صوّت مجلس الأمن الدولي فجر اليوم بالإجماع على قرار يتضمّن مفاوضات بين نظام الأسد والمعارضة مطلع يناير المقبل، وتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة أشهر وانتخابات رئاسية خلال 18 شهراً، بعد توافق الأعضاء الخمس دائمي العضوية على مشروع قرار مشترك.
وفيما رحّبت واشنطن بتبّني القرار وأنّه يرسل رسالة لا لبس فيها بأنّه آن الأوان لوقف القتل في سوريا، شدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشّار الأسد لفتح الباب أمام إنهاء إراقة الدماء، و«ألّا سلام من دون حكومة شرعية».
وتبنّى مجلس الأمن الدولي في وقت مبكّر من صباح اليوم بالإجماع قراراً يدعم خطة طموحة لحل الأزمة في سوريا وإنهاء الحرب. وينص القرار على ان تجري في مطلع يناير مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة حول عملية انتقال سياسي تنهي الحرب في سوريا.
ورحّب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتبني القرار، معتبرا انه يرسل «رسالة واضحة إلى كل المعنيين بأنه حان الوقت لوقف القتل في سوريا». وأقرّ مجلس الأمن الدولي تشكيل حكومة تحالف في سوريا خلال ستة أشهر وانتخابات خلال 18 شهراً.
وكانت الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي توافقت قبلها بعدة ساعات على مشروع قرار بشأن سوريا يتوقّع تصويت المجلس عليه خلال ساعات، وسط ترجيحات بإقراره، في الأثناء شدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشّار الأسد لفتح الباب أمام إنهاء إراقة الدماء، و«ألّا سلام من دون حكومة شرعية». وأكّدت مسودة قرار مجلس الأمن الدولي أنّ «الشعب سيقرر مستقبل سوريا».
ويطلب المشروع من الأمم المتحدة الدعوة في شكل ملح إلى مفاوضات رسمية حول عملية انتقال سياسي يكون الهدف منها البدء بهذه المباحثات أول يناير 2016.
بدورهم، كان دبلوماسيون توقّعوا أن يوافق مجلس الأمن الدولي على نص مشروع القرار الذي توافقت حوله الدول الخمس والذي يدعم خارطة طريق دولية لعملية السلام في سوريا في وقت لاحق.
وقال دبلوماسيون طلبوا عدم نشر اسمائهم، إنّ «سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور تجري اتصالات هاتفية بالأعضاء العشرة الآخرين في مجلس الأمن لاطلاعهم على نص مشروع القرار».
من جهته، كرّر الرئيس الأميركي باراك اوباما أنّ «على الرئيس السوري بشار الأسد ان يتنحى»، معتبراً أنّ «لن يكون ثمة سلام في هذا البلد من دون حكومة شرعية».
وقال أوباما إن الأسد فقد شرعيته في أعين أغلبية مواطني بلده ويتعين أن يرحل عن السلطة ليفتح الباب أمام إنهاء إراقة الدماء». وأضاف في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: «أرى أنه سيتعين على الأسد أن يرحل حتى يمكن للبلاد حقن الدماء ولكل الأطراف المعنية أن تمضي قدما في طريق حل غير طائفي».
واتفق مؤتمر الرياض للمعارضة السورية على تشكيل لجنة تضم 34 عضوا للإشراف على محادثات السلام وتعمل أيضا على اختيار فريق المعارضة في المفاوضات.
وافادت مصادر عدة عن مباحثات يقودها المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا لضم مجلس سوريا الديموقراطية الى وفد المعارضة الموحد الذي جرى تشكيله في مؤتمر المعارضة الاخير في الرياض.
وقال المنسق العام لفريق التفاوض التابع للمعارضة رياض حجاب إن المعارضة تريد مرحلة انتقالية سياسية بدون الأسد. وأضاف: «سندخل المفاوضات على هذا المبدأ ولن ندخل على مباحثات على غير ذلك أبداً».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان الاردن سيشرح تقدم مساعيه في العملية، ويضع لائحة بالمجموعات الارهابية التي ينبغي عدم اشراكها في المحادثات.
وقللت مصادر حكومية أردنية من دقة ما تناقلته وسائل إعلام من أن هناك 160 منظمة أو مجموعة إرهابية بالقائمة. وكانت وسائل إعلام روسية نقلت أمس عن وكالة نوفوستي للأنباء، أن مصدرا في وزارة الخارجية الروسية أفاد بأن «الأردن سلم الجانب الروسي قائمة بنحو 160 تنظيما مشتبها بتورطها في الأنشطة الإرهابية في سوريا»
من جهته، حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي من أن العملية السياسية قد تعود إلى الوراء ما لم يتحقق تقدم في نيويورك. وأوضح وانغ أن «القضيتين الأكثر أهمية هما بدء التفاوض السياسي ووقف إطلاق النار. يحدونا الأمل في أن يتمكن هذا الاجتماع من تحقيق توافق على هاتين القضيتين الرئيسيتين وأن يؤدي إلى إجراءات ملموسة».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن هناك قدرا من التحرك في محادثات سوريا، موضحا أن أحد أهداف اجتماعات نيويورك هو توضيح الجدول الزمني لمحادثات السلام بين الحكومة والمعارضة.
وقال دبلوماسيون غربيون إن القوى الغربية وتركيا والسعودية وغيرها وافقت على مضض على السماح للأسد بأن يبقى في منصبه خلال المرحلة الانتقالية في تسوية فتحت الباب أمام تغير في الموقف الروسي.
واشار الدبلوماسيون إلى أن روسيا في الوقت الحالي أوضحت للدول الغربية أنها لا تعترض على تنحي الأسد عن السلطة في إطار عملية السلام في تخفيف لموقفها الداعم بقوة للرئيس السوري قبيل محادثات نيويورك.