افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أمس، فعاليات الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي تنظمه دائرة الثقافة.
واستهل حفل الافتتاح الذي أقيم بقصر الثقافة في الشارقة بعرضٍ تناول دور الإمارة في رعاية الشعر بالوطن العربي من خلال بيوت الشعر والمهرجانات الشعرية والاحتفاء بالشعراء وتكريمهم، تبعه مادة فيلمية تناولت مسيرة بيت الشعر في الشارقة الممتدة على مدار 25 عاماً، حافلةً بالإنجازات الثقافية والشعرية.
وتفضل بعدها صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم شخصيتي المهرجان الفائزين بجائزة الشارقة للشعر العربي لعام 2023 في نسختها الـ 11، وهما شيخة عبد الله المطيري من الإمارات، وحسن الزهراني من السعودية، كما كرم سموه الفائزين بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الثانية.
حيث فاز بالمركز الأول الدكتور فتحي الشرماني من اليمن عن بحثه «استراتيجيّة التحوّلِ الثّقافيّ في القصيدةِ اليمنيّة المعاصرة»، فيما نال المركز الثاني الدكتور محمد الطحناوي من المملكة المغربية عن بحثه «النّقدُ القاصرُ، وصيرورةُ الإيقاعِ الشّعريّ»، وحاز على المركز الثالث الدكتور عبد الرحيم وهابي عن بحثه «أنساق التّخييل في الشّعر العربيّ المُعاصرِ: مُقاربة في خطابِ النّقدِ، وخطاب الشّعر».
وألقى الشاعر حسن الزهراني من السعودية، والشاعرة شيخة عبد الله المطيري من الإمارات، والشاعر علاء جانب من مصر القراءات الشعرية الأولى للمهرجان، أشادوا من خلالها بجهود ومبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة الثقافية والشعرية والأدبية، والتي يلقى بها المثقفون والشعراء والأدباء الرعاية والاهتمام والتقدير والدعم.
وتأتي النسخة الـ 19 من مهرجان الشارقة للشعر العربي على مدار 7 أيام بمشاركة 100 شاعر وناقد وإعلامي يمثلون مختلف الدول العربية، ويقدم المهرجان مجموعة من الفعاليات المتنوعة والمتميزة، حيث يشهد 7 أمسيات شعرية، وجلسة شعرية صباحية في دارة الدكتور سلطان القاسمي.
كما ستقدم الدورة الحالية 6 كتب من إصدارات الدائرة، وسلسلة توقيعات، وندوة فكرية تحت عنوان «الشعر بين التعبير والتأثير»، في حين سينتقل المهرجان إلى مدينة خورفكان، ضمن أمسية شعرية في مجلس خورفكان الأدبي، على أن تصدر خلال أيام المهرجان، نشرة يومية بعنوان «ديوان العرب» تقدم تغطية صحافية شاملة ومتنوعة، تقوم على المادة الخبرية والحوارية والاستطلاعية.
توجيه
في سياق آخر، وجه صاحب السمو حاكم الشارقة، بلدية مدينة خورفكان بتخصيص أرض وتسويتها في منطقة العوينات؛ للصيادين الراغبين بتجفيف الأسماك، والسماح لهم بصيد الأسماك عن طريق «الضغوة» في موقع يتم تحديده على الشاطئ تحت إشراف هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق».
وقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»، الذي يبث عبر أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة مع الإعلامي محمد حسن خلف، المدير العام لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون:
«وجهنا بلدية خورفكان بتخصيص أرض وتسويتها في منطقة العوينات «خلف أكاديمية العلوم البحرية»؛ للصيادين الراغبين في تجفيف الأسماك، ولقد وصفت للبلدية البقعة المناسبة لهذا الأمر، فعلى الصيادين أن يراجعوا البلدية وهي ستعطيهم هذا المكان».
وأضاف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «اخترت هذه البقعة من الأرض لأنها واسعة المساحة ومناسبة وبعيدة عن السكان، فلن تصلهم الروائح، فنحن بحمد الله نعلم كل بقعة في أرض الشارقة، ونعلم نوع تربة كل أرض، ودرست كل أماكنها دراسة جيولوجية، فنختار لكل مشروع كما هو الأمر في مشروع زراعة القمح؛ حيث اخترنا له منطقة كلها «دفان»، ونتمنى التوفيق للجميع بإذن الله».
تصريح
بدوره، عبر صلاح عبد الله الريسي، رئيس جمعية صيادي خورفكان، عن شكره وتقديره لصاحب السمو حاكم الشارقة، على مكرمته السامية لدعم الصيادين، بتخصيص أرض في منطقة العوينات خلف أكاديمية العلوم البحرية، للصيادين الراغبين في تجفيف الأسماك، والسماح للصيادين بصيد الأسماك عن طريق الضغوة، لافتاً إلى أن المكرمة ستعمل على تعزيز استدامة هذه المهنة المتوارثة منذ أجيال، وستقوم بتسهيل المهام اليومية أمام الصيادين، ومساعدتهم على تعزيز أدائهم وزيادة عوائدهم من مهنة الصيد.
مكرمة
وأثنى الريسي على المكرمة التي تعكس حرص سموه على تفقد أحوال الصيادين والاستماع إلى مطالبهم، وأهم الصعوبات التي تواجههم، وتسخير كافة المقومات التي من شأنها توفير مناخ بيئي آمن ومثالي لدعم الصيادين في القيام بواجبهم الاقتصادي والاجتماعي التنموي للمجتمع.
وقال الريسي، إن منطقة العوينات تعتبر خياراً ممتازاً لارتباطها بالطريق الدائري الشرقي والغربي خارج المدينة، حيث ستسهل على الصيادين دخولهم بكل سهولة بعيداً عن زحام واختناقات الطرق الداخلية للمدينة، إضافة إلى أن منطقة التجفيف الجديدة تقع على أطراف المدينة وبعيدة عن الأحياء السكنية، مما يشكل موقعاً جيداً.
قرار
وأضاف أن قرار الصيد بالضغوة سيدعم الصياد، باعتبار الضغوة إحدى طرق صيد الأسماك التي يحرص الصياد على ممارستها، المعروفة في التراث البحري الإماراتي، الذي تتجلى فيه العادات والتقاليد بمظهر التلاحم والتعاون الذي توارثه أهل الإمارات أباً عن جد.
وقال الريسي: من هنا نجدد شكرنا لسموه للدعم الكبير والدائم للصيد والصيادين، الأمر الذي سيساهم في تعزيز مهنة الصيد والارتقاء بها لخدمة المجتمع، كونها إحدى المهن المتأصلة في المجتمع الإماراتي، والتي تتطلب تضافر الجهود لحمايتها والحفاظ عليها، فضلاً عن أهمية المحافظة على الثروة السمكية والبيئة البحرية، التي تعد جزءاً من الأمن الغذائي الوطني للدولة.