أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة أن الصحة النفسية أولوية تنموية عالمية، وأن الصحة هي السلامة النفسية والبدنية والرفاه الاجتماعي وليس خلوّ الجسم من الأمراض وحسب.
وقالت معاليها عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بمناسبة يوم الصحة النفسية العالمي والذي صادف أمس تحت شعار الصحة النفسية في بيئة العمل: «إن الاكتئاب والقلق يصيبان أكثر من 600 مليون عالمياً ويؤثران على الصحة ويشكلان عبئاً اقتصادياً كبيراً».
وأضافت أن كل دولار ينفق على الصحة النفسية ينتج 4 دولارات عوائد على الاستثمار في شكل صحة أفضل وإنتاجية أعلى، مشيرة إلى أن أكثر من تريليون دولار سنوياً الخسائر الاقتصادية للاكتئاب والقلق.
وتابعت معاليها: «حسب تقرير للبنك الدولي فإن الحكومات حول العالم تنفق ١ في المئة فقط من ميزانية الرعاية الصحية على الصحة النفسية، و1 فقط من أصل 5 أشخاص مصابين بالاكتئاب في العالم يتلقى مساعدة».
وأصدرت مجموعة البنك الدولي تقريراً مطولاً يتحدث عن ضرورة جعل الصحة النفسية أولوية عالمية.
وقال التقرير الذي وضعه سيث منوكن من معهد ماساسوستش للتكنولوجيا في الولايات المتحدة في النقاط التالية إن الاضطرابات النفسية تفرض عبئاً هائلاً على المجتمع، وهي تظهر أن المصابين يعانون من هذا العجز بمعدل عام واحد من بين كل ثلاثة أعوام على نطاق عالمي.
ولفت إلى أن الاضطرابات وبالإضافة إلى تأثيراتها الصحية تشكل عبئاً اقتصادياً هائلاً للنتاج الاقتصادي الضائع، ولوجود علاقة بين الاضطرابات النفسية والمشكلات الصحية الخطيرة ذات التكلفة العلاجية العالية، بما فيها أمراض القلب والسرطان والسكري والإيدز والسمنة.
وتابع التقرير أن الترجيحات تشير إلى أن 80% من الناس يعانون من نمط من الاضطرابات النفسية في حياتهم، ويتركز ذلك في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وذكر التقرير: هناك شكلان من أكثر أشكال الاضطرابات النفسية شيوعاً، وهما القلق والاكتئاب، وهما سائدان ومسببان للعجز والإعاقة، لكنهما يستجيبان لسلسلة من العلاجات الآمنة والفعالة، ومع ذلك ونظراً لوصمة العار التي يسببانها والتمويل غير الكافي لهما، فإنهما غير قابلين للعلاج في معظم مراكز الرعاية.
وأوضح التقرير أن التحكم بالاضطرابات النفسية يتطلب توفير مصادر جديدة من التمويل لردم الفجوات الموجودة في المصادر الحالية. ويتم ذلك من خلال الاستثمارات من قبل الحكومات المحلية وشركاء التنمية الدوليين، مما ينجم عنه إيجاد علاجات فعالة من حيث التكلفة.
وتحدث التقرير: ليس سراً أن نقول إن الاضطرابات النفسية تسبب بؤساً إنسانياً هائلاً. وتشير الدراسات إلى أن 10% على الأقل من سكان العالم يعانون منها، كما أن 20% من الأطفال والمراهقين يعانون من نوع ما من الاضطرابات النفسية، وهي تشكل في الحقيقة 30% من الأعباء المرضية غير القاتلة على مستوى العالم، و10% من الأعباء المرضية ككل،.
وهي تتجاوز المضاعفات الناجمة عن الحمل والولادة كسبب رئيسي للوفاة بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً، والمعروف أيضاً أن القلق والاكتئاب، وهما من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، يستجيبان جيداً لمجموعة من العلاجات، ويجب إعلاء الصوت في أن العلاج المناسب للصحة النفسية يجب أن يعتبر حقاً إنسانياً جوهرياً علاوة على كونه ضرورة أخلاقية.
بيّن تقرير مجموعة البنك الدولي أنه علاوة على الجانب الأخلاقي في علاج الاضطرابات النفسية، يتعين إثارة جدل اقتصادي قوي في هذا الشأن، وتظهر الإحصاءات أن علاج القلق والاكتئاب في متناول اليد ويعتبر الترويج للرفاهية وسيلة فعالة من حيث التكلفة لدى بعض المجتمعات، أما الفشل في علاج المصابين فيشكل عاملاً مهماً في نشر الفقر ووقف النمو الاقتصادي على المستوى القومي.