ما أجمل أن يتصف المرء منا بصفات رقة المشاعر و نعومة الأحاسيس في الوقت الذي قد نجد البعض من حولنا يتهمنا بالضعف وهشاشة التحمل، ولكن إن كان للافراد من حولنا آراؤهم في ما قد يعترينا من أوجاع وآلام تعتبر بالنسبة لهم ضعفا، إلا أنها بالنسبة لنا تعد من نقاط تنقية الضمير وتهذيب النفس من شوائب فرضت علينا بحكم تعاملاتنا مع العديد من الأنماط والشخصيات والطباع التي تجد سعادة كبيرة في عدم الإعتراف بأهمية المشاعر والأحاسيس..
وان ما تمعنا النظر ودققنا في ما نحن فيه الآن من أوجاع داخلية دفينة لا يعلم بها سوى خالقنا، إلا انها تعد فرصة كبرى لاكتشاف الوجوه والنيات فيمن كنا نعتقد بقربهم منا أكثر من انفسنا.. فو الله إن ظللنا نشكر خالقنا على اوجاعنا ونزيفنا الداخلي، فلن نوفيه حقه من الشكر والثناء.. فيكفي اننا ما زال بداخلنا أنفاس نستطيع من خلالها وبها الولوج بعيدا عن انماط شخصيات كريهة مفلسة مريضة تتعايش وتنمو على شعور الضعف والوهن والوجع..
فهلم يا نفسي واسعدي بشدتك وبكاءك الداخلي التي بعون خالقك وحده ستتمكني من مواصلة نجاحاتك وصولاتك ووصولك الى مصاف بعيدة من التألق والرقي والعلو رغما عن انفس الكارهين والحاقدين.. فالسهم لكي ينطلق للامام بقوة اندفاع كبيرة، لابد له وأن يرجع للوراء قليلا.. ذلك الرجوع الذي بستمد منه صاحبه العزيمة والاصرار على درء كل ما هو قبيح من فعل البشر.
بقلم: ميساء عقل