|  آخر تحديث فبراير 1, 2024 , 3:29 ص

دار ابتلاء لا دار استواء


دار ابتلاء لا دار استواء



كثيرا ما يعتريني ذلك الشعور الذي يوحي لي في كل مرة وكل كرة أن الحياة ماهي إلا لعبة الرابح فيها خاسر.
ولطالما راودتني أفكار أن الرهان فيها ماهو إلا حلقة مفتوحة ، مطموسة الهوية مرهونة في ركن مظلم لا أحد سيأبه به بعدما يحقق لذة الوصول، إنها حياة مهما حاولنا التعمق في جذور أحداثها سنجدها سرابا يلحقه ثلة من التائهين الذين يبحثون عن ملذاتها، و مجموعة أخرى من الصابرين الذين ينتظرون الفرج عبر متاهاتها، إنهارحلة شاقة تضيئها ابتسامة ويطفئ بريقها دمعة فإما أن نهزمها بوعينا وإدراكنا وإصرارنا على المضي قدُمًا نحو مستقبل مشرق نحفر فيه اسماءنا لتبقى أثرًا يُضيء للأجيال القادمة عتمتها، أو تهزمنا هي بمطباتها فتدفننا وسط آلامنا وسودويتنا وكأننا لم نكن!

مع ذلك تستمر اللعبة، ويستمر السعي للكسب كي نحظى بضجيج المباركات خفية أو علنا، تعلو فيها الأصوات حينا، وتصمت أحيانا أخرى، نفرح بمستجداتها التي تحتوينا بلحظات سعيدة ثم ننسى لوهلة من الزمن أنها عابرة ثم نعود أدراجنا من جديد لنتقوقع بين طيات أحزانها غير مدركين أنها كذلك ستكون عابرة، لماذا إذن لا نحسن ضيافة الفرح مثل المبالغة في التهليل للحزن مقيمين له موائد للاحتفال و نمكث بين ثناياه غير مدركين أنها لحظات مؤقتة مع أن المبالغة في كرم الضيافة استنزاف لأنفسنا قد يقتلنا تدريجيا دون أن نشعر.

مانحن إلاسفن مبحرة في جوف البحر، قد تكون رحلتنا صعبة ، تقذفنا الأمواج المتلاطمة بقسوة لحظة غضبها ثم تعود من جديد ليحضننا هدوء مائها، لا نعلم وجهة مراكبنا، ولا على أي ميناء سترسي، رحلتنا زادها الصبر و المثابرة وقوة الإيمان هو السبيل الوحيد للنجاة من هول الابتلاءات التي تعيق سيرنا وتعثر خطواتنا، رغم ذلك نحن مجبرين لخوض التجربة.
خلاصة القول إنها فقط حياة لا مفر منها ولا نجاة.

 

 

بقلم: بشرى بو جمعة


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com