسان .. لكن هل تعلم بأن يوما من الوعي يساوي حياة كاملة بدون وعي.

أنتم محظوظون لأن العلم إنتشر وانفتح العالم على بعضه بصورة رائعة وجميلة تجعلك تبحر لآخر دول العالم وأنت جالس مكانك تقرأ وتتعلم وتفهم جزء من ثقافتهم وعلمهم وأخر دراساتهم عن قوانين العقل او الكون.

تفكر! ، تعلم، انقد، ناقش، ادرك.


1 التعليقات

    1. 1
      ساره محمد

      رائع جدا والفكره لطيفة جدا ومشوقه بالتوفيق اعجبننننننني

      (0) (0) الرد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com