|  آخر تحديث ديسمبر 19, 2022 , 0:35 ص

انظر أنا أسطوري


انظر أنا أسطوري



هذا الجلد الذي توخزه الأشواك .. وتحرقه الشمس تحتها
وأنا جالسٌ انتظر قطعة الخبز العفنة ليرميها أحد الأشخاص التي تكاد معدته تقطع أزرار القميص .
إنَّه شبعانٌ جداً ،حتى أنَّه لا يعجبه الكافيار
ورائحة الفراولة لا تناسبه
وافخم مطاعم العالم شعر بالملل منها
وماركات اللباس اصابه الزهق من كثر مادفع اموالاً لشرائها وهو يبدل انواعها
وهو كاذبٌ لاتصدقوه أنَّه يسمع موسيقى موزارت أو شوبان أو أنه يقرأ كتاباً يحوي الأصالة والتاريخ والعلوم
إنّه لا يفكر سوى بأجسادِ النساء
ولا يركض خلف تأسيس جمعية ايتام إنه من تنسيق مدير أعماله ليبقى في سمعةٍ تشبه قلب مولود خرج للتو من رحم أمه ولاتصدقوا الدراما والروايات التي يسردها أنه عانى في حياته من ألمٍ شق جفونه من كثرة البكاء
إنَّه خُلِقَ وهو يسبح في ماءٍ منثورٍ عليه لؤلؤاً نادراً
ولاينظر إلى نفسه إلا في مرايا الكريستال
حتى أنَّ غطاءَ المهدِ كان من أقمشة الأساطير من كيارتشي وجسده الحساس لايناسبه سوى قماش من نسيج العنكبوت وبرده لايدفئه سوى معطف فيكونيا وعندما يصادف فقيراً في شارعٍ ما (توقفو هو لايراه بالصدفة لأن هذا البائس قد تصلط على طريقه يحاول أن يريه الحالة المزرية من عيناه) نعم ياسادة عندما يشاهده وهو يركب سيارته التي تحمل اسمه الذهبي يهرب منه لكي لا يفسد اجوائه الراقية بدموعه الكئيبة ويركض منه كأنما تحول لفهدٍ يسابق الريح.
أما أنا هل تصدقوا من أنا أنا نثراً مؤقتاً يقوله شاعراً ليربح بي جائزة عظيمة أو أنا فيلماً يُمَثل لكي يأخذ ممثلوه مليارات الدولارات ويذهبوا بها ليقدحوا كؤوسهم مع أصحاب الملايين.

وأنا منسياً على طرف الرصيف تحت ضوء شارعٍ لعين بجانب حاوية أحاول ان أخذ منها بعض الطعام أو اقرأ كتاباً قد اهمله صاحبه
أوبعضاً من الأوراق التي ترقي روحي ونفسي أو جريدة تنقل تفاهات المجتمعات التي لاتتكلم سوى في البورصات وفعاليات الرقص وبعضاً من الشّعر التي تخجل ذاكرتي من حفظه
أنا من أولويات النسيان ولايذكرني أحد فأنا فقط واجهة وصورة لجمع التبرعات التي لانعرف الى أيّ مكانٍ تذهب
أنا صفحةً يشقها الناس بعد العرض الكبير، أنا الطفل الذي وقف لساعاتٍ أمام بائع الدمى لكي ينظر الى البلور لعل سحراً يأتي ويصبح البلور مرئياًويخبرني بصوته الحالم خذ وأنا امد يدي لأخذها
أنا الطفل الذي انتظر محل الحلوى لعله يرمي لي شيئاً قبل اغلاقه لكن النعاس سبقني ونمت على كتف الجدار ولم يمر السكر في لساني ..
أنا الطفل الذي انهارت عيوني بالدموع على سفح جبلٍ لايسمع صراخي غير خالقي فأنا لا اعشق سوى كرامتي أنا من مخيماتٍ حرق خيمتي الحر الذي صبغ جلدي بلون الدم و اوقف دقات قلبي البرد الذي يشبه قضم جبل جليد
أنا فمي من صبر الصحراء التي يمر عليها اعواماً بدون ماء ورغم الشقوق التي تملأ ملمسها تبقى في صمود
أنا طعمي علقم و جوفي أقوى من قلب حوت واشجع من ألف أسد أنا القلب القوي الذي لا يهاب الموت من جوع غادر أو من مرضٍ عابرٍ أو خطير أنا القلب الكبير الذي يمسح جبين أخي ولا يتركه عند أصعب المواقف وأنا الذي يصنع طريقاً من فك التماسيح ويعبرها ليساعد أمّه المرهقة أنا من يستحق العالم ولستم أنتم يا أشباه الحجارة .

 

 

بقلم: سلام القواريط


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com