|  آخر تحديث يناير 6, 2023 , 0:24 ص

هيئة قناة السويس.. جهود متميزة في إدارة الممر المائي الأطول عالمياً


هيئة قناة السويس.. جهود متميزة في إدارة الممر المائي الأطول عالمياً



بين ماضٍ جسّد عظمة المصريين الذين قدموا تضحيات في سبيل تحقيق حلم ربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض، وحاضر مزدهر بممر بات شريان التجارة العالمية الحيوي، ومستقبل يبشر بغدٍ مشرق.. تقف قناة السويس المصرية شامخة وجسراً للتواصل بين الشرق والغرب بأقصر وأسرع ممر مائي.

هي ليست ممراً مائياً فقط، بل «شريان الحياة» و«محور السلام» و«منفذ التجارة العالمية» و«تاريخ مصر ومستقبلها».. كلها مسميات وألقاب شاهدة على الأهمية المحورية لقناة السويس على مصر ودول العالم كافة، هذا الممر المائي الأطول عالمياً الذي شهد خلال الأعوام الماضية جملة من المشاريع التطويرية، تبنتها هيئة قناة السويس، حققت معها الهيئة عدداً من الإنجازات المتميزة خلال عام 2021، والتي أهّلتها للفوز بجائزة التميز الحكومي العربي عن فئة «أفضل هيئة أو مؤسسة حكومية عربية»، حيث نجحت الهيئة في تطبيق معايير الجائزة بدءاً من الرؤية الطموحة مروراً بالابتكار والخدمات الذكية وصولاً إلى إدارة رأس المال البشري، وإدارة الموارد، والحوكمة وإدارة المخاطر.

ولهيئة قناة السويس أهمية قصوى في إدارة أهم قناة صناعية، تمر عبرها نحو 12% من التجارة العالمية سنوياً، حيث تعمل الهيئة منذ إنشائها في 26 يوليو 1956، على إدارة قناة السويس واستغلالها وصيانتها وتحسينها وإصدار اللوائح المتعلقة بالملاحة في القناة وغير ذلك من اللوائح اللازمة لحسن سير المرفق.

وطورت هيئة قناة السويس رؤية طموحة، وحققت تقدماً ملموساً بتنفيذ استراتيجية متكاملة امتدت حتى عام 2022 للارتقاء بإيرادات وقدرات وأصول وكفاءة منظومة العمل بالهيئة، حيث نتج عن ذلك احتلال الهيئة المركز الثاني ضمن قائمة أكبر الشركات اللوجستية في الشرق الأوسط، وفقاً لتصنيف فوربس لعام 2021.

والحقيقة المقرونة بالأرقام والوقائع تؤكد أن الهيئة حققت عدداً من المؤشرات المتميزة خلال عام 2021 كحصول الهيئة على أعلى إيراد سنوي في تاريخها بمقدار 6.3 مليارات دولار، مما كان له الأثر في رفع الناتج القومي لجمهورية مصر العربية، كما أن عدد السفن العابرة للقناة لعام 2021 تجاوز حاجز الـ 20 ألف سفينة، وحصلت القناة على أعلى معدل جذب مقارنة مع قنوات مائية أخرى نتيجة للسياسات التسويقية منذ تطبيقها، تمثل في جذب 4923 سفينة، مما أسهم في تحقيق 1.1 مليار دولار، كما عملت الهيئة على تسهيل مرور أعلى حمولة صافية في تاريخ القناة بمقدار 1270 مليون طن في عام 2021.

وتمتلك الهيئة وتشغل أسطولاً بحرياً عملاقاً يصل إلى 554 وحدة بحرية متنوعة، تخدم المجرى الملاحي للقناة الذي طورته الهيئة ليستوعب بأبعاده الحالية عبور نسبة 100% من أسطول الحاويات ونسبة 92.3% من أسطول سفن الصب ونسبة 61.2% من أسطول ناقلات البترول ونسبة 100% من السفن الأخرى.

