تقرير- شيرين فريد
على أنغام موسيقى تشايكوفسكي، شهدت القاهرة لقاءً استثنائياً جمع نخبة من رواد الفن التشكيلي العُماني، في مبادرة رائدة أطلقتها شركة محسن حيدر درويش ش.م.م،برئاسة الشيخ محسن بن هاني البحراني، الرئيس التنفيذي للشركة، إحدى المؤسسات الاقتصادية البارزة في سلطنة عُمان، والتي واصلت عبر العقود الماضية التزامها بالمشاركة في دعم المبادرات الثقافية والفنية إلى جانب دورها الاقتصادي.
وجاءت المبادرة بالشراكة مع كلية الفنون بالجامعة المصرية الروسية، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد عرابي، عميد الكلية، الذي أكد في كلمته أن هذا اللقاء “يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الثقافي والفني بين مصر وسلطنة عُمان، بما يفتح آفاقاً جديدة أمام التبادل الأكاديمي والإبداعي.”

وضم الوفد العُماني المشارك نخبة من كبار الفنانين التشكيليين، من بينهم: أنور سونيا، سعيد العلوي، خالد الروشدي، غالب آل عبد السلام، عشيبة السنيدي، سالم السلامي، سعيد الرويضي، وفهد المعمري، حيث قدم كل منهم لمحة عن تجربته الفنية الغنية التي تعكس التنوع والثراء في مسيرة التشكيل العُماني.
وفي تصريح خاص، قال الفنان الرائد أنور سونيا: “نحن هنا لنؤكد أن الفن لا يعرف حدوداً، وأن التقاء المدارس التشكيلية العُمانية والمصرية يعزز من قيمة الحوار الفني ويغني التجربة الإبداعية للطرفين.”
وأضاف الفنان سعيد العلوي: “هذه المبادرة تمثل جسراً للتواصل الثقافي، ونطمح من خلالها إلى أن نُعرّف الجمهور المصري على ملامح الهوية البصرية العُمانية، بما تحمله من أصالة وحداثة في آن واحد.”
بينما أشار الفنان خالد الروشدي إلى أن: “الفن التشكيلي العُماني قائم على التنوع والابتكار، وهذه اللقاءات تمنحنا مساحة لتبادل الخبرات والاطلاع على مدارس وأساليب جديدة.”
وقال الفنان غالب آل عبد السلام: “نحن نؤمن بأن الفن رسالة إنسانية، ومعارضنا في مصر تأتي لتعزيز قيم الحوار والتفاهم المشترك بعيداً عن أي قيود.”
أما الفنانة عشيبة السنيدي فقد أكدت: “مشاركتي في هذه الجولة تمثل فرصة لإبراز دور المرأة العُمانية في الساحة التشكيلية، وإيصال صوتها الفني إلى جمهور أوسع.”
وأوضح الفنان سالم السلامي: “نحن بحاجة دائمة إلى منصات حوارية مثل هذه، فهي تغني تجربتنا وتربط بين الأجيال وتفتح أبواباً جديدة أمام الحركة التشكيلية.”
وقال الفنان سعيد الرويضي: “الفن لغة عالمية، وما نقدمه هنا ليس مجرد لوحات، بل رسائل إنسانية تحمل قيم الجمال والتسامح والانفتاح.”
فيما عبّر الفنان فهد المعمري عن تطلعاته قائلاً: “هذه المبادرة بداية لمسار تعاون طويل، ونأمل أن تتوج بإقامة معارض مشتركة وورش عمل تفاعلية بين الفنانين العُمانيين والمصريين.


من جانبها، أكدت الأستاذة منار الزدجالي، المنسقة العامة للجولة الفنية وممثلة شركة محسن حيدر درويش ش.م.م، أن هذه المبادرة تأتي في إطار حرص الشركة على تعزيز الحضور الثقافي والفني العُماني خارج الحدود، مضيفة: “نحن نؤمن بأن التنمية لا تكتمل بالاقتصاد وحده، وإنما بالثقافة والفن أيضاً، ومن هنا يأتي دعمنا لمثل هذه اللقاءات التي تفتح آفاقاً للتعاون المشترك.”
وفي سياق متصل، كشفت شركة محسن حيدر درويش ش.م.م عن نيتها المضي قدماً في إطلاق برنامج خاص بعنوان “التبادل الفني ودمج الثقافات”، الذي سيتيح لفنانين تشكيليين ونحاتين مصريين عرض أعمالهم في سلطنة عُمان، وفي المقابل استضافة فنانين عُمانيين في مصر، بما يعزز من التفاعل الثقافي والإبداعي المشترك بين البلدين، إلى جانب برامج دعم للفنانين الشباب ورعاية معارض وورش عمل عربية مشتركة.
واختُتم اللقاء بالإعلان عن أن الجولة الفنية ستشمل عدداً من المعارض والورش التفاعلية، بما يتيح للجمهور المصري الاطلاع عن قرب على التجربة التشكيلية العُمانية، ويعزز فرص تبادل الخبرات بين الفنانين في إطار حوار حضاري متجدد يُرسّخ قيم الفن كجسر إنساني بين الشعوب.



(
(





