بعد انتهاء فعاليات القرية العالمية ومغادرة الآلاف من روادها، وتحديداً عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، فوجئ عنصران من شرطة دبي بطفل يبكي بحرقة بالقرب من بوابة العالم إحدى بوابات القرية الرئيسية، فسارعا وهما الوكيل سلطان عبد الله علي، والرقيب يوسف حسن أحمد، بالتوجه إلى الطفل ومعرفة سبب تواجده في هذا المكان وفي هذا التوقيت حيث لا يوجد أحد من الناس ولا أحد من أقارب الطفل، ليتبين أنه فقد أمه أثناء تواجدهما في القرية العالمية.
يقول الوكيل علي: كان الطفل جالساً وفي حالة خوف شديد فقمنا على الفور بتهدئته، وتبين لنا أن لديه هاتفا نقالا يحتوي على رقم خاص لدولة خليجية مجاورة، فقمنا بالاتصال على رقم العائلة لكن دون جدوى، فالهاتف لم يكن به رصيد، ويصعب الاتصال بالرقم الخاص بالأهل. سألا الطفل البالغ من العمر 13 عاماً عن عائلته، فأفاد أنه حضر إلى القرية العالمية برفقة والدته وأنها تقيم مع والده وشقيقه في فندق قرب برج خليفة، لكنه لا يعرف اسمه ولا عنوانه، وكان يطلب بشكل دائم أن يعيدوه إلى عائلته، فيما طمأنه رجلا الشرطة بمساعدته وحاولا تهدئته وإزالة الخوف عنه.
اتصلا بشركة اتصالات وحصلا على مجموعة من الأرقام الخاصة بالفنادق القريبة من برج خليفة، وشرعا في الاتصال بأرقامها والسؤال عن اسم العائلة واستمرا في هذا الأمر لمدة تقارب النصف ساعة إلى أن جاء رد مُبشر من قبل موظف خدمة العملاء في أحد الفنادق «العائلة تقطن لدينا».
اصطحبا الطفل إلى الفندق حيث أكد الوكيل علي أن إضاعة الطفل جاء بسبب إهمال الأم، حيث تبين أنها عادت إلى الفندق من القرية العالمية مستقلة سيارة أجرة لوحدها، وكانت تعتقد «وفق أقوالها» أن ابنها سبقها إلى الفندق بسيارة أجرة أخرى.
وكرم العقيد عبد الله خليفة المري، مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بالنيابة في شرطة دبي، بحضور المقدم محمد عبد الله المهيري بالوكالة، الوكيل سلطان عبد الله علي، والرقيب يوسف حسن أحمد، على الجهود التي بذلاها في إعادة الطفل لعائلته وإحساسهما بالمسؤولية العالية، والمهنية التي قدماها في البحث السريع عن العائلة.