|  آخر تحديث مارس 17, 2016 , 22:04 م

الجبير: نأمل إجبار الأسد على التنازل


الجبير: نأمل إجبار الأسد على التنازل



أتاح سحب روسيا نحو نصف قواتها من سوريا مساحة مشتركة مع المملكة العربية السعودية حول سوريا، حيث رحب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالخطوة الروسية، آملاً في أن تساهم في إجبار الرئيس السوري بشار الأسد على تقديم التنازلات لدفع عملية التفاوض إلى الأمام، في وقت عبرت موسكو عن رضاها التام عن مستوى التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة حول عملية السلام السورية، فيما شككت بريطانيا بالانسحاب الروسي محذرة من تكرار سيناريو أوكرانيا حين كانت تعلن موسكو الانسحاب ثم يتبين أنه مجرد تناوب بين قوات روسية، وما يجعل هذا التكهن محل جدل هو تأكيد مسؤول روسي بأن الانسحاب لن يضعف الأسد.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا خطوة إيجابية للغاية، وأضاف أنه يأمل أن يجبر هذا الرئيس السوري بشار الأسد على تقديم تنازلات.

وقال الجبير إن المملكة تأمل في أن يسهم الانسحاب الروسي في تسريع وتيرة العملية السياسية التي تستند إلى إعلان «جنيف1»، وأن يجبر نظام الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي.

وتصريحات الجبير هي أول رد فعل رسمي من السعودية على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي بدء الانسحاب الجزئي للقوات. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجه الشكر للمملكة أول من أمس، على دفعها المعارضة السورية إلى حلول وسط في المفاوضات الجارية في جنيف.

ورداً على تكهنات تترد في سوق النفط عن «صفقة كبرى» تتعلق بسياسة النفط السعودية والسياسة الخارجية لروسيا نفى الجبير وجود مثل هذه الصفقة.

 

في غضون ذلك، قال الكرملين إنه يشعر بالرضا إزاء طريقة تنسيق الولايات المتحدة مع روسيا من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية: «الشيء الرئيسي الآن هو تنسيق الجهود لتعزيز عملية التسوية السلمية في سوريا، في هذه الحالة استعداد (الولايات المتحدة) لتنسيق هذه الجهود هو بالتأكيد ما يبعث على الرضا والشغل الشاغل حالياً لموسكو وواشنطن هو التركيز على ذلك».

وأظهرت حسابات وكالة «رويترز» استناداً إلى لقطات محطات تلفزيون رسمية أن أقل قليلاً من نصف القوة الجوية الروسية من القاذفات والمقاتلات في سوريا غادرت البلاد خلال اليومين الماضيين.

وأظهر تحليل لصور التقطتها الأقمار الصناعية ولقطات للضربات الجوية الروسية وبيانات وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق أن روسيا احتفظت بنحو 36 مقاتلة في قاعدة حميميم الجوية التابعة لها في محافظة اللاذقية السورية.

وأظهر تحليل لقطات بثتها محطات تلفزيون رسمية أن 15 على الأقل من هذه الطائرات ومن بينها مقاتلات طراز «سوخوي-24» و«سوخوي-25» و«سوخوي-30» و«سوخوي-34» أقلعت متجهة إلى روسيا في اليومين الماضيين.

 

في السياق، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها إن سحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية في سوريا لن يضعف الرئيس بشار الأسد.

وذكرت الناطقة ماريا زاخاروفا أن سوريا ستكون الموضوع الرئيسي لزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو الأسبوع المقبل.

وشككت الولايات المتحدة وبريطانيا بجدية الانسحاب الروسي التي طالت نصف حجم قواتها فقط. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الكولونيل ستيف وارن ان الانسحاب محدود جدا حتى الآن، وأن قدرتهم القتالية على الارض ما زالت على حالها وقدرتهم الجوية خفضت قليلا، مؤكداً أن واشنطن والتحالف الدولي ضد داعش مازالو حائرين بشأن النوايا الحقيقية لروسيا.

 

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن بريطانيا غير متأكدة من جدية الانسحاب الروسي المعلن من سوريا.

وتعليقاً على إعلان روسيا سحب معظم قواتها من سوريا، قال هاموند في تصريحات للصحافيين: «إذا تبين أنه انسحاب حقيقي – ونحن لا نعرف ذلك». وتابع: «رأينا من قبل في أوكرانيا روسيا تتحدث عن انسحاب ويتبين بعد ذلك انه مجرد تناوب بين القوات».

وقالت مستشارة الرئاسة السورية، بثينة شعبان، إن القوات الروسية قد تعود إلى سوريا بعد انسحابها، وإنه يجب على الولايات المتحدة الآن أن تضغط على تركيا والسعودية لوقف الإمدادات إلى مسلحي المعارضة. ونفت شعبان أن بوتين يضغط على دمشق، مؤكدة استقلالية القوات السورية وقدراتها العسكرية.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com