وضمن توجهات الهيئة الاستراتيجية وتلبية لاحتياجات المتعاملين المتزايدة، سعت الهيئة إلى إنشاء قناة السويس الجديدة وهي تفريعة جديدة بهدف تحقيق أكبر نسبة من الازدواجية لتسيير السفن في الاتجاهين دون توقف في قناة السويس من الكيلومتر 61 إلى الكيلومتر 95 ويسمح باستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدماً بتكلفة بلغت 4 مليارات دولار، مما أسهم في زيادة دخل القناة بنسبة 259%.

ولأهمية التحول الرقمي في خفض التكاليف التشغيلية وتوفير الوقت والجهد على العملاء عملت الهيئة على تنفيذ خطة التحول الرقمي، والتي تتضمن تفعيل التطبيقات الرقمية وتعميمها في كافة المعاملات والخدمات المقدمة للعملاء، حيث تم إنشاء مركزي البيانات الرقمية في الإسماعلية وبور فؤاد، ونتج عن تفعيل التحول الرقمي للهيئة إنشاء قواعد بيانات موحدة مع توفير الحماية والتأمين اللازم للبيانات وحفظها من الفقد أو الاختراق.

وضمن جهود الهيئة في التحول الرقمي أيضاً، تمت أتمتة محطات مراقبة الملاحة «16 محطة» وإطلاق الخدمات الإلكترونية بالهيئة لخدمة العملاء من الخطوط والتوكيلات الملاحية، فضلاً عن إطلاق 5 خدمات جديدة في الموقع الرسمي للهيئة: خدمة طلب عبور السفن، خدمة الخطوط الطويلة، خدمة المناقصات والمزايدات، وخدمات الترسانات وخدمات مياه الشرب، ونتيجة للتحول الرقمي بلغ عدد الفواتير الموحدة التي تم إصدارها 20265 فاتورة خلال عام 2021.

وعلى الرغم من جائحة «كوفيد 19»، نجحت هيئة قناة السويس في التعامل باحترافية خلال الجائحة والحفاظ على استمرارية العمل بالمجرى الملاحي الذي يشكل شريان الحياة للتجارة العالمية مع الالتزام الكامل بتطبيق الإجراءات الاحترازية.

ولأن تحفيز الموظفين على الإبداع من أبرز العوامل الإيجابية التي تنهض بالمؤسسة والعمل، حرصت هيئة قناة السويس على دعم ثقافة الابتكار كنهج داخلي من خلال مبادرة «ابتكر» التي تم إطلاق الإصدار الأول والثاني منها وتهدف إلى اكتشاف الأفكار الإبداعية لدى الموظفين، حيث تم تنفيذ 6 مشروعات مبتكرة منها مشروع تطوير منظومة التغذية الكهربائية لمحطات المراقبة الإلكترونية باستخدام الطاقة المتجددة وعمل نظام تحكم عن بُعد لها.

وحرصاً من هيئة قناة السويس على رفع كفاءة الكوادر البشرية، سعت الهيئة إلى الاستثمار في رأس مالها البشري من خلال عدد من برامج التدريب والتطوير الوظيفي لتنمية الأداء، حيث نجحت الهيئة في إعداد مركز المحاكاة والتدريب البحري الذي حقق نقلة نوعية في مجال التدريب البحري بما يمتلكه من إمكانات علمية وتكنولوجية تواكب أحدث النظم والتقنيات العالمية، حيث يتم تدريب 4000 متدرب سنوياً، كما تم تنظيم دورات تدريبية لقباطنة الخطوط الملاحية العالمية الذين وصل عددهم إلى 509 متدربين.

ولم تغفل هيئة قناة السويس عن الاستدامة في الكثير من عملياتها، حيث تبنّت مشروعات وبرامج بيئية تتفق مع رؤيتها نحو التحول إلى قناة ملاحية خضراء بحلول 2030.

ولقناة السويس سجل تاريخي حافل، تسعى الهيئة إلى الحفاظ عليه عبر افتتاح المتحف العالمي لقناة السويس قريباً، والذي يضم مقتنيات تاريخية تعود إلى فترة إنشاء القناة، ليكون أحد أهم المزارات السياحية، ووجهة المهتمين بتاريخ القناة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com