يقال إن المرأة هي زهرة فصل الربيع، وفتنة الدنيا، وروح الحياة .. وقد قيل كذلك إنها نصف المجتمع، والمدرسة التي نتلقى منها أول كلمة حب، ثم بعد ذلك باقي القيم، المرأة هي التي تتعلم على يديها الأجيال كل شيء. أول خطوة، أول كلمة، أول بسمة. لهذا فإن دورها حساس وبالغ الأهمية، خاصةً ان هي التي تُوصل مضمون الرسالة التي من خلالها يتحّدد ليس فقط مصير الأجيال، وإنما مصير المجتمع برمته.
إن أهمية دور المرأة في المجتمع، والمسؤولية الضخمة التي تحملها على عاتقها بدءا من كونها مربية داخل البيت. وبغض النظر عن وضعها المهني أو العلمي فالمرأة تبقى أنثى بكل ما تحمله هذه الكلمة بين طياتها من أحاسيس ورقة وحنان وغريزة حباها الله بها لكي يُميزها عن الرجل، ولكي يكون عطاؤها بلا حدود، فهي تسعى جاهدة، بكل ما أوتيت من قوة وعزم، لتوفير المكان الصحي والنفسي داخل مملكتها الصغيرة طمعا في إسعاد شريكها، ومن من جانب آخر فهي الحاضنة لأفراد أسرتها، وخيوط الدفء لا تشع إلا من خلالها. لكنها تحتاج، في المقابل، للدعم المعنوي قبل المادي من زوجها بغية تجديد طاقتها المنهكة. فالمرأة بكلمة واحدة لا غير، وربما أقل من كلمة (نظرة حب…) قد يتغير مزاجها فتفرح وترقص مثل الأطفال، وبمجرد كلمة أخرى قد تنكسر، وتتحول إلى شظايا من الدمع. لذا أوصانا نبي الرحمة بها خيرا. وقال عليه أفضل الصلاة والسلام “رفقا بالقوارير ” ليؤكد على حسن معاشرتها، والحث على المعاملة الطيبة معها.
إن مكانة المرأة تزداد أهمية يوما بعد يوم، لاسيما مع تطورات العصر الحالي تحت سقف الغلاء الفاحش، والظروف المادية التي أثقلت كاهل رب الأسرة فوجدت المرأة نفسها تنزل معه لسوق الشغل، وتخوض معه معارك الحياة لتوفير العيش الكريم لأبنائها، ليصبح حملها أثقل وأصعب فأصبحت أنثى ترعى زوجها، ومربية تسهر على تربية أبنائها، ومعلمة تساعدهم في مراجعة الدروس، وطباخة تُعد ما لذ وطاب من الأطعمة، وسندا ماديا خارج بيت الزوجية. ومن ثم فإن دورها بات أهم وأصعب من دور الرجل.
إن المرأة خُلقت لتُكرم لا لتُهان ويُقلل من شأنها أو تُهتك أنوثتها أو استحقار دورها في تربية جيل بكامله أو لنقل عدة أجيال لما تقدمه من تضحيات وجهود لتأدية رسالتها على أكمل وجه. لذا كرمها ديننا الحنيف، ورفع عنها المظالم التي كانت تواجهها في الجاهلية، ومنحها حق العيش بحرية واستقلالية. وقد حظيت بالتكريم والتشريف في ظل هذا الدين العظيم.
بقلم: بشرى بوجمعة