استدعت بغداد، أمس، القائم بأعمال السفارة الإيرانية، للتشاور، فيما نددت بضربات إيرانية عبر صواريخ بالستية استهدفت إقليم كردستان العراقي، اعتبرتها طهران «حقاً مشروعاً» في الدفاع عن أمنها، في أعقاب هجمات طالتها في الآونة الأخيرة.
وأدان الرئيس العراقي، عبداللطيف جمال رشيد، القصف الإيراني، وعدّه تهديداً لاستقرار المنطقة برمتها، بينما اعتبره انتهاكاً للسيادة العراقية. وكتب رشيد على «إكس»: «حسم المسائل يكون عبر الحوار البناء المشترك، لا من خلال الهجمات العسكرية التي تهدد استقرار العراق، بل وكل المنطقة»، مشدداً على ضرورة العمل على خفض التوترات بالمنطقة.
استنكار شديد
وأعربت الحكومة العراقية عن استنكارها الشديد وإدانتها للهجوم الإيراني على مدينة أربيل، وقصف أماكن سكنية آمنة بصواريخ باليستية، ما أوقع ضحايا مدنيين بين قتيل وجريح.
ونوّهت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إلى «الخراب الذي سببه القصف ووقوع كثير من الضحايا الأبرياء، جراء قصف الدور السكنية، بضمنها دار سكن رجل الأعمال الكردي، پيشرو دزيي، وعائلته، ما أدى إلى مقتله وإصابة أفراد عائلته».
وأضافت الوزارة: «الحكومة تعد هذا السلوك عدواناً على سيادة العراق، وأمن الشعب العراقي، وإساءة إلى حسن الجوار، وأمن المنطقة، وتؤكد أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية تجاهه بضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن».
وأيديت «قرار رئيس مجلس الوزراء تشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن الوطني، للتحقيق في الهجوم، وجمع المعلومات، لدعم موقف الحكومة دولياً، وتقديم الأدلة والمعلومات الدقيقة».
هجوم
وفجراً، أفاد بيان لسلطات إقليم كردستان، شمالي العراق بأن «أن الحرس الثوري الإيراني شن هجوماً بصواريخ باليستية على عدة مناطق مدنية في أربيل، ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين، وإصابة 6 آخرين».
كما دان رئيس حكومة إقليم كردستان العراقي، مسرور بارزاني، بشدة، الهجمات، وأكد عبر «إكس» أن حكومته ستعمل على «إيقاف هذه الهجمات الوحشية». ودعا بارزاني، الحكومة المركزية في بغداد، إلى اتخاذ موقف صارم ضد «الانتهاك الصارخ» لسيادة العراق، وإقليم الشمال.
تحركات
وعلّقت طهران أن «الضربات التي وجهها الحرس الثوري، جزء من تحركاتها في مواجهة من ينتهكون الأمن في البلاد»، وفقاً لما ذكره تلفزيون «برس تي في» الإيراني الرسمي، نقلاً عن المتحدث باسم وزارة الخارجية.
وقالت إيران، إنها أطلقت صواريخ باليستية ضد أهداف في العراق وسوريا، دفاعاً عن سيادتها، وأمنها، لمواجهة «الإرهاب». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن طهران تحترم سيادة الدول الأخرى، ووحدة أراضيها، بيد أنها تتتمسك بـ«حقها المشروع، والقانوني، لردع تهديدات الأمن القومي».
وطالب كنعاني، شركاء بلاده في المجتمع الدولي، بعدم الصمت إزاء الهجمات المتكررة، وقال: «سنعمل خلال الأيام المقبلة مع شركائنا في المجتمع الدولي من أجل إيقاف هذه الهجمات الوحشية ضد شعبنا البريء».
واستهدفت الهجمات الصاروخية مواقع، تبعد نحو 40 كيلومتراً عن مدينة أربيل، في منطقة قريبة من القنصلية الأمريكية، ومن مساكن مدنية.
بينما دانت واشنطن، الهجمات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، في بيان إن «الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات التي شنتها إيران على أربيل، وتقدم تعازيها لأسر القتلى». وأضاف: «نعارض الضربات الإيرانية الصاروخية المتهورة، التي تقوّض استقرار العراق».
كما دانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، الهجمات، ووذكرت أنها تمثل انتهاكاً لسيادة العراق، وسلامة أراضيه، مشددة على وجوب توقف مثل هذه الهجمات. ونشرت على «إكس»: «يجب معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار، وليس الهجمات»
وبجانب العراق، قصفت إيران أهدافاً في الداخل السوري، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن دوي انفجارات عنيفة سُمع في مدينة حلب وريفها، منوّهاً بسقوط «ما لا يقل عن 4 صواريخ جاءت من اتجاه البحر الأبيض المتوسط»، وسقطت في ريف حلب، دون أن يخوض بالمزيد من التفاصيل.